تاريخ النشر2011 20 February ساعة 14:43
رقم : 40514

الأزهر يسعى لاستعادة دوره

وکالة انباء التقریب (تنا)
في قلب ميدان التحرير وعلى بعد أمتار من مسجد عمر مكرم كان المشهد لافتا وسط جموع المصريين، وقف حشد من علماء وشيوخ الأزهر بزيهم المميز تحت لافتات كبيرة تطالب باستقلال تلك المؤسسة الدينية واسترداد مكانتها.
شيوخ الأزهر شكلوا حضورا مميزا وسط الحشود بميدان التحرير
شيوخ الأزهر شكلوا حضورا مميزا وسط الحشود بميدان التحرير
واللافت في المشهد أن معظم هؤلاء من شباب العلماء حرصوا على الحضور منذ اليوم الأول للثورة، وتزايد عددهم يوما بعد يوم بين الجموع. حملهم الثوار على الأعناق مرددين "عاش الهلال مع الصليب".
مطالب هؤلاء ليست فئوية أو شخصية، فهم يترفعون عن الخوض في الفساد الإداري الذي طال الأزهر كغيره من قطاعات الدولة، لكن حلمهم ومطلبهم هو استعادة المكانة التاريخية للأزهر ملاذا لجميع أبناء الأمة من حاكم ومحكوم. 

ويذكر التاريخ للأزهر وعلمائه دورا سياسيا محوريا، فكان نقطة انطلاق الثورات لمواجهة الغازي، منه انطلقت ثورة القاهرة الأولى والثانية في مطلع القرن التاسع عشر، وهو الذي جاء بمحمد على إلى الحكم، لكن الأخير بدهائه انقلب على العلماء وسعى إلى تقليص دورهم. 

منذ ذلك التاريخ حرص من تعاقبوا على حكم البلاد على تكريس تبعية تلك المؤسسة للحاكم، وتجريدها من عناصر استقلالها، خصوصا الاستقلال المادي، وإقصائها عن الحياة السياسية والعامة، وجعلها كيانا ديكوريا، وعزلها عن تاريخها. 

ومن جانب اخر، صرح الدكتور ربيع مرزوق عبد العاطي أنه وحتى ما قبل العام ١٩٦١ كان الإفتاء ووزارة الأوقاف تابعين لمشيخة الأزهر، لكن تم فصلهما وتشتيت المؤسسات الأزهر، والإفتاء، والأوقاف، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية معتبرا أن القصد من ذلك إضعاف الأزهر بتجريده من أدواره وتشتيتها. 

وبناء على ذلك جاء مطلب توحيد تلك المؤسسة وإلغاء وزارة الأوقاف وضمها للأزهر بحيث يكون للأزهر وكيل عنه لشؤون المساجد والأوقاف. 

وحول المطلب بانتخاب شيخ الأزهر يقول الدكتور ربيع إن هذا ليس بدعا ولم يكن بدعا في تاريخ الأزهر بل كان هو الأصل المعمول به، مؤكدا أنه ليس شرطا أن يكون شيخ الأزهر مصريا فقد كان الشيخ الخضر حسين شيخا للأزهر وهو تونسي. 

ويرى أن ضمانة تحقيق ذلك هي استقلال مؤسسة الأزهر استقلالا تاما عن الدولة باسترداد أوقافه المؤممة، وفتح الباب لوقفيات إسلامية جديدة له من جميع دول العالم الإسلامي حتى يستقل بكل أموره ولا يتحكم فيه الحاكم ويتحدث بلسان الشعب، "فتاريخنا الإسلامي لا يعرف إلا السلطان والحاكم، وكما يقولون مات العلم عند أبواب السلاطين، وتلك الكارثة تحدث إذا فقد العالم استقلاليته، وفقدت المؤسسة التي ينتمي إليها".

المصدر : الجزیرة


https://taghribnews.com/vdcfjtdj.w6dxyaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز