تاريخ النشر2010 15 September ساعة 12:37
رقم : 25902

جدل بين علماء الأزهر بالقاهرة حول جدوى مؤتمر مدريد لحوار الأديان .

حالة من الجدل أثارها اتجاه الأزهر الشريف لإلغاء لجنة حوار الأديان بعد وصول الدكتور أحمد الطيب لمقعد الإمام الأكبر للأزهر الشريف حيث رأى البعض من علماء الأزهر أن الحوار مع الأخر أصبح لا جدوى له في ظل الاستفزازات المتصاعدة من ذلك الأخر وأخرها حرق وتمزيق القرآن الكريم فيما يري البعض الأخر داخل الأزهر أن الحوار لابد ألا ينقطع بيننا وبين غير المسلمين بحثا عن الصيغة المناسبة للتعايش بين الشعوب على اختلاف دياناتها .
جدل بين علماء الأزهر بالقاهرة حول جدوى مؤتمر مدريد لحوار الأديان .

وكالة أنباء التقریب (تنا )

حالة من الجدل أثارها اتجاه الأزهر الشريف لإلغاء لجنة حوار الأديان بعد وصول الدكتور أحمد الطيب لمقعد الإمام الأكبر للأزهر الشريف حيث رأى البعض من علماء الأزهر أن الحوار مع الأخر أصبح لا جدوى له في ظل الاستفزازات المتصاعدة من ذلك الأخر وأخرها حرق وتمزيق القرآن الكريم فيما يري البعض الأخر داخل الأزهر أن الحوار لابد ألا ينقطع بيننا وبين غير المسلمين بحثا عن الصيغة المناسبة للتعايش بين الشعوب على اختلاف دياناتها .

وكان مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود عزب قد كشف أن الدكتور الطيب قرر إلغاء لجنة الحوار بالأزهر على أن يتم العمل على إنشاء مركز للحوار بين الأديان وإن لم تظهر حتى الآن مؤشرات وجود هذا المركز على أرض الواقع.
طرحت قضية حوار الأديان على علماء الأزهر في محاولة لمعرفة جدوى هذا الحوار وهل أن الأوان أن يقف المسلمون وقفة جادة مع الاستفزازات المثيرة من جانب الغرب المسيحي أم أن الحوار لابد ألا ينقطع مهما حدث ؟ التفاصيل في السطور التالية :

بداية يقول الدكتور عبد الفتاح الشيخ الرئيس السابق لجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن المسار الفكري للعلاقات الغربية مع العالم العربي والإسلامي، يوضح أن هناك سوء نية من الغرب في كثير من المسائل المتعلقة بنظرته للعالم الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالاستشراق أو حوار الحضارات أو التحالفات أو حتى العولمة ،وأن للعولمة إسقاطات متعددة على رأس الحضارة العربية والإسلامية، ومنها: محاولة تهميش دور المسلمين في كل المحافل، والسيطرة على المقدرات التنموية والتقنية، واحتكار التصنيع العسكري وبالتالى فإن الحوار مع ذلك الآخر لن ينجم عنه أى جديد اللهم إلا إضاعة الجهد والوقت فيما لا يفيد فى الوقت الذى تقف فيه الأمة الإسلامية أمام قضايا
أكثر أهمية من قضية الحوار غير المجد فلدينا قضايا مزمنة لابد أن يكون لها الأولوية خاصة وأن الحوار تعددت جولاته على مدار السنوات الماضية دون نتائج مرضية لأى من الأطراف المتحاورة .

ويؤكد الشيخ أن حوار الأديان بأنه ما هو إلا جدل عقيم لأن الخلاف بين الأديان متجذر فالمسلمون يأمرهم دينهم بأن الإيمان بالمسيحية واليهودية وجميع الأديان السابقة على الإسلام هو جزء من عقيدة المسلم، لكن نجد غير المسلم لا يعترف بالإسلام كدين سماوي فليس المطلوب منه أن يعتقد أو يدين به إنما المطلوب منه أن يعترف بالإسلام فقط وبالتالي عليه أن يبدي احترامه للإسلام، موضحاً ان عدم اعتراف أصحاب الديانات الأخرى بالإسلام جعلهم لا يكفون عن الإساءة الى رموزه .
ويري الدكتور محمد نبيل غنايم الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة أن هذه الجولة من الحوار ستفشل مثل غيرها من الجولات السابقة ولهذا فليس من المناسب على الإطلاق إقامة مثل هذه المؤتمرات وإذا كنا نتحدث عن مؤتمرات للتعايش السلمي فنحن فى حاجة لحوار سياسي وليس ديني كما أن القوى السياسية الغربية مطالبة في هذه الحالة بوقف حملات التشويه والظلم الذى يتعرض له الإسلام والمسلمون في مناطق كثيرة من العالم كما ان تلك القوى مطالبة برفع المعاناة عن المسلمين فى العراق وفلسطين والشيشان ودارفور فهذا هو السبيل الوحيد لسد الهوة العميقة بين العالم الإسلامي وغير المسلمين .
على الجانب الآخر رحب الدكتور احمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب- البرلمان - المصري بالمؤتمر قائلا ان المسلمين تجمعهم الاخوة الانسانية بكل البشر وبالتالي من المهم ان يكون هناك تفاهم فيما بيننا وبين اتباع الأديان الأخرى حتى ولو كانت اديان وضعية حتى نوضح لهم حقيقة اسلامنا ونفند ما يلصق به من اتهامات ظالمة روج لها اعداء الحوار من انصار نظرية صراع الحضارات والاديان الذين يعملون على اشعال الفتن بين البشر لانهم مازالوا يؤمنون انه لاسيادة لهم على العالم الا بتطبيق المبدا الاستعماري "فرق تسد "ولهذا فاننا من انصار الحوار بشرط ان يكون جادا ومفيدا في تعريف كل طرف من الاطراف لنفسه ومعرفته بالاخرين واتفاق الجميع علي العمل المشترك لتطبيق المبادئ الانسانية التي تتفق عليها الاديان مثل اقامة العدل والمساواة ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاج وخاصة في وقت تفشت فيه المآسي
الانسانية في ظل ازمة الغذاء التي بدات تشتعل نؤخرا ويدفع ضريبتها الكبري المسلمون اذا علمنا ان الاحصائيات الرسمية تؤكد ان اكثر من ثلاثة ارباع الجوعى والمشردين والمرضي في العالم يدينون بالاسلام ولهذا فان اي نتيجة ايجابية تتوصل اليها مؤتمرات الحوار لتنبيه العالم وخاصة الدول الغنية لمد يد العون والمساعدة هذا في حد ذاته انجاز لايستهان به ابدا كما هذه اللقاءت تساعد علي ابراز موقف الاسلام من القضايا المطروحة علي الساحة الدولية وتصحيح اي خطا او لبس في نظرته اليها من خلال التزييف الاعلامي في بعض الاحيان لربط الاسلام بالارهاب والتطرف ونبذ الآخر وعدم قبوله او الاعتراف به ومن ثم فان مقاطعة مثل هذه المؤتمرات سيسهم في تاكيد الصورة النمطية المشوهة عن الاسلام وسيعطي اعدائه فرصة لتاكيد نظرتهم السلبية اليه.
فيما قال الدكتور عبد المعطي بيومي الأستاذ بجامعة الأزهر ان الحوار بين اتباع الاديان وليس بين الاديان هو التسمية الصحيحة للقضية وخاصة ان الازهر اعلن موقفه منذ البداية انه لاحوار في العقائد ولكن الحوار يكون حول المشتركات الانسانية التي من شانها ان تفيد البشر ويتميز الاسلام علي غيره من الديانات الأخرى انه يعترف بالاديان الأخرى بل ويجعل الايمان بها جزء لايتجزا من عقيدة المسلم الذي لايكتمل اسلامه الا بالايمان بالرسل والاديان السماوية السابقة ولايكمن فصل هذا الايمان عن الحوار مع اهلها او اتباعها بالتي هي احسن وذلك تنفيذا للتوجيه الالهي "ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن " ومن الملاحظ في السنوات الاخيرة ان هناك عودة للاديان بشكل او اخر بدليل ان التيار المحافظ بدا يكسب الاصوات من جديد في الانتخابات وخاصة في الولايات المتحدة على سبيل المثال وتزامن ذلك مع وجود صحوة اسلامية بدات منذ سنوات فضلا عن ان التصنيف الحضاري المعاصر يربط بين الحضارات الاديان بدليل وصف الحضارة الغربية بانها مسيحية وفي نفس الوقت يتم وصف الحضارة العربية بالاسلامية وهذا يؤكد ان الاديان إحدى المكونات الرئيسية للحضارات البشرية ومن هنا تاتي اهمية الحوار بين اتباع الاديان السماوية بوصفها تنتمي الى الحنيفية الابراهيمية وقد لاحظت هذا الاتفاق بين القليادات الدينية الثلاث اثناء الزيارة الدعوية الاخيرة التي قمنا بها الي فرنسا ومن ثم نحن
في حاجة الي ترجمة هذا التوافق الي شئ مفيد ليس لاتباع هذه الاديان فقط بل للبشرية كلها وقد لاحظت اهمية الحوار المباشر في بناء جسور الثقة والتعون البناء وهذا لن يكون الا من خلال هذه المؤتمرات التي يحضلرها في بعض الاحيان القادة السياسين للدول كما سيكون الحال في مؤتمر مدريد .
ويشير الشيخ عبد الفتاح علام وكيل الازهر ان الحوار الديني لايقل اهمية عن الحوار السياسي في عالم اليوم وتزيد اهميته اذا ادركنا ان الكثير من الصراعات الدائرة في العالم الان لها خلفية او ابعاد دينية وعلى راسها الصراع العربي الاسرائيلي حيث اقام اليهود الصهاينة دولتهم على اساس ديني او عقائدي ومن يتضح لنا ان الوصول الي قدر من التفاهم بين قادة الاديان سيكون له مردوده الايجابي على الحياة عامة وليس في حل بعض المشكلات السياسية فقط وبالتالي نحن في حاجة الي بناء جسور من الثقة مع الاخر الذي يسكن معنا ليس في العالم فقط بل وفي نفس الدولة او حتي البلدة او البيت الذي نسكن فيه حيث هناك في عمارات سكنية يتجاور اتباع الاديان الثلاثة وبقدر ما يكون من التفاهم بين قادتهم الدينين وتوضحيهم لاهمية قبول الاخر والتفاهم والحوار معه للمصلحة العامة بقدر ما ستمون الحياة امنة ومستقرة وفي نفس الوقت تتم محاصرة تيارات التطرف او التعصب الديني لدي اتباع جميع الاديان .
واشار الى ان المسلمين ليست لديهم اية عقد نفسية او حساسية تجاه الحوار مع الاخر وهذا لم يات من فراغ وانما من نصوص شرعية كثيرة في القران الكريم والاحاديث النبوية بل ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طبق ذلك عمليا حيث عقد صلحا مع يهود المدينة واتفق معهم على الدفاع عن المدينة التي كانت تجمعهم سويا ولم يخرجهم منها الا بعد غدرهم ونفس الوقت اجري حوارا مع نصارى نجران وتيم هذا في مسجد الرسول مما يؤكد التسامح الاسلامي وليس مطلوبا من المشاركين في مؤتمرات حوار الاديان وضع حلول سحرية وفورة لكل مشاكل العالم وانما يكفيهم شرف المحاولة وتوضيح الحق للقادة وصناع القرار في عالم اليوم الذي تتنازعه الصراعات مع انه في اشد الحاجة الي الاستقرار والتفاهم بين البشر لمواجهة المشكلات المشتركة وهذا يعد نوع التعاون الذي امتدحه القران في قوله تعالي "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا
علي الاثم والعدوان "
يذكر ان رابطة العالم الإسلامي قد وجهت الدعوة إلي ١٥ حاخاماً وباحثاً يهودياً ليس بينهم من يحمل الجنسية الإسرائيلية ـ حسب ما أكدته السعودية ـ للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان وجاء العدد الأكبر من حاخامات المدعوين للمؤتمر من الولايات المتحدة، التي حظيت بأكبر وفد ديني مدعو في المؤتمر «٣٨ فرداً، تليها بريطانيا ٢٣ ثم السعودية .١٦

وأبرز الحاخامات المدعوين للمؤتمر، ميكائيل بالي مدير مركز الوثائق اليهودية في الاتحاد اليهودي الأمريكي في نيويورك، ودافيد ويس رئيس حركة ناتوري كارتا في أمريكا، وجوزيف أهرنكانز مدير مركز التفاهم المسيحي بأمريكا، ودانيال برينر مدير المركز التعليمي لتعدد الأديان بأمريكا، وميكائيل لرنر محرر مجلة تيكون اليهودية، كما تضم قائمة الحاخامات المدعوين من دول أخري: كلاوديو إيلمان الأمين العام للمؤتمر اليهودي في أمريكا اللاتينية، والكاريبي في الأرجنتين، والبروفيسور جوناثان ساكس الحاخام الأكبر لبريطانيا، والأبرشيات العبرية المتحدة لدول الكومنولث «بريطانيا»، ورينيه جوتمان عضو مجلس الحاخامات في الاتحاد الأوروبي «فرنسا»، وجيل بيرنهيم الحاخام الأكبر في فرنسا، والبروفيسور رينيه صامويل سيرت الحاخام الأكبر الفخري في فرنسا.

كما وجهت الرابطة دعوات لرموز شيعية مهمة، أبرزها: الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، والشيخ حسن بن موسي الصفار المرجع الشيعي السعودي المعروف، والدكتور جواد محمد مهدي الخالصي رئيس الجامعة الخالصية بالعراق.

أما المدعوون من الجانب المسيحي، فجاء على رأس القائمة: الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان والثقافات من الفاتيكان، يرافقه وفد يضم ستة قساوسة، وفرانكلين جراهام، وهو ابن بيلي جراهام، الزعيم الديني الإنجيلي المعروف، وروان ويليامز أسقف كانتربري، والأسقف الجنوب أفريقي ديز موند توتو، وأبون باولوس رئيس المجلس العالمي للكنائس، والكاهن ديفيد كوفي رئيس التحالف المعمداني العالمي، والكاردينال تيودور إي. مك كاريك الرئيس الفخري لأساقفة واشنطن، والبطريرك ألكسي الثاني بطريرك موسكو وسائر روسيا، بالإضافة إلى نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور ..
حسام وهبة

المصدر : شبكة التوافق



https://taghribnews.com/vdcj8he8.uqeiyzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز