تاريخ النشر2018 3 October ساعة 19:01
رقم : 364810

تحديات وخلافات إقليمية تجهض ولادة الناتو العربي

تنا
جدد وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الجمعة الماضية، دعوة بلاده التي سبق أن أعلنت عنها قبيل زيارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، للعاصمة السعودية في مايو/أيار 2017، لدعم خطة بناء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي MESA – الناتو العربي، للتصدي للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
تحديات وخلافات إقليمية تجهض ولادة الناتو العربي
وجاءت دعوة "بومبيو"، في لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ضم وزراء خارجية مجلس التعاون للدول الخليجية ، ووزيري خارجية مصر والأردن، أكد فيه على ضرورة مواجهة ما اسماه بـ "التهديدات الإيرانية" لدول المنطقة والولايات المتحدة.

ويهدف الناتو العربي، إلى خلق حالة توازن قوى أمنية وعسكرية في المنطقة بين إيران والسعودية. وسبق أن طرحت هذه الفكرة في عهد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، دون التقدم بأي خطوات عملية أو إجراء المزيد من المشاورات بشأنها.

ويأتي بناء "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، كخطوة متقدمة نحو جعل المزيد من الدول الحليفة تحت مظلة منظومة متكاملة أمنياً وعسكرياً مع وفرة مالية لتمويل التحالف المناهض لإيران.

غير أنه لا يبدو من المجدي بناء تحالف يضم دولاً تتنازع فيما بينها، كما أنها لا تتبنى موقفا موحدا من الخطر الإيراني، أو على الأقل أنها تجد سبلا أخرى للتعامل مع الخطر والتهديدات الإيرانية بعيدا عن بناء تحالف طابعه العام تحالف أمني عسكري يتصدى لإيران في المنطقة.

من بين أهم التحديات التي تواجه بناء الناتو العربي، الأزمة التي تعيشها منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بين قطر وثلاث دول قطعت كامل علاقاتها معها، ودول أخرى تقف على الحياد مثل سلطنة عمان أو دولة الكويت، التي تبذل جهود وساطة بين طرفي الأزمة دون تحقيق أي تقدم.

بعيدا عن المواقف السياسية التي تعلنها قطر أو الكويت أو سلطنة عمان، فإن أية إمكانية لتشكيل تحالف حقيقي لمواجهة إيران، لا يمكن أن تكون هذه الدول جزءاً منه في حال مضت الولايات المتحدة، لتشكيله في يناير/كانون الثاني المقبل، بقيادة السعودية.

إلى جانب العلاقات التجارية والشراكة الاقتصادية في حقل الغاز، ترتبط قطر باتفاقية تعاون وتنسيق أمني مع إيران، وتطورت العلاقات بينهما بعد أزمة يونيو/حزيران 2017، وحاجة الدوحة إلى تجاوز تداعيات المقاطعة على مستوى سد حاجة سكانها من المواد الغذائية، حيث كانت تشكل وارداتها من تلك الدول النسبة الأكبر من حاجة السوق المحلي.

وتهتم الكويت بشكل خاص بالمحافظة على علاقات متوازنة مع إيران، لاعتبارات تتعلق بتركيبة المجتمع الكويتي، والجوار الجغرافي، والتبادل التجاري، وعوامل أخرى تدفع باتجاه القناعة الكاملة بأن الكويت لا يمكن لها أن تنخرط في أي تحالف حقيقي يناهض إيران أو يعاديها.

وتعتقد الدوحة، أن التحالف الإقليمي، لن ينجح ما لم يتم حل الأزمة الخليجية، وأن تحالفا كهذا له أهمية لكنها ليست أولوية في مواجهة التحدي الحقيقي الذي يواجه بناء التحالف، والمتمثل في الأزمة الخليجية، التي تهدد بنية منظومة دول مجلس التعاون ووحدتها وتماسكها.

ولا يوجد إذن اتفاق بين الدول الثمانية التي ينتظر أن يتشكل منها التحالف الجديد حول الموقف من إيران وتقويم التهديدات والمخاطر على أمن الدول مجتمعة أو على أمن كل دولة من دوله.

 
https://taghribnews.com/vdcb8abfgrhb0wp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز