الدولي الإسلامي ، يبرهن على ملاءته المالية المتينة

لاقى إعلان تصنيف البنك ترحيبا في أوساط المستثمرين والخبراء الماليين مؤكدين أن هذا التصنيف سيدعم سعر سهم البنك في السوق خلال الفترة المقبلة.

بيد أنهم برروا لـ «العرب» سبب عدم تجاوب السهم -الذي سجل تراجعا طفيفا- لحالة السلبية التي تعيشها السوق للجلسة الثانية على التوالي متواكبة مع اضمحلال في قيم التداول.

وسجل سهم الدولي الإسلامي أحجام تداول بلغت ٤٦.٩٨ ألف سهم بقيمة ٢.٢٢ مليون ريال، وقد جاءت هذه القيم والتداولات من خلال ٥٢ صفقة بمتوسط كميات بلغ حوالي ٩٠٣.٥ سهم في الصفقة الواحدة.

وقال مستثمرون إن تحرك السهم لم ينسجم مع التطورات المرافقة لتصنيفه من قبل واحدة من أهم وكالات التقييم العالمية، إذ برهن مجددا على متانة مؤشراته المالية وقدرته على التعاطي مع التطورات الاقتصادية المختلفة منذ ظهور الأزمة المالية العالمية.

وفي هذا السياق، قال المستثمر والمحلل المالي سعيد الصيفي: «لم نلمس صعودا حقيقيا لسهم الدولي الإسلامي حيث تراوح بين ٤٧ ريالا و٤٧.٥ ريال منذ مطلع العام تقريبا، ونأمل في خروج السهم من الدائرة الضيقة التي يراوح بها». مؤكداً على أن تصنيف الوكالة المذكورة هو مؤشر إيجابي لهذا الأخيرة ولعملائه.

وتستفيد الشركات والمؤسسات المالية من التقييمات للحصول على تمويلات خارجية بكلف قليلة.
وأضاف الصيفي: «لقد لقي التصنيف الجديد للدولي الإسلامي صدى إيجابيا في السوق من حيث مقدار تداولاته لكننا لم نر تأثيرا كبيرا على سعر السهم.. كنا نجزم من هذا التصنيف أنه سوف يرفع من قيمة السهم، بيد أننا لم نر ذلك واقعا»..
وأشار إلى أن خبر تصنيف البنك بـ -A لم يعد بالنفع الكبير على أداء السهم يوم أمس نتيجة ضعف السوق.واقتصرت تعاملات البورصة على ١٨٩ مليون ريال.

بدوره، قال المستثمر أبو عبدالعزيز الأنصاري إن تصنيف البنك يسهم في دعم سهمه ويبث حال من الاطمئنان في أوساط المستثمرين بالنسبة لمطلوباته، خصوصا أن الدولي الإسلامي قد أعلن عن تحقيقه أرباحا جيدة خلال الربع الأول من العام الحالي.

وفي المقابل، أشار أبو عبدالعزيز إلى أن الجو العام لسوق الأسهم والذي يتميز بنوع من التأرجح مع سرعة فقدانه أي أرباح قد يسجلها، وقال: لقد شاهدنا خلال الأسبوع الماضي ارتفاع مؤشر البورصة فوق ٨٧٠٠ نقطة لكن تعاملات الخميس الماضي شهدت عودته للتراجع، مشيراً إلى غياب التفاؤل في أوساط المستثمرين يضمن استمرار مؤشر السوق في النمو لمدة أطول وبشكل مدعوم، مؤكداً في ذات الوقت أن خبر تصنيف الدولي الإسلامي كان من المفترض أن يعطي يوم أمس دفعة قوية للسوق لكن الأجواء العامة حالت دون ذلك.

وفي تفسير للوضع الراهن للسوق قال أبو عبدالعزيز: «من المرجح أن السوق وصلت لمرحلة التشبع في وجهة نظر المستثمرين، وذلك يعني أنهم أصبحوا مقتنعين بأن مؤشر السوق لن يرتفع أكثر من ٩ آلاف نقطة خلال الفترة المقبلة، ما يفسر تأرجح السوق في مستوياته الحالية»..

وتساءل أبو عبدالعزيز عن سر إصرار السوق على التراجع كلما حققت بعض الأرباح وملازمة نفس المستوى وسط هامش ضعيف من التغيرات إلى الأعلى والأسفل، خصوصا أن السوق بدأت تتأقلم مع الأحداث السياسية والأمنية التي تواجهها المنطقة العربية.

إلى ذلك أوضح طه عبدالغني، المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية، أن التصنيف الذي أحرزه بنك الدولي الإسلامي يعتبر جيدا وسيغير سعر السهم بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن سهم البنك مستقر إلى حد كبير ويرتفع بشكل بطيء.

وقال عبدالغني إن السيولة الخاصة بأسهم الدولي الإسلامي أقل من البنوك الأخرى وهو ما يفسر محدودية تأثر سعر السهم مع خبر تصنيف البنك من قبل وكالة فيتش.

وأضاف طه عبدالغني أن وزن السهم في مؤشر البورصة ليس كبيرا على غرار بعض بقية المصارف الأخرى، ما يبرر عدم انعكاس خبر تصنيفه بالشكل البالغ على السوق خصوصا أن السوق تميزت بأحجام سيولة وتداول ضعيفين.

وتوقع طه عبدالغني أن يرتفع سعر سهم الدولي الإسلامي مع انتعاش أكبر للسوق وارتفاع حجم السيولة مع دخول المحافظ الأجنبية بشكل أكبر في السوق.

وحقق «الدولي الإسلامي» صافي أرباح قدره ١٥٩ مليون ريال خلال الربع الأول من العام الحالي مسجلا نموا بنسبة %١٢.٨ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبلغ إجمالي الإيرادات التشغيلية للدولي الإسلامي ما يناهز ٢٧٥ مليون ريال مقارنة بـ٢٥٣ مليون ريال في الربع الأول من العام الماضي أي بنسبة نمو بلغت %٩ فيما بلغ حجم الودائع بنهاية الربع الأول من العام الحالي حوالي ١٤.٥ مليار ريال مقارنة مع ١٣.١ مليار ريال بنهاية عام ٢٠١٠ مرتفعا بنسبة %١٠.٧.