تاريخ النشر2011 1 January ساعة 00:28
رقم : 35350

قصيدة الفرزدق في الإمام علي بن الحسين بن علي زين العابدين

روي أن هشـام‌ بن‌ عبد الملـك حج‌ فلم‌ يقدر علی‌ الاسـتلام‌ من‌ الزحـام‌. فنُصـب‌ له‌ منبر فجلس‌ علیه‌ وأطاف‌ به‌ أهل‌ الشام‌، فبينما هو كذلك‌ إذ أقبل‌ علی ‌ّبن‌ الحسين‌‌ وعلیه‌ إزار ورداء ...
قصيدة الفرزدق في الإمام علي بن الحسين بن علي زين العابدين
وكالة انباء التقريب (تنا):
روى‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ في‌ « بحار الانوار » عن‌ « مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌ » الذي‌ روى عن‌ « الحلية‌ »، و« الاغاني‌ »، وغيرهما: حجّ هشـام‌ بن‌ عبد الملـك‌ فلم‌ يقدر علی‌ الاسـتلام‌ من‌ الزحـام‌. فنُصـب‌ له‌ منبر فجلس‌ علیه‌ وأطاف‌ به‌ أهل‌ الشام‌، فبينما هو كذلك‌ إذ أقبل‌ علی ‌ّبن‌ الحسين‌‌ وعلیه‌ إزار ورداء، من‌ أحسن‌ الناس‌ وجهاً وأطيبهم‌ رائحةً، بين‌ عينيه‌ سجّادة‌. فجعل‌ يطوف‌، فإذا بلغ‌ إلی‌ موضع‌ الحجر تنحّي‌ الناس‌ حتّي‌ يستلمه‌ هيبةً له‌. فقال‌ شامي‌ّ: مَنْ هَذَا ؟!

فنكره هشام وقال: لاَ أَعْرِفُهُ، لئلاّ يرغب‌ فيه‌ أهل‌ الشام‌. فقال‌ الفرزدق‌ (و كان‌ من‌ شعراء بني‌ أُميّة‌ ومادحيهم‌) وكان‌ حاضراً: لكنّي‌ أنا أعرفه‌. فقال‌ الشامي‌ّ: مَن‌ هو يا أبا فراس‌؟! فأنشأ قصيدة‌ ذكر بعضها في‌ « الاغاني‌ »، و« الحلية‌ » و« الحماسة‌ »، وها هي القصيدة‌ بتمامها:

يَا سَائِلِي أَيْنَ حَلَّ الجُـودُ وَالكَرَمُ               عِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا

هَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ             وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ

 هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِــــمُ                هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

 هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَــارُ وَالِدُهُ               صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ

 لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ               لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَـــــدَمُ

 هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِـــــــدُهُ               َمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَـمُ

 هَذَا الَّذِي‌ عَمُّــــهُ الطَّيَّـــارُ جَعْفَرٌ             وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسـَمُ

 إذَا رَأتْـهُ قُرَيْـــــشٌ قَالَ قَائِلُـــــهَا              إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَــهِي‌ الكَـــرَمُ

 يَكَـــادُ يُمْسِـــكُهُ عِرْفَانَ راحـــته             رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَـــلِمُ

 وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَــــائِرِهِ             العُـرْبُ تَعْرِفُ مَـنْ أنْكَرْتَ وَالعَـجَمُ

 يُنْمَي‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ             عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْـلاَمِ وَالعَجَمُ

 يُغْضِي‌ حَــيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ             فَـــمَا يُـكَلـَّمُ إلاَّ حِــينَ يَبْتَـــسِمُ

 بِكَــــفِّهِ خَــيْزُرَانٌ رِيـحُهُ عَــــــبِقٌ             مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَـمَمُ

 مَا قَـالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِي‌ تَشَهــــُّدِهِ             لَوْلاَ التَّشَهــُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَــــعَمُ 

 مُشتـقَّةٌ مِنْ رَسُــــولِ اللَهِ نَبْعَـتُهُ             طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِـيمُ وَالشِّيَمُ

 حَمَّالُ أثْــقَالِ أَقْــوَامٍ إذَا فُدِحُــــوا              حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَــعَمُ

 إنْ قَالَ قَالَ بــمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُــهُمُ              وَإنْ تَكَـــلَّمَ يَوْمـــاً زَانَهُ الكَــلِمُ

 هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِــلَهُ               بِجَــدِّهِ أنبِيـَاءُ اللَهِ قَـدْ خُتِــمُوا

 اللهُ فَضَّـــــلَهُ قِدْمـــــاً وَشَـــــرَّفَهُ               جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ

 مَــنْ جَــدُّهُ دَانَ فَــضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ               وَفَــضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَــهَا الاُمَمُ

 عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَــعَتْ               عَنْهَا العِمَايَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ

 كِلْــتَا يَدَيْهِ غِــيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُـــــمَا               يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُــمَا عَدَمُ

 سَــهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ               يَزِينُهُ خَصْـلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ

 لاَ يُخْــلِفُ الوَعْدَ مَيْــمُوناً نَقِيبَــتُهُ                رَحْبُ الفِـنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ

 مِنْ مَعْـشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُـــهُمُ                كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَـصَمُ
https://taghribnews.com/vdchvxnx.23nmmdt4t2.html
المصدر : كتاب الاغاني‌
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز