خاص "تنا": عشية الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور" سلسلة فعاليات داخل فلسطين و خارجها رفضاً لهذه المظلومية التاريخية

تُصعّد سلطات الاحتلال الصهيونية حربها الشاملة على الوجود الفلسطيني بكل مكوناته من إنسان وأرض ومقدسات، وذلك بمباركة من حاضني المشروع الاستعماري، وفي المقدمة منهم بريطانيا التي لم تكتف بتجاهل مطلب الاعتذار عن "وعد بلفور" المشؤوم في ذكراه المئوية؛ بل راحت رئيسة حكومتها "تيريزا ماي" تفاخر بالمظلومية التاريخية التي صنعتها بلادها قبل قرن من الزمن.

ولا تغيب المفارقات عن هذا المشهد، فبينما تخفت الأصوات العربية والإسلامية الرسمية وحتى الشعبية أمام المأساة الفلسطينية الناجمة عن "وعد بلفور"، يحضر الأحرار من قلب المملكة المتحدة الشريكة الرئيسية في صناعة الكيان الغاصب، رافعين شعار العدالة، ومتجاهلين تنكر سلطات بلدهم لحقوق الضحايا على امتداد الأرض المحتلة، بعدما ساروا على الأقدام لأكثر من (135) يوماً في فرنسا، و سويسرا مروراً بإيطاليا واليونان وتركيا ، وثم إلى عمّان التي وصولوها جواً قبل أن يكملوا مسيرهم نحو المدينة المقدسة.

وبدوره لفت منسق شبكة المنظمات الأهلية في الضفة المحتلة عصام العاروري خلال حديث لمراسل وكالة أنباء التقریب "تنا"، إلى أن التحضيرات تجري على قدم وساق من أجل تنظيم مجموعة فعاليات على المستوى المحلي، وأيضاً الخارجي بما في ذلك لندن.

وأوضح "العاروري"، أن هذه الفعاليات والأنشطة المتنوعة تأتي تأكيداً على رفض "وعد بلفور" الآثم من جهة ، وكذلك رفض التبجح البريطاني بالإصرار على الاحتفاء به من جهة ثانية، دون اكتراث بمشاعر الفلسطينيين المنكوبين، ولا حتى بمن يشاركونهم الوجع حول العالم.

إشارة إلى أن مجموعة من النشطاء والمتضامنين البريطانيين سيشرعون اعتباراً من الأحد وحتى الخميس المقبل بجولة ميدانية في عدد من قرى ومدن الضفة الغربية، فضلاً عن الداخل السليب عام 1948، تعبيراً منهم عن دعمهم لأحقية الشعب الفلسطيني في هذه الأرض.

ومن بين الأماكن التي ستشملها هذه الجولة، زيارة جدار الضم والتوسع العنصري الذي يقطع أوصال الضفة، ومنطقة "قبة راحيل" في بيت لحم، وكذلك تنظيم فعالية صلاة و إضاءة شموع في ساحة كنيسة المهد.