تاريخ النشر2012 15 October ساعة 14:26
رقم : 112280
المعارضة البحرينية نحو الصمود رغم خُبث النظام

الملك يدعي التمسك بالحوار والمعارضة تفضحُ نِفاقَهُ

تنا - بيروت
نفاقٌ ودجلٌ سياسي وأخلاقي كبير،صبغ التصريحات الأخيرة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة،التي دعا فيها للحوار مع المعارضة فيما قواته تقمع التظاهرات السلمية بالسلاح المحرم دولياً وتُسكت هتافات الأطفال برصاص رشاشٍ وقلبٍ بارد. وعلى الضفة الأخرى أصوات المعارضة لن تهدأ حتى داخل الزنازين تبقى صداحة تخوض معركة الأمعاء الخاوية
الملك يدعي التمسك بالحوار والمعارضة تفضحُ نِفاقَهُ

فعلاً إن لم تستَحِ فإفعَل ما شِئت،إن لم تستح ولم تخجل،فبإمكانك أن تقتل،وتسفك الدماء البريئة المطالبة بالحرية سلمياً، وبإمكانك أن تدعي تأييد الحوار بين المعارضة ونظامك الجائر الذي يحتكر الثروات ويحرم الشعب أبسط حقوق الإنسانية.

هذا المثال،لم يكن عبثاً،هو تطبيقٌ لنموذج المملكة البحرينية التي وضع ملكها السُّم في العسل متغنياً بالحوار الهادىء البناء والأمن القومي ونبذ العنف فيما قواته تلاحق المتظاهرين السلميين في الأزقة وتقتلهم

بدم بارد،فإي حوار هذا الذي يتحدث عنه؟!

وفي محاولة فاشلة للإلتفاف على المطالب المحقة للمعارضة البحرينية،أعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس الأحد ١٤ تشرين الأول( أكتوبر) "أن باب الحوار مفتوح للجميع في البلاد، ولكن لا يجب أن تفرض فئة رأيها على الآخرين"، مشيراً إلى أن المطالب لا تؤخذ بالقوة،بل بالحوار، داعياً "لسنّ تشريعات لتجريم ما يمس الوحدة الوطنية وأمن المجتمع"على حد زعمه. 

وقد جاء ذلك في كلمة ألقاها الملك في إفتتاح دور الإنعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني البحريني(البرلمان). 


أما المفارقة الداعية إلى السخرية،فكانت في رفض الملك للعنف المتصاعد

في الشارع وممارسة الإرهاب (الذي تمارسه المعارضة على حد زعمه)،في حين أن سلمية الحراك والتظاهرات التي يقيمها البحرينيون واضحة وضوح الشمس. 

كما دعا حمد بن عيسى آل خليفة المجلس الوطني البحريني إلى "النظر في سن التشريعات اللازمة لتجريم كل ما يمس وحدتنا الوطنية وأمن المجتمع، وبكل الحزم"،متعمداً تجاهل الإنتهاكات التي تمارسها قواته بحق الأطفال والشباب المتظاهرين في الشوارع من قتل وإجرام.

في المقابل،جاء رد المعارضة على المهزلة التي طرحها الملك قوياً مدوياً حيث أكدت أن المشكلة الأساس في البلاد تتعلق بغياب الديموقراطية وإنحسار حقوق الإنسان إلى جانب الحاجة الملحة إلى تحولٍ ديموقراطي وبناء دولة القانون والمؤسسات القائمة على الإرادة الشعبية الحقيقية المنبثقة من الأصل الدستوري
" الشعب مصدر السلطات".

وفي تعقيبها على خطاب الملك البحريني،شددت قوى المعارضة على أن الغالبية العظمى من شعب البحرين تطالب بالتحول الديمقراطي وإحترام حقوق الإنسان ورعاية مصالح المواطنين ووقف سفك الدم البحريني وحماية وجود المواطنين والمقيمين ومعتقداتهم ومقومات حياتهم وتحقيق الأمن الغائب وتوفير القضاء العادل وتوفير ما يحقق لهم الإستقرار بعيداً عن الإرهاب الرسمي والعنف الممنهج الذي كشفه تقرير السيد بسيوني وتوصيات جنيف.

إلى ذلك، أكد المعارضون البحرينيون على أن النظام البحريني غير جاد في الدخول في حوار ومفاوضات لافتين إلى أن توصيات بسيوني وجنيف معطلة فيما السلطة تتنهج القمع والبطش والقتل كلغة وحيدة،مشددين في الوقت نفسه على أن السلمية في الحراك
المطلبي خيارٌ إستراتيجي والمعارضة متمسكة به بشدة في مقابل لغة السلاح. 


في السياق نفسه، أعلن خمسة من أفراد الطاقم الطبي المعتقلين تعسفاً في السجون البحرينية الإضراب عن الطعام بدءاً من أمس الأحد بعد أسبوعيين من إعتقالهم إثر رفض محكمة التمييز الطعون التي قدموها فيما أيدت الأحكام السبقة بحقهم.

إلى ذلك،نقلت صحيفة الوسط البحرينية بياناً صادراً عن أفراد الكادر الطبي المضربين عن الطعام،ذُكر فيه أن محكمة التمييز لم تنظر في الأدلة المادية والمسموعة المقدمة من هيئة الدفاع عن الأطباء المعتقلين في حين أيّدَتْ أحكام محكمة الإستئناف وتغاضت عن طلبات هئية الدفاع بهذا الحق الأصيل للمتهم أمام المحاكم العادلة.

بدوره،رأى المحامي حميد الملا أنا الأحكام التي صدرت بحق الأطباء في نهاية الأمر لم تسهم بإتجاه حلحلة الأمور في البلد، وإنما زادتها صعوبة وإشكالاً، وأن مثل هذه الأحكام

أضرت بسمعة البحرين من الناحية الدولية.

كما أضاف المحامي الملا أنّ "صدور هذه الأحكام بعد فترة وجيزة من إنعقاد جلسة المراجعة الدورية الشاملة للبحرين أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، أرسلت رسالة خاطئة للمجتمع الدولي، وأنا أرى أن على الدولة أن تأخذ الطريق القويم في معالجة القضايا لا في زيادة الإشكالات". 


على صعيد متّصل، وفي تصعيد جديد لإنتهاج سياسة القمع والتعتيم على إنتهاك حقوق الإنسان في البحرين تسلم الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان مذكرة إحضار من وزارة الداخلية للمثول صباح اليوم أمام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بتهمتي إذاعة أخبار كاذبة في الخارج والتدخل في شؤون دولة شقيقة. 

وقد جاء قرار الإستدعاء التعسفي للشيخ سلمان على خلفية مشاركته مع وفد من المعارضة السياسية البحرينية في زيارة إستمرت أياما ً للعاصمة المصرية القاهرة إلتقى خلالها عددا ً من الشخصيات والأحزاب المصرية . 

https://taghribnews.com/vdcdjx0fzyt0fx6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز