لابد أن نبحث عن مشتركات الدول الاسلامية

لا تزال قضية الخلافات والانقسامات بين الأمة الاسلامية القضية التي تشغل المخلصين في هذه الأمة وبهذا الخصوص أجرينا الحوار التالي مع الكاتب والمحلل السياسي السعودي الدكتور توفيق السيف:

هناك حواجز نفسیه بین ابناء الامة الاسلامة تقف حائلا دون وحدتهم ما هو السبیل الى تجاوزها؟
بطبيعة الحال اذا اردنا ان نقرأ الساحة الاسلامیة بشکل عام سوف نتعامل مع الواقع المتاح، وهناك عدة دول وکل دولة تطبق نظام سياسي معين ونظام اداري معين ولديها طبيعة اجتماعية معينة لذلك اذا اردنا نخطو خطوة ايجابية نحو الامام لابد ان نبحث عن المشتركات بين هذه الدول وبطبيعة الحال المشترك

الاساسي بين هذه الدول الاسلامية هو الديانة، فالدين الاسلامي هو الرابط فنستطيع ان نغذي مساحة كبيرة من البقعة الاسلامية اذا انطلقنا من القاعدة الاسلامية، لابد ان نبحث عن المشتركات في القاعدة الاسلامية ومن المشتركات مثلا وحدة اللغة ووحدة الثقافة ووحدة الآلام والآمال المشتركة، اذا زرعنا ثقافة الالتفاف نحو المشترکات وتجنبنا الاختلافات لابد من رفع الوعي بضرورة الالتفاف نحو المشتركات طبعا هذايحتاج الى جهد كبير وطويل المدى.

ما الدور الذي ينبغي أن تضطلع به وسائل الاعلام والمؤسسات الدينية بهذا الشأن؟
طبعا هذا المنهج يمكن ان يبدأ بالدائرة الاعلامية والمؤسسات الاعلامية وهناك خطوة أخرى اذا استطعنا قطعها هي المناهج الدراسية فاذا استطعنا التركيز على المشتركات في هذه المناهج سوف ننطلق نحو خطوة متقدمة جداً

عندها تبدأ تتلاشى بعض الحواجز التي تسببت بانقسام الامة، علينا ان نضع حدا لهذا الانقسام بالعمل بالمشتركات، واما المشتركات فطبيعتها واضحة جدا ويمكن تجسيدها من خلال الطقوس الدينية أو البرامج الثقافية ومواسم السياحة خاصة السياحة الدينية التي لها دور فاعل في ايجاد وتفعيل هذه المشتركات.

ومن المشتركات كما ذكرت الممارسات العباديه كموسم الحج الذي يعد ظاهرة اجتماعية دينية متكاملة تعمق المشتركات بين الطوائف بشكل كبير ومن المؤسف أن يطوف المسلمون حول الكعبة وينطقون ذات العبارات والكلمات ولا يتقارب أحدهما من الآخر، يتعين على بعثات الحج أن تبدأ بالتزاور، كما ينبغي الترويج لثقافة السياحة الدينية، نحن الان في الدول العربية اكثر ما ننفقه ننفقه على السياحة في الدول الغربية بينما يوجد لدينا اكثر من ٤٠٠ موقع سياحي اسلامي لبلداننا اذا اراد احد ان يطلع علي الحضارة الاسلامية ان لم

نكن مطلعين على الآثار في ايران والعراق وسوريا والجزيرة العربية فهو لايمكن ان يعرف من الحضارة الاسلامية شيء.

لذلك فان المشاريع السياحية المطروحة يمكن ان تكون نافذة لتستغلها الانظمة الحاكمة والنخب المثقفة بشكل جيد لتعميق المشتركات وتفعيل دائرة الاشتراك ما بين المسلمين وتجميع هذا الشتات ومن المؤسف ان نقول أن الحركة الصهيونية اتخذت قرار تأسيس كيانها خلال اجتماع خاص بينما نحن نعقد مئات الاجتماعات ولكن لا تجتمع كلمتنا على شيء مع انه هناك لنا اجتماع الهي دوري وهو الحج واجتماع يومي وهو صلاة الجماعة وهناك ايضا ارتباطات اجتماعية لكن لايوجد برامج لتفعيل هذه الامور فلابد ان تكون هناك برامج واضحة على مستوى المناهج الدراسية والاعلامية وغيرها لتفعيل المشتركات و بهذا يمكن ان نقود العالم ونستعيد مكانتنا فيه.
حوار: لقاء سعيد