تاريخ النشر2022 30 July ساعة 02:01
رقم : 559495
على أعتابِ ذكرى الهجرةِ النبويةِ الشريفةِ

تجمع العلماء : نرفضُ توطينَ الفلسطينيينَ ونتمسّكُ بحقِّ العودةِ

تنا
تجمع العلماء المسلمين في لبنان : نرفضُ توطينَ الفلسطينيينَ ونتمسّكُ بحقِّ العودةِ ونحن نؤمنُ بأنه كما عادَ رسولُ الله (ص) وفتحَ مكةَ سيعودُ الفلسطينيونَ إلى أرضِهم فاتحينَ وستزولُ دولةُ الكيانِ الصهيوني، وكذلك نرفضُ توطينَ النازحينَ السوريينَ ونطالبُ بإعادتهم فوراً إلى بلادِهم ضمن ضماناتٍ تكفلُ حمايتَهم وعدَمَ التعرُّضِ لهم عبر اتفاقٍ بين الحكومتَيْن اللبنانيةِ والسورية..
تجمع العلماء : نرفضُ توطينَ الفلسطينيينَ ونتمسّكُ بحقِّ العودةِ
بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية وجه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى المسلمين في العالم ولبنان خاصة، تلاها رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله  هذا نصها:

أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، أيها العرب:

ونحنُ على أعتابِ ذكرى الهجرةِ النبويةِ الشريفةِ تستوقِفُنا محطاتٌ مهمةٌ من تاريخنا المجيدِ نستفيدُ منها عِبَراً نستلْهِمُها في عملِنا لمواجهةِ الصعوباتِ التي تقفُ في وجهِنا.. لقد كانت هجرةُ الرسولِ (ص) من مكةَ المكرمة التي كذّبَهُ أهلُها، إلى المدينةِ المنوّرةِ التي ناصَرَتْهُ وأيّدَتْهُ تعبيراً عن أن النجاةَ بالدينِ والعقيدةِ يحتلُّ عند المسلمِ المرتُبةَ الأولى، فما معنى أن نكونَ في أرضٍ لا نستطيعُ أن نمارسَ فيها عقيدتَنا فنحن لا نستطيعُ أن نتذرّعَ بضعفِ الإمكاناتِ وقلّةِ الناصرِ لتركِ الدّين، بل لا بدّ من أن نخرجَ من بيئةِ الضّعفِ التي نعيشُ إلى بيئةِ النُصرةِ التي يوفِّرُها لنا مخلصونَ مؤمنونَ بعقيدتِنا ودينِنا ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾.
والهجرةُ مفهومٌ واسعٌ متجدّدٌ، إنها هجرانُ الباطلِ وانتماءٌ للحقِّ، إنها ابتعادٌ عن المنكراتِ وفعلٌ للخيرات، إنها تركٌ للمعاصي وانهماكٌ في الطاعات، إنها انتقالٌ من دارِ الكفرِ إلى دارِ الإسلام، إنها انتقالٌ بين كلِّ مكانَيْنِ يشبهانِ مكّةَ والمدينةَ زمَنَ الهجرةِ، ولعلِّ المفهومَ الأوسعَ للهجرةِ أن نهجُرَ ما نهى الله عنه.
إنه اليومُ الأخيرُ من أيامِ الجاهليةِ وبدايةُ الحياةِ لأمّةِ رسولِ الله (ص) ولعلَّ ما ابتلانا الله من إيذاءٍ على طريقِ الرسالةِ منذ زمنِ الهجرةِ إلى يومِنا هذا هو امتحانٌ للصبرِ في جنبه تعالى.
إن ديننا لم يكن يوماً إلا دينَ رحمةٍ وإحسانٍ ودعوةٍ للخيرِ وسموٍّ إلى مكارمِ الأخلاق، وقد أكّد الله ذلك بقولهِ لنبيّهِ محمد (ص): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وبالتالي فإن أية صورة يقدمها الأشخاص أو الجهات للإسلام مغايرة لذلك فهي لا تمت إلى الإسلام بصلة﴾.

إن العدوَّ الأوحدَ لأمّتنا والذي يحتلُّ المرتُبةَ الأولى في سُلَّمِ أولوياتِ هذهِ الأمةِ هو العدوُّ الصهيونيُّ الذي وصفَهُ الله عزَّ وجلَّ بأنه أشدُّ الناسِ عداوةً للذين آمنوا بقوله: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾.

من هجرةِ الرسولِ (ص) تعلّمنا أن الذي أخرجَكَ من أرضِكَ ظلماً وعدواناً  لن يَهْنَأَ طويلاً بما فعَلَ بل ستعودُ إليها بعد أن تمتلكَ الإمكاناتِ التي تؤهّلُكَ لذلك، فطبّقنا الأمرَ في لبنانَ ومن خرجَ من الجنوبِ بسببِ الاحتلالِ الصهيونيِّ عادَ إليها فاتحاً كما عادَ رسولُ الله (ص) إلى مكة فاتحاً.
من هجرةِ الرسول (ص) تعلّمنا أن أهلكَ هم من ينصرونَكَ ويؤمنون بعقيدتكَ وفكركَ لا من يعاديكَ وإن كان ذا قربى ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ في حين أن (سلمان منا أهل البيت).
وكي تكون معالم الهجرة ودروسها نبراساً لنا فإننا نعلن للأمة ما يلي:

أولاً: عدوُّنا هو العدوُّ الصهيونيُّ ولا عدوَ لنا في أمّتنا غيرَهُ والخلافاتُ التي نعيشُها هي خلافاتٌ اجتهاديةٌ لا تضرُّ في وحدةِ الأمة.

ثانياً: على اللبنانيين الخروجُ من الحساباتِ الضيقةِ إلى رحابِ الوطنِ الكبيرِ وهجرةُ الاختلافِ إلى روحِ التوافق، فبها وحدَها نحمي الوطنَ ونبني مجدَه، ويجبُ أن يكون محسوماً لديهم أن كلَّ من يُعينُ العدوَّ الصهيونيَّ هو مجرمٌ تجبُ معاقبتُهُ بغضِّ النظرِ عن دينِهِ وطائفتهِ ومذهبه.

ثالثاً: نرفضُ أي صيغةٍ من صيغِ الاعترافِ بالعدوِّ الصهيونيِّ وما يُعدُّ لفرضِهِ علينا من خلالِ التطبيعِ مع الكيانِ الصهيوني، ونطالبُ العالمَ الإسلاميَّ بإعدادِ العُدّةِ لإجهاضِ هذا التطبيعِ من خلالِ الوحدةِ والجهادِ ودعمِ محورِ المقاومة.

رابعاً: نرفضُ توطينَ الفلسطينيينَ ونتمسّكُ بحقِّ العودةِ ونحن نؤمنُ بأنه كما عادَ رسولُ الله (ص) وفتحَ مكةَ سيعودُ الفلسطينيونَ إلى أرضِهم فاتحينَ وستزولُ دولةُ الكيانِ الصهيوني، وكذلك نرفضُ توطينَ النازحينَ السوريينَ ونطالبُ بإعادتهم فوراً إلى بلادِهم ضمن ضماناتٍ تكفلُ حمايتَهم وعدَمَ التعرُّضِ لهم عبر اتفاقٍ بين الحكومتَيْن اللبنانيةِ والسورية..


/110
https://taghribnews.com/vdcgyy9nnak9nt4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز