>> روحاني يعلن استعداد إيران للتعاون الشامل علي جميع الأصعدة العلمية والتقنية ويؤكد على التضامن مع مسلمي الروهينغا | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2017 10 September ساعة 11:41
رقم : 283037
في قمة منظمة التعاون الإسلامية..

روحاني يعلن استعداد إيران للتعاون الشامل علي جميع الأصعدة العلمية والتقنية ويؤكد على التضامن مع مسلمي الروهينغا

تنا
أعلن الرئيس حسن روحاني في كلمة له في قمة منظمة التعاون الإسلامية عن استعداد الجمهورية الإسلامية للتعاون الشامل مع الدول الإسلامية على جميع الأصعدة العلمية والتقنية، فيما اعتبر أن تدهور الحضارة الإسلامية بدأ عندما حل التعصب القومي و الوطني في قلوب ابناءها.
روحاني يعلن استعداد إيران للتعاون الشامل علي جميع الأصعدة العلمية والتقنية ويؤكد على التضامن مع مسلمي الروهينغا
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس حسن روحاني:

فخامة الرئيس نورسلطان نظربايف

رئيس جمهورية كازاخستان الشقيقة

رؤساءالبلدان الإسلامية الموقرين

 سعادة الأمين العام

السيدات و السادة

بداية أود ان اتقدم بجزيل الشكر الى جمهورية  كازاخستان حكومة وشعبا على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال كما و لابد لي ان اشكرفخامة الرئيس نظربايف، رئيس جمهورية كازاخستان المحترم لاطلاق هذه المبادرة و اقامة هذه القمة متمنيا أن تؤدي هذه القمة التي انطلقت بشعار «العلم والتقنية والتحديث في العالم الإسلامي» في مدينة أستانا الجميلة، و بجانب الجهود الثمنية الأخري، إلي تنمية التعاون البناء بين البلدان الإسلامية في مختلف الأصعدة

السيد الرئيس

اننا متفقون علي أن العالم الإسلامي جزءٌ هام و مؤثر في المنظومة العالمية حيث أن قوته وتطوره و استقراره يؤدي إلى تطورالعالم و استقراره و من البديهي ان نقول ان في ضعف العالم الاسلامي وتأخره لا يمكن للعالم ان ينعم بالسلام المستدام  والتقارب و التعاون المؤثر . فوحدة الكلمة، والتعاضد و التعاون بيننا بصفتنا أعضاء العالم الإسلامي العظيم  للدخول في عالم التنمية  ليس الا جهداً مشتركا لاقامة عالمٍ بعيدٍ عن الجهل و الفقر والحرب والعنف.

أن التعاون في مجال العلوم و التقنية له أثرٌ مساعد في تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة و يعتبر دوره حاسما لنموّ البلدان الإسلامية وتضامنها كما أنّ له علاقة بالشباب والجامعات و يقضي علي التوجه نحو التطرّف والإرهاب بخلق اجواء الامل و البناء و العمل  فهو يحظي بأهمية  سياسية و اجتماعية واستراتيجية .

ان تبادل الأفكار بين رؤساء البلدان الإسلامية في هذا الموضوع وفي الوقت الراهن يحظي بأهمية خاصة لسببين: الأول بسبب التطور العظيم الذي حصل في عصر التواصل و الاتصالات حيث وفر امكانية تناول المعطيات العلمية والتعان التقني دون حدود. إلي جانب ظهور علماء ومبدعين من البلدان الآسيوية والأفريقية الذين خصصوا حصة لانفسهم في نموّهم المتزايد في تسجيل الاختراعات و البحوث العلمية. السبب الثاني أن إرشاد وإدارة «الثورة الصناعية الرابعة» - التي تمثل ثورة في التقنية والتغييرات الأساسية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي وعلاقات الإنسان في البنى الاجتماعية الجديدة – تحتاج إلي ثقافة متمكنة من جذب المقومات المتغيرة للتقنية و بيئتها وأن تكون كالحضارة الإسلامية التي استفادت من العلوم و التقنية في الحضارات الإنسانية الأخرى و اوجدت التعاون و التقارب بين مختلف الشرائح البشرية .

الإسلام في أوانه السابق، كان يعيش عصر الإزدهار العلمي والثقافي والحضاري،فلا يمكن اليوم يمضي نحو الإبداع والإبتكار والنمو إلي جانب العقلانية‌ والأخلاق و يوجد عالماً خالٍ من العنف والتطرف؟

السيدات و السادة

أنا فخور بأني امثل شعباً كان في عصرَي الحضارة، ما قبل الإسلام وبعده رائداً في مجال العلم والثقافة في التاريخ البشري. كانت إيران في العصر" الإخميني والساساني "حاضنة للعلم والثقافة وقاعدة لنشر العلم والأدب والإدارة في العالم. الروح الإيرانية وفرت مجالا سياسيا واجتماعيا قائما علي الأخلاق والحقوق الإنسانية فمهدت بذلك استقطاب اهل العلم والتجارة والعمارة من كل العالم ووفرت الأرضية لإبداع المظاهر النيرة للحضارة الإنسانية المتمثلة في برسبوليس وخزائن العلوم والفنون في مكتبات آسيا.

بمطلع شمس الإسلام، بدأ المجتمع الإيراني قفزة جديدة بتلبية الرسالة السماوية المتضمنة للحرية والعدالة وفي هذه الفترة البهية، كان الإيرانيون إلي جانب الشعوب المسلمة الأخري لم ينهلوا من معارف الوحي فحسب، بل قاموا بالتدبر والتعقل تاسيا بالتعاليم الدينية واكتسبوا تجارب الأمم الأخري.

منذ بداية تكوين الحضارة الإسلامية أقبل المسلمون علي تعلم المعارف المختلفة من كل أنحاء العالم متأثرين بالتعاليم القرآنية و النبوية الشريف و العامل الذي أدي بهم إلي تطورات مادية في هذه الفترة ما كان الا روح التساهل والتسامح المنبثقة عن المعارف الدينية الصريحة التي حلت مكان روح العصبية السابقة.

إحدي جوانب هذا التسامح في العالم الإسلامي يتمثل في توفير الحريةُ لذوي الديانات الأخري في المجتمع الإسلامي حيث وفر لهم هذا التسامح و سعة الصدر فرصة لم يمانع من المناظرات الدينية والعقدية بل مهد الطريق لمشاركة اتباع الديانات الأخري للتعاون في تنمية الحضارة الانسانية وتوسيعها و ترجمة علوم الحضارات الأخري ونقلها إلي اللغة العربية التي كانت لغة العلم آنذاك. و أصبحت الحضاره الإسلامية وارثا و مهندسا لثقافة الغرب والشرق القديمة. إنها لم تتبع الثقافات السابقة بل كانت مكملة لها.

و بهذا المنهج و بهذه الروح توصلت الحضارة الإسلامية إلي ذلك الإزدهار والحيوية حيث إخذ قصب السبق في مجالات العلوم المختلفة كالطب، والصيدلة، والنجوم، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والجغرافيا، والفلسفة والكلام، والعرفان، والأدب والفن في ذلك الوقت بحيث كان الغرب مديناً لهذه الحضارة في جزء من هذه العلوم اثناء القرون الوسطي حتي القرن السادس عشر الميلادي.

لكن الحقيقة المرة أن عصر الإزدهار والتطور هذا لم يدم طويلا وقد توقف المجتمع الإسلامي في القرون الأخيرة عن الحراك والإنتاج وتخلف عن سباق العلم والتقنية في تعاطيه مع الثقافة الغربية. إن جمود وتدهور الحضارة الإسلامية بدأ عندما حل التعصب القومي و الوطني في قلوب ابناءه وعندئذٍ اندثرت الوحدة والتسامح اللذان كان يتمتع بهما. إنّ تقسيم العلم إلي مذموم و محمود في بداية القرن السادس الهجري كان سبباً لانحسار الحضارة الإسلامية وقد عزز الغزو المغولي هذا الأفول. إن ضعف المسلمين وتباطؤهم في القرون الأخيرة، لم يصرفهم عن التطور فحسب، بل جعلهم يعجزون عن حفظ ما كانوا يمتلكونه. في الواقع هناك عاملان سببا تباطؤ هذه التنمية والتطور الحديث للحضارة الإسلامية وربما أوقفاها. أحدهما تزامن الإزدهار العلمي والتقني في الغرب مع الإجراءات السياسية والثقافية السلطوية لدي الحكام الغربيين و الثاني ضعف الحكام في البلدان الإسلامية وإنبهار بعض النخب المسلمين.

اليوم الأمة الإسلامية و لمرة أخري تواجه مرحلة جديدة من قفزات الحضارة الإنسانية وعلي عتبة تطورات عظيمة للاقتصاد المعرفي وهي أمام خيار تاريخي. الخيار بين «الاتجاه الفاعل والأصيل الداعي للمشاركة» والذي يقوم بالتعامل البناء والاستزادة من تجارب الآخرين وانجازاتهم مع احتفاظه بمقوماته الثقافية الأصيلة، أو «الاتجاه المنفعل» الذي يؤدي إلي الإنعزال في حالة‌ التزمت والتطرف، و إلي الانبهار في حالة التساهل والتفريط.

ينبغي أن يحلَّ محلَّ خشية التنمية المتزايدة للعلم والتقنية والهروب منها، زيادة قوة الخيار وتكييف المجتمعات الإسلامية. من ضروريات تنمية العلوم والفنون الحديثة الهامة لنا هي تمهيد الظروف الآمنة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لجذب هذه العلوم واستيعابها وأن لا نكتفي بالعلوم والتقنيات، بل علينا البحث عن الاستراتيجيات وطرق الوصول إليها.

سيادة الرئيس، سيداتي سادتي

نحن البلدان الإسلامية، لأن نكون أصحاب علم وفن، علينا ان نقوم بتفعيل هذا الهدف لمجتمعاتنا في الداخل وأن نخطط بخطوات جديدة في هذا المجال في مجموعة البلدان الإسلامية.

ان كلا منا في بلداننا قد فكر - من منطلق القلق و الشفقة- في التساؤل الناتج عن علاقة العلم بالتطور الاقتصادي والاجتماعي، والآن ونحن عازمون علي معاضدة بعضنا بخلق اجواء التعاون، فإن الخطوة الأولي هي الإطلاع علي تجارب بعضنا والاستزادة من انجازات هذه العائلة الإسلامية العظمي. إن الجمهورية‌ الإسلامية الإيرانية في السنين العشرة الأخيرة شهدت انجازات هامة في مجال العلم والتقنية والإبداع. وفي السنوات الخمس الأخيرة ارتقي مركز ايران في إنتاج المقالات العلمية من المركز الـ 34 (الرابع والثلاثين)‌إلي المركز الـ 16 (السادس عشر). و تمكن البلاد من زيادة عدد قبول الطلبة المتحمسين للدراسات العليا في 1100 جامعة إيرانية حيث ارتقى عدد الدارسين من مليونين و 400 الف خريج، إلي 4 ملايين و 800 ألف خريج جامعي. وقد درجت إيران ضمن 5 بلدان ذات الأكثر خريجين في مجال الهندسة.

ازدادت مشاركه إيران بشكل لافت في تطوير التقنيات الجديد كالنانو و التقنية الحيوية والعلوم المعرفية والطاقات المتجددة، والطيران والفضاء ، و الإلكترونيات الدقيقة، والخلايا الجذعية. سياسة الحكومة الناشطة في دعم المؤسسات المعرفية أدت إلي تكوين ونمو آلاف شريكة في مجال التقنيات الحديثة و قفزت بثمن تصدير التقنية المتوسطة والفائقة في إيران من 1.5 مليار دولار، إلي 12.1 والذي كان له دوراً هاماً في ايجاب الميزان التجاري في البلاد. سياستنا هي أن نتحول من الاقتصاد القائم علي المصادر الطبيعية نحو الاقتصاد القائم علي الإنتاجية والابتكار بالرغم من حيازتنا لاعظم مصادر النفط والغاز في البلاد.

مع هذه القدرات جئنا لهذه القمة باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنمد ايدينا إلى البلدان الصديقة والشقيقة للسلام، وللتعايش، وللمزيد من التعاون .

جئنا لنقول اننا نستطيع ان نتابع و نخلق مجالات مشتركة لتعزيز قدراتنا و لتكوين القدرات المكملة في العالم الاسلامي و ذلك بالاعتماد علي الدبلوماسية العلمية و العلوم و التقنية.

سيادة الرئيس

إن دخول البلدان الإسلامية بقوة في مجال المنافسة ومشاركتها في ميدان المعارف والتقنيات الحديثة وأداء الدور البناء في تكوين مستقبل علاقات الثروة والقدرة في المجتمع الدولي، يحتاج إلي وضع السياسات اللازمة و ترتيب الأولويات علي المستوي القومي والدولي. إن الأولويات الإثناعشر التي ادرجت في وثيقة برنامج 2026 لهذه القمة، تبرز نقاط هامة. في هذا السياق إن لـ«المؤثر الإنساني و رأس المال الاجتماعي» دورٌ محوري لان الشعوب تمثل أهم رأس مال و رصيد لنا في هذا المجال. لابد أن تري الشعوب إن تمويلنا في المعرفة والتقنية قد أثمر و أدى إلي م استئصال الفقر وتحسين صحتها وزيادة رفاهياتها.

السيد الرئيس، رؤساء البلدان المحترمين، سيداتي ، سادتي

هذه القمة بإمكانها أن تكون منعطفا في تاريخ التعاون العلمي في العالم الإسلامي.

لنأتي بعيداً عن الخلافات التي يحيكها أعداء الاسلام والقوي الداعية للحروب الذين يرون مصالحهم في ابتعادنا عن بعضنا البعض تعالوا لنفتتح مجالات جديدة للتعاون العملي والتقني لتحديث بلداننا اكثر فأكثر. وأن نطوّر المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي قدر المستطاع.

و ختاما و باسم الشعب الإيراني العظيم، أعلن عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الشامل مع جميع البلدان والشعوب الإسلامية علي جميع الأصعدة في مجال العلوم والتقنية، ولكن للأسف يواجه العالم الإسلامي اليوم العديد من التحديات.

جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، جرائم المتطرفين في ميانمار ضد مسلمي الروهينغا، المآسي الإنسانية التي تتسبب بها الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق، استمرار العمليات العسكرية ضد الشعب اليمني، وهذا يجب الحاجة الى التعاضد والاتحاد بين أبناء الامة الإسلامية، أشد من أي وقت مضى.

لنكن علي يقين أن كل خطوة نحو التضامن والتآلف لاشك ستكون مرفقة بعون الله سبحانه وتعالي الذي بشرنا «إن تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

/110
https://taghribnews.com/vdcc11qim2bq4x8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز