تاريخ النشر2022 21 August ساعة 13:17
رقم : 562355

أحمد الطيب وأفول الغرب.. كيف أثار كتاب ضجة في مصر؟

تنا
ظهر شيخ الأزهر في مصر "أحمد الطيب"، خلال عودته من رحلة علاجية لألمانيا، وهو يقرأ كتاب "أفول الغرب"، للمفكر المغربي "حسن أوريد طاولة"، وهو ما أثار ضجة واسعة في البلاد.
شيخ الازهر احمد الطيب
شيخ الازهر احمد الطيب
الصورة، علق عليها المفكر والطبيب "خالد منتصر"، عبر حسابه الشخصي بـ"تويتر"، بالقول: "أولًا ألف حمد الله على سلامة شيخ الأزهر بعد عودته من رحلة علاج أو فحوصات".

وأضاف: "لكن عندي سؤال بسيط وبكل احترام، الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأمريكية عنوانه (أفول الغرب)، اللي هو الغرب الكافر اللي لو أفل وغابت شمس حضارته مش حنلاقي قرص دوا ولا كمان طيارة نرجع فيها".

ولاقى تعليق "منتصر" تجاوبا بين متابعيه، الذين استنكروا على "الطيب" ما قام به، لافتين إلى أن الغرب هو جزء أساسي من الحضارة والتقدم الذي يعيشه العالم.
شيخ #الأزهر أحمد الطيب يقرأ كتاب "أُفول الغرب" في الطائرة، أثناء عودته من رحلته العلاجية في #فرنسا.

في المقابل، تسبب تعليق "منتصر"، في هجوم حاد عليه، حيث قوبلت كلماته باستهجان ملموس من جانب نشطاء، مستنكرين تعديه على حرية "الطيب" في الاطلاع على مختلف الأفكار.

كريم و متصيدي حرب شيخ الأزهر لغرض لم يقرأ كتاب أفول الغرب عن مأزق و مشاكل الحضارة الغربية وتحليل ارتباطها بما يحدث عند العرب ولا يعرف شيء عن الكاتب الدكتور حسن أوريد سياسي مغربي ودبلوماسي وناشط تمازج الأديان حاصل علي وسام

طيب يا دكتور مش كان اولى تبحث شوية عن الكتاب وكاتبه المغربي حسن اوريد عشان تاخد بالك من الفكرة الاساسية للكتاب . حتى من باب العلم بالشيء بدل ما يكون انتقادك سطحى كما يبدو ؟!

الجهل الحقيقي هو الحكم على الكتاب وقارئه من عنوانه، كتاب أفول الغرب للمفكر المغربي حسن أوريد. كتاب مهم، ممكن ما لا تتفق مع أفكاره، لكنه بالتأكيد ليس كما توقعه خالد منتصر. 

كما دافع رئيس تحرير جريدة "الأزهر" الكاتب الصحفي "أحمد الصاوي"، عن "الطيب"، مستنكرا أن يثير قراءته للكتاب حفيظة أدعياء العلم والتنوير "الذين لم يقرأوا فى الصورة غير أنفسهم وعقولهم الغارقة فى السطحية والشكلانية، وتصوراتهم عن (الخناقة) التي فى عقولهم، والتي يستخدمون فيها كل ما يليق وما لا يليق على طريقة الشخصية السينمائية خالتي فرنسا".

وأضاف: "الحقيقة أن اهتمام فضيلة الطيب بالقراءة في هذا الموضوع يتواكب مع اهتمام كبير لمفكرين وكتاب ومراكز أبحاث غربية كبرى، اهتمت طوال العقد الأخير على الأقل وبكثافة بصك هذا المصطلح وترويجه رسمياً، حتى بات من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربي حضارياً هو الرجعي الذى يعيش في غيبوبته الفكرية، ومن يقرأ ويتعمق فى هذا الشأن هو التقدمي المواكب للعالم وما ينتجه من أفكار".

واستكمل "الصاوي": "لا أعرف إن كان هؤلاء (أدعياء العلم والتنوير) سبق لهم قراءة كتاب (أفول الغرب) للمفكر المغربى حسن أوريد، واطلعوا على ما يتضمنه من تأملات نقدية في الواقع الغربي والعربي على السواء، ربما لو أنفقوا قدراً قليلاً من الوقت قبل قذف (بوستاتهم) الانطباعية الساذجة التي لا تليق بمن يدعي الانحياز للعلم والتنوير، وأقل قواعد العلم والتنوير أن نقرأ أولاً.. لو فعل هؤلاء ما أقول ربما فتح لهم كتاب حسن أوريد الباب لفهم الاهتمام الغربي وليس العربي بهذه النبوءة، حتى أن أوريد لم يكن أول ولن يكون آخر المفكرين الذين تعرضوا لذلك وبنفس العنوان".

وتابع: "يكفى أن أقول لك أن (أفول الغرب)، كان عنواناً رئيسياً فى مؤتمر ميونخ للأمن في 2020، ومحوراً رئيسياً فى التقارير البحثية لمؤسسات حلف شمال الأطلسي، وسط تساؤلات حقيقية وجادة عن مستقبل الغرب بجناحية الأوروبي والأمريكي".

وأشار إلى أنه طبقاً لتحليل عالم الاجتماع "دانييل بيل"، في كتابه "التناقضات الثقافية للرأسمالية"، فإن المشكلة مع المجتمع الغربي تكمن في أن نجاحه الاقتصادي يدفع إلى تدمير القيم الجوهرية التي قام عليها، وهو ما يعد نبوءة مبكرة بالأفول الغربي.

واختتم رئيس تحرير جريدة الأزهر حديثه: "لم يقرأ شيخ الأزهر إذن في قضية هامشية، ولا كتاب صراعي يتحدث عن الغرب الكافر والشرق المؤمن، وإنما في دورة حياة الحضارات وأثرها على العرب، مع العلم أن أفول الغرب لا يعنى أننا سنفقد الطائرة التي نعود بها من سفراتنا ولا قرص الدواء، فمن حصلوا القدر اليسير من التعليم يعلمون أن أفول الحضارات لا يقضي على منجزاتها".

يشار إلى أن كتاب "أفول الغرب"، يقدم رؤية الكاتب والمفكر المغربي "حسن أوريد"، تجاه الغرب الذي يرى فيه أن سياسات الغرب حيال العالم العربي غير مستقرة ولا تخضع لمعاييره، وهي إلى ذلك متردِّدة ومتأرجِحة، وليس ذلك إلا تعبيرٌ عن الأزمة البنيوية التي يعيشها  الغرب.

إلى جانب تأكيده أن الشأن نفسه يقال عن التغييرات التي طالت العالم العربي والقوى الجديدة التي برزت من داخله، بمرجعيات جديدة، منها "داعش"، لا كتنظيم فقط، لكن كفكرة بالأساس، ومنها الخطابات العرقية ومنها الانتماءات الجهوية، ومنها دعوات الانفصال بشكل سافر أو مستتر، ومنها شرائح واسعة من الشباب تشكو البطالة والتيه الوجداني والوجودي، ما سيؤثِّر على مجريات الأمور في المستقبل.

ويشير "أوريد" في كتابه، إلى أن الحضارة الغربية دخلت أزمة بنيوية تشير على نهايتها، وباعتبار الغرب واضع النواميس، فإن كل ما يحدث في الغرب يؤثر على الأطراف.

ويقدم الكتاب نقده للديمقراطية المطروحة في العالم الغربي، والتي لا تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعوب، لافتا إلى أن المال يلعب دورا رئيسا في تزييف القناعات الحقيقية للشعوب.

ويؤكد الكاتب أن ما يسمى "الإسلاموفوبيا" هو نتاج لأزمات داخلية للغرب، والتي من ضمنها فشل سياسات الهجرة والإدماج، والذي جعل الجاليات الإسلامية تعيش فيما يشبه "جيتوهات" داخل الدول الغربية.

ويشير الكتاب، إلى أن أزمات العالم العربي هى نتاج وانعكاسات لما يعيش العالم الغربي من أزمات، والذي يشير إلى شبه تبعية.

أما "حسن أوريد"، فهو سياسي وكاتب مغربي، ولد في 24 ديسمبر/كانون الأول 1962، تم تعيينه في يوليو/تموز 1999 كأول "ناطق رسمي باسم القصر الملكي"، المنصب الذي ظل يشغله حتى يونيو/حزيران 2005.
https://taghribnews.com/vdcft0dttw6dvma.kiiw.html
المصدر : الخليج الجديد
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز