لم تكد تمضي أسابيع على تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقنوات المصرية المعارضة التي تبث من الخارج وإعلامييها، حتى أعلنت السلطات عن قائمة جديدة للكيانات "الإرهابية" تضمنت أسماء 13 إعلاميا.
شارک :
ونشرت الجريدة الرسمية مؤخرا قرار محكمة جنايات القاهرة الذي أدرج 187 اسما لشخصيات سياسية وإعلامية معارضة بقوائم "الإرهابيين" لمدة خمس سنوات، ومن بين تلك الأسماء الإعلاميون سالم المحروقي ومعتز مطر ومحمد نصر ومحمد القدوسي وأيمن عزام وأسامة جاويش وحمزة زوبع ومحمد عقل.
وكان السيسي قد توعد -خلال مؤتمر الشباب الخامس منتصف مايو/أيار الماضي- القنوات الإعلامية المعارضة التي تبث من الخارج ومن يتحدث فيها بالمحاسبة، متهما إياهم بـ "خداع الناس وقتل آمالهم" وهو ما أثار مخاوف لدى إعلاميين معارضين من مآلات هذا التهديد.
وفي بيان له، اعتبر المرصد العربي لحرية الإعلام إدراج إعلاميين معارضين ضمن قوائم الإرهاب نوعا من "الإرهاب السلطوي المنظم" بحقهم عقابا لهم على "عملهم المهني وما يتبنونه من آراء وأفكار" كما رأى أن ذلك يأتي تنفيذا لما أعلنه السيسي من تهديد بحساب كل الإعلاميين والمعارضين في الخارج.
وقال رئيس المرصد والأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة في مصر قطب العربي -في حديث للجزيرة نت- إن إدراج الإعلاميين بالقائمة يأتي في إطار "سياسة تكميم الأفواه وتعميم إعلام الصوت الواحد".
وأوضح العربي -وهو أحد المدرجين في القائمة- أن هذا الإدراج يشمل المنع من السفر وعدم تجديد جوازات السفر، مشيرا إلى أن السفارة المصرية في تركيا كانت في السابق تتعنت مع المصريين المقيمين هناك وخاصة الإعلاميين وترفض تجديد جوازاتهم، وتوقع زيادة ذلك التعنت بعد الإدراج وأن تتبعها سفارات مصر في بلدان أخرى.
ويرى زوبع -وهو رئيس رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج وأحد المدرجين بقائمة "الإرهابيين"- أن هذه القوائم أحد معاول النظام في محاربته لثورة يناير عموما والحريات خصوصا وفي مقدمتها حرية الإعلام، مشددا على أن ما يقوم به وغيره من الإعلاميين في عرف الجميع -ما عدا السيسي وإعلامه- تعبير عن الرأي.
وفي حديثه للجزيرة نت، لم يجد زوبع إدراجه والكثير من الإعلاميين بهذه القائمة أمرا مستغربا، حيث يرى أن جرأة النظام القائم على "استخدام القتل والتصفية والمصادرة والأحكام القضائية الجائرة" يجعل إعداد مثل هذه القوائم أمرا عاديا وبسيطا، مؤكدا أن ذلك لن ينال منه وزملائه ولن يثنيهم عن أداء رسالتهم.