تاريخ النشر2024 4 April ساعة 17:42
رقم : 630563
صالح القزويني*

ما الذي تعنيه طهران من تحميل واشنطن مسؤولية العدوان على سفارتها؟

تنـا
بعد الاعلان عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مباشرة نشرت وسائل الاعلام الإيرانية خبرا أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال بالسفارة السويسرية الذي ترعى سفارته المصالح الأميركية في إيران، وحمّلت الخارجية الولايات المتحدة مسؤولية العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ما الذي تعنيه طهران من تحميل واشنطن مسؤولية العدوان على سفارتها؟
بعد أربع ساعات من العدوان الإسرائيلي على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعا برئاسة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي.

لم يرشح الكثير عن الاجتماع سوى ما تداولته وسائل الاعلام الإيرانية من أن قرار الرد على القرار قد تم اتخاذه في الاجتماع وحظي باجماع كبار المسؤولين الأمنيين، ثم تداولت وسائل الاعلام الإيرانية تصريح الرئيس الإيراني بأن العدوان لن يمر من دون، ثم جاء البيان الذي أصدره قائد الثورة الإسلامية ليعزز حتمية الرد الإيراني على العدوان، كما أن الرئيس الإيراني عاد ليؤكد على ذلك في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين الرئيس السوري.

بعد الاعلان عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مباشرة، نشرت وسائل الاعلام الإيرانية خبرا أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال بالسفارة السويسرية الذي ترعى سفارته المصالح الأميركية في إيران، وحمّلت الخارجية الولايات المتحدة مسؤولية العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وذكرت وسائل الاعلام هذه أن الاستدعاء جرى في ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الثلاثاء، مما يعني أن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ماكاد ينتهي حتى استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السويسري، مما يعني أيضا أن الموضوع في غاية الأهمية ولا يمكن التريث حتى صبيحة اليوم (أمس الثلاثاء).

وكما إن الاستدعاء ومذكرة تحميل واشنطن المسؤولية كان سريعا، فإن الرد الأميركي كان بدوره سريعا ومباشرا، فقد أعلنت واشنطن بأنها ليست ضالعة في العدوان وأنها لم تكن تعلم به، وقد أبلغت طهران بذلك.

السؤال المطروح، هو، ألا تعلم طهران بأن واشنطن ليست ضالعة في العدوان، فإذا كانت كذلك فلماذا أقدمت على هذه الخطوة، هذا السؤال يفتح لنا نافذة واسعة هي أن القضية أوسع من مجرد تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عما حدث وحسب وانما عما سيحدث في المستقبل.

وأعتقد ان الخطوة الإيرانية تأتي في سياق موقف طهران من واشنطن منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة بعد 7 اكتوبر والى هذا اليوم، وهو تحميل واشنطن مسؤولية استمرار اسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس، وتحميل واشنطن مسؤولية اتساع الحرب الى لبنان والعراق واليمن، نتيجة استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل وعدم تحرك واشنطن لايقاف العدوان رغم انها قادرة على ذلك.

الجديد في الأمر أن طهران تحمل واشنطن مسؤولية تبعات الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على القنصلية في دمشق، ولا أبالغ إذا قلت، إن طهران تحذر واشنطن من أي رد على ردها على العدوان الإسرائيلي.

كل المواقف الإيرانية تشير إلى أن طهران تمضي قدما في الرد على العدوان الإسرائيلي، وما يدفعها الى تنفيذ تهديداتها هو ما حدث في اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم أمس، فكلمات بعض المندوبين وخاصة المندوب الأميركي والفرنسي خلال الاجتماع كان مخيبا جدا لإيران فلم تندد وتستنكر بعض الدول العدوان الإسرائيلي رغم علمها انه انتهاك صارخ للقوانين والمعاهدات الدولية.

كان يمكن لإيران أن تعيد النظر في شدة وقوة ردها على العدوان اذا كان مجلس الأمن الدولي قد اتخذ قرارا لصالح طهران التي ستضطر إلى اعادة الاعتبار لنفسها بعد خيبة أملها من مجلس الأمن، وخاصة وأنها وصلت إلى قناعة أن سكوتها على الضربات السابقة زاد من وقاحة وجرأة الكيان الإسرائيلي والسكوت هذه المرة سيدفعه الى القيام بجرائم أكبر.

السؤال المهم هو كيف ومتى سترد إيران على العدوان الإسرائيلي، ووفقا لتجربة اغتيال الشهيد قاسم سليماني، فان الرد وقع بعد ساعات من مراسم دفن الشهيد، وبما أنه من المفترض أن تقيم ايران مراسم تشييع الشهيد محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس في سورية ولبنان ورفاقه يوم الجمعة، فمن المتوقع أن يكون الرد بعد ذلك.

أما طبيعة هذا الرد فان القيادة الإيرانية لم تفصح عن ذلك مما جعلت باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، فهناك من يقول أن الرد سيكون على كردستان العراق وهناك من يقول إن أطراف المقاومة هي التي ستتكفل بالرد ومن يقول إن الرد سيكون ضد احدى سفارات الكيان في العالم، ومن يقول إن الرد سينطلق من الأراضي الإيرانية.

وبقي أن أقول، إن العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعد ردا عمليا على أولئك الذين شككوا بحقيقة الدور الإيراني في طوفان الأقصى وعموم المقاومة الفلسطينية، فلو لم يكن لإيران دور فهل كانت اسرائيل ستقدم على هذه الجريمة؟

انتهى
_______________________________
*باحث في الشأن السياسي
https://taghribnews.com/vdccexqe12bq1p8.caa2.html
المصدر : راي اليوم
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز