كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن المنهج الدبلوماسي غير التقليدي الذي اتبعه صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنير، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أزعج مسؤولين كبارًا في الأمن القومي والاستخبارات ووزارة الخارجية الأميركية، وخاصة أن كوشنير اعتمد على العلاقات الشخصية، بدلًا من القنوات الحكومية المعتادة للتعامل مع المشكلات المعقدة.

ووصف مسؤولون أمريكيون العلاقة الشخصية بين صهر ترامب ومحمد بن سلمان بأنها "غير تقليدية"، لكنها كانت "فعالة جدا"، خاصة وأنها يمكن أن تحقق استقرارًا في الشرق الأوسط، بفضل الأساليب الجديدة التي يتبعها الطرفان.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولًا سعوديًا رفيع المستوى قال إن "الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، يجريان اتصالات هاتفية مع كل من ترامب وكوشنير، حسب ما تتطلب الأحداث".

ولفت المسؤول الى أن "منح ترامب كوشنير مهمة الإشراف على عملية السلام، كان الموضوع الرئيس لأي مناقشة بينه وبين الملك سلمان وولي العهد".

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن عددًا من المراقبين الاستخباراتيين والمسؤولين الأمريكيين أعربوا عن تخوّفهم من "التواصل غير التقليدي" بين كوشنير وولي العهد السعودي، حيث كانت تتمّ بصورة مباشرة بين الآخرين.

وأعرب وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر عن قلقهما المبكر من أن كوشنير يسعى لأن ينفرد بالسياسة الخارجية الأمريكية، ويرتكب "أخطاء ساذجة"، وفق تصريحات أشخاص مقربين من الرجليْن.

وكان تعليق تيلرسون هو الأكثر تحفظًا، حيث قال لموظفيه: "أريد أن أعلم من هو وزير الخارجية هنا؟ أنا أم كوشنير؟".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اكتشف مسؤولو الاستخبارات أن كوشنير غادر في "رحلة سرية" إلى الرياض، وعقد اجتماعات خاصة مع ابن سلمان، ولم يعرف المسؤولون الأمريكيون، سبب ولا دوافع تلك الزيارة.