تاريخ النشر2024 6 April ساعة 11:46
رقم : 630787
عبد الحليم قنديل*

يوم القدس العالمي هذا العام اكتسب أبعادًا جديدة بعد ملحمة "طوفان الأقصى"

تنـا
يأتي يوم القدس العالمي هذا العام، (شهر رمضان 1445 هـ، 2024م) وقد اكتسب أبعادًا جديدة خاصة بعد ملحمة "طوفان الأقصى" الرائعة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وتواصل النضال الأسطوري المجيد لشعبنا العربي في فلسطين، وصمود أهل غزة ومقاومتها الباسلة عبر ما يزيد عن ستة شهور، في أعظم ملحمة، وقتال متواصل، وصمود بطولي، لم تشهد أمتنا مثيلاً له في الخمسين سنة الأخيرة، وعادت إلى الأمة روحها ونبضها، لتفاجئ قوى الاستعمار العالمي والصهيونية والإمبريالية، بقدرات هائلة من المخزون التاريخي للأمة، ولتضع دولة الكيان الصهيوني أمام احتمالات الإنهيار، وصرنا على بُعد خطوات، من مشهد تتابع نهاية هذا الكيان الغاصب الدخيل، لتتحرر فلسطين عبر مسيرة جهاد متواصلة، ولتبدأ أمتنا معها طريق النهوض لاستعادة المشروع الحضاري العربي الإسلامي المستقل.
يوم القدس العالمي هذا العام اكتسب أبعادًا جديدة بعد ملحمة "طوفان الأقصى"
الآن، صار من حقنا أن نحلم، بل أن الحُلم يقترب من الواقع والحقيقة، إذ أننا وبعون الله وبفضل هذه المقاومة وقواها الفاعلة وجماهيرها، على أرض فلسطين، وعلى امتداد الوطن، والأمة العربية والإسلامية، والتي ستأتي حتمًا، وتباعًا، لتُحطِّم القيود التي كبَّلت وأعاقت قدرات الأمة بفعل الخيانة وتوقيع معاهدات الاستسلام والعار من كامب ديفيد وتوابعها، وهرولة أنظمة وحكام يحجون للبيت الأبيض وتل أبيب، ويتواطؤن ضد إرادة الأمة.

وكادت الأمة تسقط في فخ الاستسلام النهائي والمهين، لتكون "إسرائيل" قائدة للنظام العربي بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية  قائدة قوى الشر في العالم،
وبينما كانت الأمة قاب قوسين أو أدنى من السقوط في هذا الشَرك، والدخول في غيبوبة حضارية وخمود تام، وهيمنة كاملة للحلف الإمبريالي الصهيوني.

إلّا أن الله قيض لهذه الأمة، من شبابها ورجالها فتية أمنوا بربهم، ففجروا في السابع من أكتوبر تشرين الأول "طوفان الأقصى"، لتبدأ الأمة فعلها التاريخي استعادة لهُويتها العربية الإسلامية، ومشروعها الحضاري، وتحريرًا لفلسطين والأقصى وكل مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وفي يوم القدس، تتأكد كل الحقائق والثوابت التي أمنا بها، ففلسطين قضية العرب المركزية، وهي قضية كل مُسلِّم، وكل مسيحي، ففي فلسطين وقدسها أعظم المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي قضية كل إنسان سوي يؤمن بحق كل إنسان في الحياة دون استغلال أو استعلاء أو عنصرية، وهي قضية كل الشعوب الحرة، فهي قضية تحرر وطني.

نحن نؤمن بفلسطين وطنًا للإنسان دون تعصب، ولقد عاش شعبنا العربي على هذه الأرض منذ فجر التاريخ، فهو صاحب الحق التاريخي في أرضه،
ومع ذلك، فإن فلسطين أرض التسامح، والحضارة، تجسد تاريخًا ومستقبلاً، حقيقة التعايش الإنساني الذي نتمناه للإنسانية.

إن المعنى الحقيقي لما نشهده على أرض فلسطين، من نضال وصمود وجهاد، يتطلب وَحدة كل قوى الأمة، وَحدة كل الطاقات، وَحدة كل قوى المقاومة، وَحدة كل القوى الحية لهذه الأمة، وَحدة كل القوى الوطنية على اختلاف توجهاتها ورؤاها الفكرية والسياسية، وفي هذه اللحظات الحاسمة، فإنه لامجال للفُرقة والتباغض والتشاحن، ولا بد أن ننبذ الطائفية، وكل ما يشتت انتباه الأمة عن واجبها المقدس وقضيتها التاريخية، فلنؤجل خلافاتنا، ولنوحد صفوفنا ضد العدو الرئيس وهو في مرحلتنا هذه هو الصهيونية ودولتها اسرائيل، وأمريكا. عدونا اسرائيل وأمريكا.. وكلاهما معًا العدو الرئيس.. العدو التاريخي.

تحية وتقدير واحترام لشعبنا العربي الصابرالصامد المثابر المرابط في فلسطين في القدس والأقصى والضفة.. وفي غزة العزة.. غزة الصمود.. وتحية لكل المقاتلين على كل جبهات المشاركة والمساندة في كل جبهات القتال..

وعلى أمل أن ننفض عن أنفسنا، وبقية أقطارنا ودولنا، هذا العجز والاستسلام المهين، لنلحق بركب المقاومين.

وحتمًا نحن قادمون.. قادمون.. قادمون.. والنصر أت..  
"نصرٌ من الله وفتحٌ قريب."

انتهى 
___________________
* كاتب مصري
https://taghribnews.com/vdcaawni049ne01.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز