تاريخ النشر2018 12 August ساعة 12:46
رقم : 350243
حديث التقريب

محاولة أخرى لتمزيق المسلمين باسم الطائفية والعنصرية

منذ أن دنّس المستعمرون بلدان العالم الإسلامي عملوا على تمزيق المسلمين وخلق الحواجز النفسية بينهم على أساس إقليمي أو عنصري أو طائفي. ومن الطبيعي لمن أراد السيادة والسيطرة على المسلمين أن يعمل على التفرقة بينهم، غير أن جهود العدوّ تذهب هباء حين تكون هناك بصيرة وغيرة لدى المسلمين وقادتهم الفكريين والدينيين ..
محاولة أخرى لتمزيق المسلمين باسم الطائفية والعنصرية
 اية الله محسن الاراكي : الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية 
والسياسيين. بمقدار هذه البصيرة والغيرة يتحقق نجاح الغزاة أو إخفاقهم. تزداد جهود أعداء العالم الإسلامي في الضرب على الوتر الطائفي والعنصري كلما اتيحت للعالم الإسلامي فرصة عودة إلى وحدته الحضارية وإلى استشعاره بالعزّة والكرامة. ولذلك نجد في العقود الأخيرة خاصة ظهور موجة عارمة من النعرات الطائفية والعنصرية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فقد شُنت على إيران حرب استمرت ثماني سنوات تحت عنوان الحرب على «الفرس المجوس» ومفردة (الفرس) نعرة عنصرية و(المجوس) نعرة طائفية. واتضح أن مشروع هذه الحرب وشعاراتها لم يكن قراراً منفرداً من دكتاتور العراق، بل كان قراراً دولياً وإقليمياً أيضاً، جُندت له كل الإمكانات العسكرية والاستخبارية والاعلامية العالمية والإقليمية بتخطيط أمريكي صهيوني.

وشهد العالم فشل التخطيط وهزيمة العدوان وسقط الدكتاتور بيد مَنْ دفعه لهذه الورطة القاتلة. تلك الموجة الطائفية العنصرية عادت مرة أخرى حين حقق حزب الله انتصاراته على العدوان الصهيوني في لبنان. فقد تحركت كنداليزارايز آنئذ بسرعة في بلدان المنطقة لتعبئتها طائفياً في محاولة لتحجيم أبعاد الانتصار الكبير.

واليوم وبعد هزيمة المشروع الأمريكي في بقاع متعددة من عالمنا الإسلامي، وبعد الصحوة الإسلامية وانتفاضة الأقصى، ومسيرات حقّ العودة، عادت أمريكا لتعبّئ من تعتقد بولائهم لها تحت عنوان: «ناتو عربي سنّي» بذريعة ما تسمية بمواجهة «التوسع الإيراني»!! الفكرة نفسها ليست جديدة، فقد طرحت مراراً في زمن الرؤساء الأمريكيين السابقين بأشكال مختلفة.

إن الذي شجّع ترامب أن يطرح الفكرة مرة أخرى، رغم تراجع أسلافه عنها، هو ما ظنه نجاحاً قد حققه في ماسمي بالقمة الإسلامية الأمريكية!! بالرياض سنة 2017. من الراجح أن هذه الفكرة سوف لا تلقي قبولا حتى من السائرين في فلك أمريكا لسبب بسيط هو أنها لا تخدم مصالحهم ولا مصالح بلدانهم، بل تعرضها داخلياً وإقليمياً لرفض شعبي شديد، إذ ليس فيها سوى مصالح أمريكا والصهيونية، وتجاوز مصالح المنطقة إن لم تدمرها تماماً.

ولقد أجاد صحفي عربي مصري حين كتب يقول: «العامة في العالم العربي يدركون أن مسألة دفع عدد من الدول العربية في مواجهة عسكرية حضارية مذهبية كبرى مع ايران يحقق أهدافاً أمريكية وليست عربية، من قبيل زيادة مبيعات الأسلحة الأمريكية، وإغراق الدول العربية بالديون والاستخفاف بسيادتها، وزيادة حدة الانقسامات بين الشعوب العربية مع بعضها، ورفع القدرات الاستراتيجية ﻻسرائيل في مواجهة المحيط العربي الاسلامي. إنها أهداف واضحة تخص اليمين الأمريكي الصهيوني ولا تخص من قريب أو من بعيد أي هدف أو مصلحة عربية.

وإذا كان العموم في العالم العربي يدركون هذه الأمور فما بال قادة وطنيين يرون أن مهمتهم الرئيسية هي الحفاظ على كرامة وسيادة الوطن والإقليم، وأكبر قدر من حرية التصرف في المجال الخارجي». أمثال هذه المشاريع تبين لنا أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية، إذ إنه يريد مواجهة أخطر المخططات العالمية لتدمير المنطقة. ونرجو أن يدرك المخلصون جميعاً هذه الأهمية ليساندوا نهج التقريب ويدحضوا مشاريع التفريق وبالله التوفيق.
 
https://taghribnews.com/vdcgtz9wwak9nx4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز