تاريخ النشر2012 11 August ساعة 15:56
رقم : 105404

دولة في قلب الدول؟

تنا - بيروت
تركيا تسعى لاقامة مناطق عازلة في سوريا، دمشق تتهم اسرائيل واميركا وتركيا بادارة الجماعات المسلحة وتدريبها. الجيش السوري يحبط عملية تفجير مطار حلب الدولي.
دولة في قلب الدول؟
تتأرجح المعلومات حول الوضع الميداني السوري، فيما الصعيد السياسي تنشط تحركات الدولية بشأنه بين الامم المتحدة من جهة واميركا من أخرى. تعيين خليفة لـ أنان سيعلن عنه الاثنين المقبل، وكلينتون في أنقرة
لبحث التطور السوري، وانقرة تسعى لاقامة مناطق عازلة داخل سوريا. على صعيد متصل، صحف غربية تقرّ بالدعم الغربي للمسلحين، في حين أن دمشق تتهم بعض الدول معها العدو الصهيوني بإدارة عمليات عسكرية لتدريب المسلحين على ادارة معارك في سوريا.


اتهمت الحكومة السورية "إسرائيل" والولايات المتحدة والسعودية وقطر بإدارة مراكز عمليات عسكرية في تركيا لدعم المعارضة المسلحة وإدارة معاركها داخل سورية. 

واوضح مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، نشرت امس، ان قطر وتركيا والسعودية تقوم بايواء وتمويل وتسليح الجماعات "الارهابية المسلحة".

كما دعا الجعفري مجلس الأمن للضغط على تلك البلدان لوقف دعم وتسليح وتمويل وتسهيل عمليات المعارضة المسلحة، مضيفاً إن تركيا أقامت على أراضيها مراكز عمليات عسكرية.

الى ذلك، أوضح مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، أن تلك المراكز التي تديرها أجهزة مخابرات "إسرائيل" والولايات
المتحدة والسعودية وقطر، تستخدم للاشراف على المعارك التي يشنها "الارهابيون" على المواطنين السوريين في حلب وغيرها من المدن السورية ويرتكبون المذابح بعد دخولهم سورية بأعداد كبيرة.

من جهة ثانية، دان الجعفري الذين " يذرفون الدمع على ما يحدث في حلب ويطالبون بضرورة انعقاد مجلس الأمن" بأنهم هم المتسببون في المأساة من خلال دعمهم "للارهاب" وتسليحهم "للجماعات الارهابية"، مشيراً الى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا تقود حملة لتغيير ميزان القوى في المنطقة وإجبار دولها على الامتثال لما وصفها بسياسات الهيمنة لتلك الدول والاذعان لارادة الدول الغربية. 

لوكانار انشينيه : ضباط غربيون وأتراك بدؤوا بتدريب مسلحين سوريين في أضنة 

من جهة أخرى، كشفت صحيفة "لوكانار أنشينه" الفرنسية الأسبوعية ان ضباطاً من الإستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والتركية بدؤوا بتدريب مسلحين سوريين على استعمال أجهزة إتصالات مشفرة وأسلحة مضادة للدبابات وآلات القتل الأخرى، مضيفةً أنه "يتم السماح بهبوط الطائرات المحملة بالسلاح القادمة من قطر والسعودية أو من أي مكان آخر بسبب قرب قاعدة انجيريليك التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو وللولايات المتحدة".

الى ذلك، كان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي "كمال كليجلار أوغلو" حمّل رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" مسؤولية ما يحدث في سورية، داعياً اياه إلى الرد على كل الاتهامات الموجهة لحكومته في موضوع تسليح المعارضة وارسال المسلحين إلى سورية
عبر الحدود. 

جمهوريت : أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة في سوريا من دون التصويت في البرلمان 

من جانبها، ذكرت صحيفة "جمهوريت" التركية امس، أن "أنقرة تستعد لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية على عمق ٢٠ كيلومترا وسط تزايد الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة".
 
وأضافت "جمهوريت" إن "الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تناقش إمكانية إصدار قرار بشأن إرسال قوات تركية إلى خارج البلاد مع إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية من دون اللجوء إلى البرلمان التركي". كما نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي قوله: إن "جميع الخيارات المرتبطة بالتطورات السورية مطروحة على طاولة المفاوضات من بينها إرسال قوات تركية إلى سوريا من دون اللجوء إلى تصويت البرلمان". 

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لدولته مع رجالات العصبات المسلحة في سورية الذين تقدم لهم لندن مساعدة إضافية تبلغ خمسة ملايين جنيه (٦,٣ ملايين يورو)، باستثناء الأسلحة".
 
ومن ناحيته، دعا صحافي بريطاني في مقال له، إلى "ضرورة التركيز من قبل المجتمع الدولي على الانتهاكات الإنسانية التى يرتكبها المتمردون مطالباً الولايات المتحدة وبريطانيا بالضغط عليهم، من خلال توضيح أن مزيداً من الانتهاكات سوف يهدد الدعم الغربي لهم"، مطالباً "الأميركية والبريطانية، - اللتين أعربتا مؤخراً عن كامل دعمهما للمتمردين -  في سورية بوقف الدعم". مؤكداً أن "مسألة المحاسبة لا تتوقف على المتمردين فقط بل وعلى الدعم الدولي لهم". 

من جهة ثانية، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً لـ مايكل ستيفنز، أكد فيه
ان "المعلومات المتداولة والمتصاعدة حول الدعم المالي واللوجستي القطري للجيش الحر في سوريا للتسريع بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد".

من جهته، دعا وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان مبعوثاً عربياً ودولياً لسوريا، مجلس الأمن الى توحيد الموقف تجاه الأزمة السورية. 

وقال الإبراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عدداً من الشخصيات العالمية إن "على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبنّي موقف موحّد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة"، مضيفاً أن "ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم". مؤكداً أن "على السوريين أن يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل الى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح". 

بالمقابل، أشار تقرير لأحد الصحف الغربية أن المئات من المسلحيين يغادرون حلب بعد ليلتين من الاشتباكات العنيفة، موضحاً أن "خروج المسلحين من حي «صلاح الدين» بدأ بانسحاب عدد من الوحدات التي بدى عليها الإنهاك بعد ليلتين من الاشتباكات العنيفة"، لافتاً إلى أنه "عند حلول المساء غادر المئات من المسلحين الحي، ثم شرع فيما بعد جزء كبير منهم بمغادرة المدينة بأسرها". 

بدوره، رأى إمام جمعة طهران المؤقت حجة الإسلام كاظم صديقي، أن القضية السورية تجسد ازدواجية الغرب في التعاطي مع القضايا الدولية، مشيراً الى "القضية السورية
أمر مستغرب، وتجسد ازدواجية الغربيين".
 
كما اوضح صديقي أنه "رغم امتلاك الكيان "الإسرائيلي" لآلاف الرؤوس النووية والجرائم التي ترتكبها الأنظمة العربية الديكتاتورية، تركّز الدول الاستكبارية على القضية السورية، رغم أن سوريا بدأت الإصلاحات وبدأ البرلمان فيها نشاطه"، منتقداً منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية بسبب "صمتها أمام الجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة الإرهابية في سوريا". مشيراً إلى أن "هؤلاء المجرمين مارسوا الكثير من أعمال العنف والجرائم في سوريا".

على الصعيد الميداني، ذكرت "وكالة الانباء السورية الرسمية سانا، ان القوات النظامية السورية صدّت هجوماً للمقاتلين المعارضين على مطار حلب الدولي جنوب شرق المدينة، موضحةً ان "وحدة من الجيش تصدت لمجموعة من "الارهابيين" المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي". مشيرة الى ان القوات النظامية "قتلت معظم المهاجمين". 

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن قائد ميداني في ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر" في حلب أكد وقوع الهجوم، مشيراً الى ان "هناك مجموعات من "الجيش الحر" شنت هجوما على مطار حلب الدولي". 

تجدر الاشارة الى أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وصلت تركيا اليوم للتباحث في التطورات في سوريا، وأهمها إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بالإضافة إلى مناقشة "مكافحة الإرهاب".
https://taghribnews.com/vdcdzk0foyt0zo6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز