تاريخ النشر2012 7 July ساعة 16:08
رقم : 101087

"مؤتمر أصدقاء سوريا" يفشل في عزل روسيا والإحاطة بالأسد

تنا - بيروت
بعد الفشل الذريع الذي منيت به الإدارة الأميركية والدول الغربية والعربية في مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية،علّقت الإدارات الغربية الآمال على ما سمي ب"مؤتمر أصدقاء سوريا" في محاولة للإلتفاف على التحالف الروسي الصيني المتين وعزل روسيا
"مؤتمر أصدقاء سوريا" يفشل في عزل روسيا والإحاطة بالأسد
كان المؤتمر الذي إنعقد أمس في العاصمة الفرنسية باريس،بقيادة أميركية وتركية وعربية، يتطلع إلى هدفين أساسيين بحسب الخبراء ، الهدف الأول كان إحراز قرار عملي بوضع سوريا تحت البند السابع تمهيداً للتدخل العسكري فيها،فيما سعى الهدف الثاني إلى عزل روسيا سياسياً عن المجتمع الدولي. 

وفي هذا الإطار، جاءت تهديدات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لكل من موسكو وبكين بدفع ثمن وقوفهم إلى جانب النظام السوري،قائلة" لا يكفي الحضور الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري فالسبيل الوحيد لتحقيق نتائج هو ان تحاول كل الدول المشاركة إفهام روسيا والصين بأن هناك ثمنا لا بد من دفعه". 


في المقابل، ردّ نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف على إفتراءات وزيرة الخارجية الامريكية كلينتون التي اتهمت روسيا والصين بأنهما تعرقلان عملية التسوية في سورية قائلاً " هذا التصريح غير صحيح ونحن قد سمعنا ذلك غير مرة في السابق ولكن ما يثير القلق الأكبر هو ان تصريحات من هذا القبيل تتعارض مع الوثيقة الختامية لمؤتمر جنيف التي تم التصديق عليها بمشاركة وزيرة الخارجية الامريكية". 

من جهته، أكد المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن " روسيا والصين وعدد من الدول الاخرى التي تربط بينها وبين الجمهورية العربية السورية علاقات الصداقة التقليدية امتنعت عن الوقوف في صف واحد مع هؤلاء الاصدقاء لاننا على قناعة بان هذا الاطار الاحادي الجانب ليس غير صائب سياسيا فحسب، بل غير اخلاقي". 

ويقول الخبراء، أن لهجة التصعيد التي إعتمدتها تصريحات الموجودين في المؤتمر،جاءت لتفادي الخطأ الذي إقترفوه في مؤتمر جنيف حيث كانوا قد وافقوا على التعديلات التي قدمها الروس لخطة جنيف، بجعل الحكومة الانتقالية السورية موضع توافق متبادل. 

بذلك خلص النص النهائي إلى توافق "الأصدقاء" على دعوة مجلس الأمن للتصويت على تبني خطة أنان ووضعها تحت الفصل السابع، مع ربطها، بنص قراءتهم لجنيف، إذ من شأن الربط بين خطة انان ورؤية استبعادية فورية للأسد من السلطة في إتفاق جنيف، أن يضع الروس في مأزق واضح. 



لكن هذا لا ينفي أن المؤتمر كان حذراً في عدم الذهاب بعيداً في تحدي الروس، ويعكس ذلك بوضوح حذر الغربيين في النص، من تقييد أنفسهم بالتزامات عسكرية، وعدم نضوج الشروط لأي تدخل عسكري مباشر، وغياب اي استعداد من "الأصدقاء" لتنكب أكلاف تدخل عسكري في سوريا. 

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" اندرس فوغ راسموسن عدم وجود نية لدى الحلف في التدخل عسكرياً في سوريا ولا يمتلك أي خطط معدة للقيام بذلك". 

و في مقابلة نشرها مركز "شاتهام هاوس" البريطاني للدراسات أمس، قال راسموسن "أعتقد أن روسيا لديها دور خاص لتؤديه للوصول إلى مستوى التزاماتها الدولية، وتسهيل هذا النوع من الانتقال إلى الديموقراطية الذي سيحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري، وبما أننا لا نملك نية التدخل العسكري في سوريا، فلم نعدّ سيناريوهات لتدخلات كهذه، ولكننا بالطبع نتابع الامور عن كثب". 


من جهة ثانية،يقول خبراء أن الموقف الأميركي في مؤتمر اصدقاء سوريا جاء على خلفية ضغوطات على الإدارة الأميركية في ظل إقتراب موعد الإنتخابات الرئيسية. 

أما  كلينتون، فقد لنفسها دور المنجم، في إعلان حتمية سقوط الأسد،إلا أنها غفلت أنه في مقابل الجبهة الأميركية وحلفائها،هناك جبهة روسية صينية إيرانية تعمل جاهدة لمنع أي تدخل أجنبي في سوريا من شأنه أن يودي بالبلد إلى فوضى على غرار الوضع الليبي اليوم. 

الخلاصة، أن لا منفعة ترجى من المؤتمرات المؤتمرات التي توالت في الأسبوعين الماضيين لحل الأزمة السورية،لكن قد يكون القرار الوحيد الذي نتج عن ما يسمى "مؤتمر أصدقاء سوريا" هو إعادة تحديد موعد جديد فاشل ومكان جديد للإحاطة بالأسد لتأمين المصالح الغربية الصهيونية في الشرق الأوسط.

إعداد: ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdcg7q9quak9zz4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز