تاريخ النشر2018 23 April ساعة 09:29
رقم : 326072

هل العدوان الثلاثي على سوريا كان ناجحاً ؟

تنا
​تتصاعد الأسئلة والاستفسارات عن الأهداف السياسية التي تحققت جراء العدوان الأميركي على سوريا، عقب هدوء العاصفة الإعلامية، وعن الدوافع الحقيقية لذلك عشية قيام وفد الوكالة الدولية مباشرة مهامها بالتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما بالقرب من العاصمة دمشق.
هل العدوان الثلاثي على سوريا كان ناجحاً ؟
 الخبراء الأميركيون يميلون لتصديق الرواية الروسية حول إسقاط الدفاعات الجوية السورية لما يقارب الـ 70 صاروخاً من الصواريخ الـ 105 التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سوريا في إطار عدوانهم الثلاثي، وذلك استناداً لمصادر هؤلاء الخبراء داخل قيادات البنتاغون.

تقييم أقطاب المعسكر يشير إلى "فشل" الهجوم في تحقيق الحد الأدنى سالف الذكر، مقروناً بحالة النكران التي يعانيها البنتاغون للتغطية على ذاك الفشل. فقد تم تجاوز تحفظات ماتيس وفريقه من القيادات العسكرية وتغليب وجهة نظر الآخرين من ضرورة "توجيه رد عسكري سريع ومثير" لسوريا مع مراعاة عدم الانجرار وراء استفزاز روسيا، وامتداداً إيران، بغية التأكيد على مصداقية "تغريدات الرئيس" للظهور بمظهر القوي وعدم التردد في الرد – حسبما رشح من داخل نقاشات البيت الأبيض.

فَردَت أسبوعية "نيويورك" مساحة وافية للكشف عن دوافع قرار الإدارة، 18 نيسان/أبريل الجاري، بأن على رأسها نزعة الرئيس ترامب لإقران "تغريداته وتهديداته" بالفعل وللتأكيد على "قوة الترسانة العسكرية الأميركية". واستطردت بأن ترامب كان آخر همه "أن يهبّ لنجدة السوريين، خاصة بعدما أعلن في حملته الانتخابية منع اللاجئين السوريين من دخول الأراضي الأميركية".

وتساءلت المجلة في تقريرها عن الدوافع النفسية، إذ أنه "من الجنون إقدام ترامب على تدخل عسكري لا تسنده استراتيجية متماسكة للظهور بمظهر الزعيم الحازم.. بيد أن ما قام به لا ينفي أنه منفصم عن حقائق الواقع الراهن أكثر من أسلافه" الرؤساء السابقين.

وترى المجلة ان ترمب يستخدم السياسة لتحقيق أغراض الدعاية.. بعبارة أخرى يريد تغيير الطريقة التي ينظر فيها العالم إليه (نفس سياسة وتصرفات الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد).

لكن تجربة الحرب الكونية الأولى أوصلت القادة العسكريين إلى نتيجة عدم الاعتماد على غاز الكلور كسلاح فعال، الأمر الذي يقودنا للقول بأن إدعاء مسلحي غوطة دمشق تعرضهم لهجوم بغاز الكلور ليس إلا ادعاءً زائفاً ولا يستند إلى حقائق علمية صارمة؛ فضلاً عن مزاعم أعداد الضحايا العالية مقارنة بخاصية الغاز غير الثابتة وانتشاره السريع في الجو.

التقييم العسكري الروسي للغارات قال أن 6 مطارات عسكرية تعرضت للقصف الصاروخي وتم اعتراض وإسقاط 71 صاروخاً؛ مقابل إصرار البنتاغون على القول أنها لم تستهدف أياً من المنشآت العسكرية السورية.

بعض الحقيقة مر عليها موقع المرصد السوري المعارض، من مقره في لندن قائلاً إن "8 مواقع تعرضت للقصف وأسقطت الدفاعات الجوية السورية 65 صاروخاً جوالاً"، بينما رواية البنتاغون تنفي تعرض أي من صواريخها للاعتراض أو للاستهداف.

السؤال البارز هو لماذا "اضطرت" الولايات المتحدة لاستخدام أفضل وأدق ما في ترسانتها من أسلحة ضد 3 مواقع فقط، كما تدعي؛ بينما الهدف المضمر هو "سحق" سلاح الجو السوري ودفاعاته الجوية إن أمكن. وهل واشنطن في طور تجديد عدوانها ضد سوريا قبل حلول موعد الثاني عشر من أيار/مايو المقبل الخاص بتجديد الاتفاق النووي مع إيران أو انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد.

 
https://taghribnews.com/vdcjamet8uqe8yz.3ffu.html
المصدر : الميادين
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز