تاريخ النشر2011 6 February ساعة 10:22
رقم : 39075

قلوبنا مع أهل تونس المنتصرين وثوار مصر الصادقين

وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا):
اصدر "منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا" بيانا حول احداث تونس ومصر، هنأ فيه الشعب التونسي بعودة الشيخ الغنوشي "بعد تحرره من طاغوته"، وعبر عن تضامنه مع الشعب المصري في انتفاضته "على النظام الإستبدادي الرافض لمطالب شعبه"، وفيما يلي نص البيان:
قلوبنا مع أهل تونس المنتصرين وثوار مصر الصادقين
بيان منتدى الوحدة الاسلامية في بريطانيا حول أحداث تونس ومصر 
تخفق قلوب المؤمنين وعشاق الحرية بالفرحة العارمة وتختلج ألسنة الصالحين بشكر الله على نصره المبين لعباده المستضعفين في تونس، وتدعوه سبحانه ان يحقق لأهل مصر اهدافهم في نيل الحرية والعيش الكريم بعيدا عن البطش والحكم الفردي والتعسف في استخدام السلطة والقوة. 

في البداية نهنيء فضيلة الشيخ راشد الغنوشي واخوته على العودة المظفرة الى بلدهم، تونس، بعد ان تحررت من طاغوتها، بعد اكثر من ربع قرن من العناء والشدة. وان الغبطة التي تملأ القلوب بالنصر المؤز الذي تحقق لأهل تونس، لا يقلل من شأنها شعور الاخوة بالحزن لابتعاد فضيلة الشيخ الغنوشي عنهم بعد عودته من المنفى الى الشعب الذي تصدر الامة في التصدي للظلم واسقاط حاكم جائر تفرعن حتى تجاوز الحدود.
 
فليهنأ الشيخ واخوته وشعب تونس بانعتاقهم من النظام الذي جثم على صدورهم طوال الفترة الماضية، وندعو الله ان يهييء لتونس وشعبها عيشا هانئا يسوده الوئام والتفاهم، ويحكمه دستور يكتبه الجميع، ونظام حكم يمارس العدل ويعطي كل ذي حق حقه، ويقطع الطريق على المستبدين والفاسدين والمفسدين. 

ان منتدى الوحدة الاسلامية سوف يتذكر لفضيلة الشيخ الغنوشي واخوته مواقفهم الداعمة للحوار والتفاهم والوحدة وتحكيم العقل والعمل الدؤوب لخدمة دين الله واشاعة قيم الخير والعدل والصلاح في مجتمعات امتنا الاسلامية. ندعو الله من صميم قلوبنا ان يمتع اهلنا في تونس بالعيش الهانيء في ظلال الايمان والحرية المسؤولة والنظام العادل، انه سميع مجيب الدعوات. 

وفي هذه الاوقات العصيبة لا يفوت منتدى الوحدة الاسلامية ان يتذكر مصر واهلها، وهم يواجهون نظاما استبداديا آخر، يرفض الاستماع لمطالب شعبه، ويصر رأسه على التشبث بكرسي الحكم ولو على جثث الآدميين.
 
لقد قال شعب مصر كلمته الفاصلة يوم الجمعة ٢٨ يناير عندما خرج في مظاهراته المليونية معلنا رفضه حكم الرئيس مبارك، ومطالبته بدستور عصري يمنع الاستبداد الفردي وينظم علاقات المجتمع وفق قيم العدالة الاسلامية والقيم الانسانية. ويتذكر المنتدى بأسى الشهداء الـ ٣٠٠ الذين سقطوا في ذلك اليوم فداء للدين والحرية والوطن، ويدعو الله سبحانه وتعالى ان يتقبلهم شهداء خالدين مع النبيين والصديقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
 
ان سفك الدماء بهذه الغزارة مؤشر خطير لما وصل اليه بعض الحكام من استرخاص للدماء واستهانة بارواح البشر وتجاوز لكافة القيم الاسلامية والانسانية، وطمع في المنصب والجاه والمال، وكلها امور فانية ليس لها قيمة الا بقدر ما تقرب العبد من ربه.
 
لقد شعرنا بالكآبة الشديدة ونحن نشاهد على شاشات التلفزيون الاعتداءات المتكررة على المتظاهرين السلميين، وحالة البلطجة التي مارسها النظام بحقهم، حتى ضج الاجانب قبل الاقارب، وغير المسلمين قبل المسلمين. 

فمن ارتكب تلك الجرائم سيقف امام ربه يوما ليحاسبه على ما اقترفت يداه، وامام العدالة عندما تتغير الاوضاع، وان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. لقد انتهى عهد الحكام الفاسدين الذين اتخذوا عباد الله خولاً، ومال الله دولاً، واصبحت الشعوب قادرة على اسقاط اعتى الطواغيت اذا حزمت امرها وتوكلت على الله وسارت على هدى من امرها.
 
كما وقفت الامة داعية الله ان يكشف الهم والغم عن اهل مصر ويستبدل نظام الحكم المتسلط عليهم حاضرا بنظام حكم عادل يمارسون فيه حقوقهم ويكونون فيه شركاء في صنع القرار ويحتفظون فيه بكراماتهم وحقوقهم، كما هي الشعوب المتحضرة.
 
وفي الاسلام لنا خير دافع لاحقاق الحق وابطال الباطل، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل الظروف والاوقات. 

نجدد تقديرنا لثوار مصر الابطال، وندعو الله سبحانه ان يعجل لهم بالنصر، وان يثبت اقدامهم ويربط على قلوبهم، ويسدد رميتهم، ويكلل جهودهم بالنصر والنجاح، انه نعم المولى ونعم النصير. ونقول لهم ما قاله موسى عليه السلام: "وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على اموالهم، واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم. قال قد أجيبت دعوتكما، فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون". 
________________________________________
منتدى الوحدة الاسلامية - لندن
https://taghribnews.com/vdcftxdm.w6d1eaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز