تاريخ النشر2010 20 November ساعة 16:50
رقم : 31723
قائد الشرطة في مقاطعة " لانكاشير" البريطانية :

المتطرفون الإنكليز يضطرون الجاليات المسلمة الى الدفاع عن أنفسهم

أثار تصريح أطلقه أحد كبار قادة الشرطة في بريطانيا، ضجة كبيرة في الاوساط السياسية البريطانية، إذ اتهم قائد الشرطة في مقاطعة لانكاشاير "جون لاركين"، نشاطات تنظيمات اليمين البريطاني المتطرف بأنها «تزيد من التطرف الأصولي»، بل اتهم هذه التنظيمات بأنها «تستخدم العداء للمسلمين كوسيلة لتجنيد الأعضاء الجدد والأتباع».
المتطرفون الإنكليز يضطرون الجاليات المسلمة الى الدفاع عن أنفسهم
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
يعد التصريح الذي ادلى به قائد شرطة مقاطعة لانكاشير البريطانية "جون لاركين"، بمثابة اعتراف نادر من جانب مسؤول بريطاني، بأن التطرف الأصولي هو رد فعل للكراهية والعداء للمسلمين على أساس ديني أو عرقي في الشارع البريطاني، وهو ما حذر وما زال يحذر منه ذوو الضمائر الحية والحريصين على السلم الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع البريطاني؛ بل أن الكثيرين أشاروا في السابق إلى أن الأصوليين البريطانيين هم من إنتاج محلي ولا علاقة لأوطانهم الأصلية بأصوليتهم، بدليل أن أولياء أمور الشبان الأصوليين هم في الغالب أناس عاديون لم يكونوا في يوم من الأيام متطرفين أو أصوليين ولم يربوا أبناءهم على الكراهية للآخرين أو لكي يصبحوا أصوليين.

وكان قائد الشرطة يتحدث للمحطة الإذاعية الخامسة التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني (بي بي سي) التي استضافت لاركين في حوار حول المشكلة التي تواجهها الشرطة في كيفية السيطرة على الوضع في بريستون عاصمة مقاطعة لانكاشاير السبت المقبل،
حيث تستعد «رابطة الدفاع الإنكليزي» وهي تنظيم يميني متطرف لإجراء مظاهرة تحت شعار محاربة التطرف الأصولي.

وتعيش في بريستون جالية مسلمة كبيرة معظم أفرادها من أصول آسيوية، ويتوقع المراقبون بأن تحدث صدامات عنيفة بين المتطرفين الإنكليز وأبناء الجالية الإسلامية في المدينة والمدافعين عنهم.

فالمتطرفون الإنكليز ينظرون إلى المسلمين في بريستون بالمنظار نفسه ولا فرق بالنسبة لهم بين أصولي وغير أصولي، فالمسلمون جميعا بنظر المتطرفين الإنكليز هم أصوليون. ففي تظاهرات سابقة أجرتها الرابطة نفسها في بريستون وقعت اعتداءات على المسلمين في المدينة لا لسبب سوى أنهم مسلمون. ومن هذا المنطلق جرى تحطيم متاجر وسيارات لمواطنين مسلمين لا علاقة لهم بالأصولية أو الأصوليين.

ويرى لاركين وغيره أن «المتطرفين الإنكليز يضطرون الجاليات الإسلامية في بريطانيا إلى الدفاع عن نفسها، الأمر الذي يدفع البعض من أفرادها إلى التطرف الأصولي». 

واستضاف البرنامج الإذاعي نفسه وزير الدولة لشؤون الشرطة "نك هيربرت" الذي أكد أن «العنف مرفوض مهما كان مصدره». وأضاف: «لا يمكن التصدي للتطرف بالتطرف. ولا يمكن للمرء أن يمنع الكراهية إذا كان هو نفسه من الكارهين».

وذكر أحد المتحدثين في البرنامج أن مجموعات يسارية بريطانية معادية للفاشية والتطرف اليميني تستعد من جهتها للتصدي لتظاهرة اليمين المتطرف في بريستون دفاعا عن المسلمين، وتخشى الشرطة أن تفلت الأمور من يدها السبت المقبل وتؤدي لصدامات عنيفة واسعة في بريستون، من شأنها أن تمتد إلى مدن وتجمعات سكانية أخرى في بريطانيا؛ فالاحتقان متوافر في الشارع البريطاني في شكل عام، ويخشى أن تشكل مظاهرة اليمين
الإنكليزي المتطرف الشرارة التي قد تشعل الحريق. 

فبريطانيا تمر حاليا في أزمة اقتصادية شديدة تستغلها التنظيمات اليمينية المتطرفة وتسعى الى اجتذاب الفئات الفقيرة العاطلة عن العمل وإيهامها بأن المهاجرين الأجانب ومن ضمنهم أبناء الجاليات الإسلامية هم السبب الرئيسي في فقرهم وضائقتهم الاقتصادية، والتململ في الشارع البريطاني نتيجة للأزمة الاقتصادية أصبح واضحاً وهناك مخاوف من وقوع اضطرابات شعبية وعمالية شبيهة بتلك التي وقعت في اليونان وفرنسا.

وينظر الكثير من المحللين إلى الصدامات العنيفة التي جرت في لندن الأسبوع الماضي بين الشرطة والطلاب الجامعيين الذين تظاهروا احتجاجاً على ارتفاع الرسوم الجامعية، على أنها مقدمة لاحتجاجات كثيرة مقبلة من جانب الفئات المتضررة من سياسية التقشف التي أعلنتها الحكومة البريطانية.

ويرى بعض المحللين أن هناك أوساطاً بريطانية تسعى الى حرف الغضب الشعبي الموجه نحو الحكومة والمؤسسات المصرفية والتجارية الكبيرة إلى أهداف أخرى، ويربطون بينه وبين دعوات اليمين المتطرف للتصدي للأصولية. ويقول هؤلاء المحللون ان التظاهر ضد التطرف الأصولي ليس إلا محاولة لحرف الأنظار عن السبب الحقيقي للأزمة الاقتصادية والنابع من سياسة الحكومة والتسيب الحاصل في النشاط المصرفي و«المالي والتجاري في البلد.

وضمت صحيفة «الغارديان» ايضا صوتها ضد الأوساط التي تسعى بخبث شديد الى إثارة الكراهية للمسلمين، إذ أجرت تحقيقا خاصا بها حول قرار لجنة الشكاوى الإعلامية في بريطانيا قبل أيام تبرئة صحيفتي «الديلي ميل» و«الديلي تلغراف» من تهمة نشر مواد تحرض على الكراهية ضد المسلمين.

https://taghribnews.com/vdchxqnx.23nzidt4t2.html
المصدر : جريدة الراي
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز