تاريخ النشر2010 20 September ساعة 01:39
رقم : 26203

حرق القرآن وضرورة الوحدة الاسلامية

بمناسبة موامرة الاهانة علي المقدسات الاسلامية
و المعروف عن القس تيري جونز انه قد أسس كنيسة في كولونيا بألمانيا منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وأشارت الكنيسة إلى أن علاقتها بتيري جونز انتهت عام ٢٠٠٨ بعد رصدها لتلاعبات في الكشوف المالية للكنيسة، وكانت محكمة ألمانية قد حكمت على تيري جونز عام ٢٠٠٢ بغرامة مقدارها ٣٠٠٠ يورو بسبب حمله شهادة دكتوراه مزيفة.
حرق القرآن  وضرورة الوحدة الاسلامية
وكالة انباء التقريب(تنا ) 

لم و لن تتمكن الأعداء من التطاول علي مقدسات المسلمين الا في ظل الفرقة التي ابلتيت بها الأمة‌ الإسلامية و هذا ما يؤكد ضرورة‌ التمسك بالوحدة كحبل متين للدفاع عن مقدساتنا و هويتنا و ثقافتنا .
أثارت خطة القس تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا الداعية لحرق القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، أثارت غضب المسلمين في جميع بقاع المعمورة حيث نزل الآلاف بل الملايين من المسلمين الی الشوارع منددين بأقتراح هذا القس المجنون و مازالت هذه التظاهرات مستمرة ليومنا هذا خاصة بعد التطاول علی كتاب الله الشريف .
و المعروف عن القس تيري جونز انه قد أسس كنيسة في كولونيا بألمانيا منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وأشارت الكنيسة إلى أن علاقتها بتيري جونز انتهت عام ٢٠٠٨ بعد رصدها لتلاعبات في الكشوف المالية للكنيسة، وكانت محكمة ألمانية قد حكمت على تيري جونز عام ٢٠٠٢ بغرامة مقدارها ٣٠٠٠ يورو بسبب حمله شهادة دكتوراه مزيفة.
و هكذا تحول تيري جونز من رجل دين مغمور في كنيسة صغيرة لم يكن يعلم بها أحد، إلى نجم على شاشات الفضائيات من لا شيء إلى شخص يتلقى اتصالاً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون يناشدانه ألا يقدِم على فعلته الشنيعة . هذا أضافة الی المواقف التي صدرت من الآيات العظام و رجال الدين و الكثيره من الشخصيات السياسية و الثقافية و الدينية منددة بالتطاول علي معجزة الرسول الأكرم (صل الله عليه و آله و سلم) مطالبين العقلاء بالتصدي لمثل هذه الدعوة وهذا العمل البشع الوقح .
و نظرا لأهمية هذا الحدث البشع؛ لا بد من الوقوف أمامه و تسليط الضوء علي ملابساته :
أولا: بعد فشل السياسة الصهيوأمريكية في أحداث ١١ من أيلول / سبتمبر عام ٢٠٠١ و غزو العراق و افغانستان ها هو اللوبي الصهيو أمريكي يحاول لفت الأنظار عبر شتی المحاولات ليضع الأسلام و القرآن الكريم في صدر قائمة أعداء الغرب و بعون الله قد ولدت هذه المؤامرة ميتة كما سابقاتها .
ثانيا : الأديان جاءت من أجل احلال السلام و الإسلام هو اصلا من مبدأ السلام ؛ فعلينا ان نتخذ مؤامرة الأعداء بالحسبان لكي لا نعطي مبرر لهؤلاء الذين في قلوبهم مرض حتی يلقوا اللوم تجاه الإسلام لأنه لو تأملنا قليلا في أقوال هؤلاء لوجدناهم يستندون في أفعالهم الباطلة الی بعض النماذج غير الصالحة التي تحدث من قبل بعض المسلمين أو بالأحری من قبل بعض المحسوبين علی المسلمين و الإسلام بريء عن ما يصنعون.
ثالثا : جاءت هذه الإساءة للقرآن الكريم بشكل شبه متزامن مع قيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم الرسَّام الدنمركي كيرت فيسترجارد، والذي أعدَّ رسومًا كاريكاتيرية وضيعة تسيء للنبي محمد ونشرها في صحيفة يلاندس-بوستن الدنماركيَّة في سبتمبر ٢٠٠٥، فلقد سلمت المستشارة الألمانية جائزة حرية الصحافة في ختام ندوة دوليَّة حول وسائل الإعلام في برلين ؛ وهذا يعني أن هذه المؤامرة تأتي ضمن سلسلة مؤامرات ترمي إلی جعل التطاول علی المقدسات الإسلامية أمرا اعتياديا .

رابعا: الإساءات للمسلمين ومقدساتهم تتوالى في ظل حماية "الديمقراطيات" و "الديمقراطيون" الغربيون بتشجيع أعداء الأمة الإسلامية تحت مسميات "حرية التعبير"، و "حرية الرأي" فينبغي علی الدول الإسلامية و المؤسسات الأهلية أن تتخذ إجرائات رادعة للحد من مثل هذه المؤامرات لأن التعرّض للمقدسات عند أيّ طائفة أو دين لا يُبرَّر إطلاقاً بحرية رأي أو تعبير، بل يعتبر من الإرهاب الدينيّ، ونشر العداوة والكراهية بين المجتمعات بدلاً من نشر التعارف والسلام بينهم، وهو جريمة إنسانيّة كبرى، لا بدّ من الوقوف أمامها ومعاقبة فاعليها.
خامسا : إن العالم لو أوقف أدولف هتلر في ١٩٣٣ حين أصبح رئيس الحزب النازي، لما حدثت الحرب العالمية الثانية في ١٩٣٩، فإذا لم نوقف مثل هذه المؤامرات في حينها لا سمح الله سوف نشاهد الأسوأ منها في وقت لاحق .
سادسا : حسب تقديرات المؤسسات الرسمية فأن الدين الإسلامي أصبح أكثر الأديان انتشارا في البلدان الغربية و خشية من أسلمة أمريكا و بلدان الإتحاد الاروبي جاءت خطة تيري جونز لتوجه اصابع الإتهام الی المسلمين بالعنف و الإرهاب و لكن سوف تبيء‌كل هذه المؤامرات بالفشل لأن القرآن الكريم حقيقة إلهيّة لا تنطفئ أنوارها ولا تندثر آثارها مهما حاول الأعداء ذلك و أوعدنا الله بذلك في كتابة المجيد: " يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" {التوبة/٣٢} و حسب الآية‌ الـ١١٩ من سورة قرآن فغضب الكافرين من انتشار الإسلام امر طبيعي و سوف يستمر هذا العداء حيث يشاء الله ((هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) .
سابعا : لم و لن يتمكن الأعداء من التطاول علی مقدسات المسلمين الا في ظل الفرقة التي ابلتيت بها الأمة‌ الإسلامية و هذا ما يؤكد ضرورة‌ التمسك بالوحدة كحبل متين للدفاع عن مقدساتنا و هويتنا و ثقافتنا .

حسن خاكرند




https://taghribnews.com/vdcexw8w.jh8p7ibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز