تاريخ النشر2010 15 November ساعة 12:32
رقم : 31323
قائد الثورة الاسلامية :

تنامي موجة الصحوة الاسلامية تبشر بغد سعيد

وكالة انباء التقريب (تنا)
ليوم، لم يعد العدو الصهيوني عملاقا لايقهر، خلافا لما كان عليه الحال قبل ثلاثين عاما؛ و لم يعد الأمريكيون و الغربيون هم أصحاب القرار في الشرق الأوسط دون منازع، خلافا لما كان عليه الحال قبل عقدين من الزمن؛ و لم تعد التقنية النووية و غيرها من التقنيات المعقدة بعيدة عن متناول الشعوب المسلمة في المنطقة و لم تعد بالنسبة لها أحلاما بعيدة المنال، خلافا لما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن.
تنامي موجة الصحوة الاسلامية تبشر بغد سعيد

نداء قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام 

بسم لله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و صلي الله على سيدنا محمد المصطفى و آله الطيبين و صحبه المنتجبين.إن الكعبة الشريفة التي هي رمز الوحدة و العزة و مظهر التوحيد و القيم الروحية، تستضيف في موسم الحج قلوبا مفعمة بالشوق و الأمل، توجهت من كل أرجاء المعمورة إلى مهد الإسلام مجيبة دعوة الرب الجليل مرددة نداء التلبية.
 
إن الأمة الإسلامية تستطيع الآن أن تشاهد بعيون موفديها المجتمعين هنا من أصقاع العالم، صورة مصغرة من رحابة ساحتها و تنوعها، وعمق الإيمان الذي يحكم قلوب أتباع هذا الدين الحنيف، و أن تقدر هذا الرصيد الهائل الذي لامثيل له تقديرا صحيحا. 
إن معرفتنا بذاتنا من جديد، تساعدنا نحن المسلمين على أن نعرف المكانة اللائقة بنا في عالمنا اليوم والمستقبل و أن نسير نحو هذا الهدف . 

إن تنامي موجة الصحوة الإسلامية في عالمنا المعاصر، حقيقة تبشر الأمة الإسلامية بغد سعيد. فمنذ أن بدأت هذه الانطلاقة
القوية قبل ثلاثة عقود، بانتصار الثورة الإسلامية و قيام النظام الجمهوري الإسلامي، راحت أمتنا العظيمة تتقدم بلاتوقف، و أزالت العقبات من طريقها وحققت انجازات كبيرة . وهذا التقدم هو الذي دفع الاستكبار الى تعقيد اساليب عدائه  و بذل جهودا باهظة التكلفة لمواجهة الإسلام.
 
إن ما يقوم به العدو من جهود إعلامية واسعة النطاق لإشاعة الخوف من الإسلام، والمحاولات المتهورة التي يقوم بها لزرع الخلاف بين مختلف الطوائف الإسلامية و إثارة العصبيات الطائفية، و ما يدأب عليه من اختلاق عدو وهمي للسنة من الشيعة و للشيعة من السنة، و بث الفرقة و الشقاق بين الدول الإسلامية، و السعي لتصعيد الخلافات و تحويلها إلى عداوات و نزاعات غيرقابلة للحل، و استخدام الأجهزة الاستخباراتية و الجاسوسية لبث سموم الفساد و الفحشاء في صفوف الشباب، ...فإن كل ذلك لايخرج عن كونه ردود فعل مرتبكة و عشوائية أمام حركة الإمة الإسلامية المتينة و خُطاها السديدة في طريق الصحوة و العزة و الحرية.
 
اليوم، لم يعد العدو الصهيوني عملاقا لايقهر، خلافا لما كان عليه الحال قبل ثلاثين عاما ؛ و لم يعد الأمريكيون و الغربيون هم أصحاب القرار في الشرق الأوسط دون منازع، خلافا لما كان عليه الحال قبل عقدين من الزمن؛ و لم تعد التقنية النووية و
غيرها من التقنيات المعقدة بعيدة عن متناول الشعوب المسلمة في المنطقة و لم تعد بالنسبة لها أحلاما بعيدة المنال، خلافا لما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن.

 إن الشعب الفلسطيني هو اليوم بطل المقاومة، و الشعب اللبناني هو لوحده محطِّم الهيبة الزائفة للكيان الصهيوني و فاتح حرب ال ٣٣ يوما (حرب تموز)؛ و الشعب الإيراني يحمل راية التقدم والتطور للوصول الى القمم .
 
إن أمريكا المستكبرة التي تزعم  قيادة المنطقة الإسلامية، و التي تشكل الحامي الرئيسي للكيان الصهيوني، قد وقعت في الورطة التي أوجدتها بنفسها في أفغانستان، كما أنها بدأت تنعزل في الساحة العراقية بعد كل تلك الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب العراقي، وأنها في باكستان المنكوبة أصبحت مبغوضة أكثر من أي وقت مضي.

 إن الجبهة المعادية للإسلام التي ظلت لمدة قرنين من الزمن تتحكم في مصير الشعوب الإسلامية و دولها بظلم و تعسف، و تنهب ثرواتها نهبا، تشهد اليوم زوال نفوذها و تصدي الشعوب المسلمة لها بشجاعة و بسالة.
و في المقابل، أصبحت حركة الصحوة الإسلامية تتقدم و تتعمق أكثر فأكثر على مر الأيام. 

إن هذه الأوضاع التي تبعث على الأمل و تحمل معها البشرى، لابد لها - من جهة - أن تدفع بنا نحن الشعوب المسلمة إلى مستقبل منشود بثقة أكبر من أي وقت مضى، كما ينبغي – لها من جهة أخرى - أن تجعلنا بدروسها و عبرها أكثر وعيا و يقظة من أي وقت مضى. و لاشك أن هذا
الخطاب العام يجعل علماء الدين و القادة السياسيين و المثقفين و الشباب، ملتزمين أكثر من غيرهم، و يطالبهم بمزيد من المثابرة وبذل الجهود والمبادرة . 

يخاطبنا القرآن الكريم بنبرة بليغة و حية فيقول: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله". فإن الأمة الإسلامية حسب خطاب العزة القرآني هذا قد أخرجت للبشرية ، و إن الهدف من وجود هذه الأمة هو إنقاذ البشرية و تحقيق الخيرلها. 

كما أن الواجب الكبير الملقى على عاتق هذه الأمة هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإيمان الراسخ بالله تعالي. و لامعروف أسمى من إنقاذ الشعوب من براثن هيمنة الاستكبار الشيطانية، كما أنه لا منكر أبشع من التبعية للمستكبرين و خدمتهم. إن مساعدة الشعب الفلسطيني و المحاصرين في غزة، وكذلك التعاطف و التعاضد مع شعوب أفغانستان و باكستان و العراق و كشمير, وايضا الجهاد ومقاومة  العدوان الأمريكي و الصهيوني، و السهر على وحدة المسلمين، و مكافحة الأيدي الملوثة والابواق العميلة التي تحاول المساس بهذه الوحدة، و نشر الصحوة و الشعور بالمسؤولية و الالتزام بين الشباب المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية، ... كل ذلك يعد مسؤوليات جسيمة تلقى على عاتق الخواص من أبناء الأمة. 
إن المشهد الرائع الذي يبلوره الحج،يوفر لنا الارضية الملائمة للقيام بهذه المسؤوليات، و يدعونا إلى مضاعفة الجهود و الهمم.
و السلام عليکم و رحمة لله
سيد علي الحسيني الخامنئي
الأول من ذي الحجة الحرام ١۴٣١ ھ ق 

https://taghribnews.com/vdcdss0s.yt0fx6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز