تاريخ النشر2010 27 September ساعة 11:02
رقم : 26864

اعتذار البابا شنودة لا يلبي طموح المسلمين

البابا شنودة لم يقدم اعتذارا صريحا على حديث بيشوي فكان من المفترض أن يصدر بيانا رسميا يستنكر ويدين فيه كلام بيشوي.
البابا شنودة خلال الحديث التلفزيوني
البابا شنودة خلال الحديث التلفزيوني
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا)
على الرغم من أن بعض وسائل الاعلام اعتبرت حديث البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة المصرية مع التلفزيون المصري بمثابة اعتذار للمسلمين عن كلام الأنبا بيشوي الذي أكد أن بعض آيات القرآن الكريم لم تنزل على نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي مقطع آخر من كلامه اعتبر أن المسلمين المصريين ضيوف على هذا البلد وأن السكان الأصليين لهذا البلد هم الأقباط، الا أن هناك من يعتقد أن البابا شنودة لم يقدم اعتذارا صريحا على حديث بيشوي فكان من المفترض أن يصدر بيانا رسميا يستنكر ويدين فيه كلام بيشوي، غير أنه اكتفى بالقول في المقابلة التلفزيونية "أنا آسف جدا أن يحدث جرح لشعور أخواننا المسلمين، ومستعدون لترضيتهم بأي طريقة، لكن كون أن نشعر أنهم مستاءون من شىء فهذا أمر يؤسفنا" كما أنه برر عدم اصداره بيانا بهذا الخصوص بالقول: "إننا لم نعلم أن الأمور سوف تتطور بهذا الوضع الخطير، ولم نتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر". 

ومن الواضح أن يأسف البابا لجرح مشاعر المسلمين بشكل عام يختلف مما لو أعرب عن أسفه لجرح مشاعر المسلمين لما قاله بيشوي، ولو دققنا حديثه للتلفزيون لوصلنا الى قناعة بأن البابا كان يبرر كلام بيشوي فحتى عندما قال: لو كنت أعلم بما سيقوله الأنبا بيشوي لرفضته، وبما أن بيشوي قاله فالأحرى بالبابا شنودة أن يرفضه، والغريب أن البابا أشاد بشخصية بيشوي خلال الحوار التلفزيوني عندما قال: "إن العبارات التى تؤخذ بحساسية وبفهم متعب تثير الأجواء .. وهل العبارة قيلت أم لا، وفي أى مجال قيلت، وما المقصود .. إلى آخره .. اعتبارا في نفس الوقت أن الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ذكي جدا والمفروض أن يراعى رد الفعل لأي كلمة يقولها". 

لقد كان حوار البابا شنودة تبرير لما قاله بيشوي ففي العبارة السابقة يشكك ما اذا كان صدر عن بيشوي مثل ذلك الكلام وهل كان يريد تعميم كلامه أنه كان خاص لأناس محددين وقال في هذا الصدد ايضا:"إنهم كان لديهم الظن بأن المؤتمر المنعقد للكهنة فقط، فكأن ناس يفحصوا بعض أمور داخل البيت وليس للخارج، لكن بعض الصحفيين حضروا وأخذوا بعض التصريحات وبدأوا فى النشر" كما أن شنودة تهجم على وسائل الاعلام التي نشرت الموضوع بدلا من أن يتهجم على بيشوي فقال: "إن الصحافة أعطيت حرية البعض يتجاوزها وإن المفروض أن تكون رسالة الصحافة من أجل خير البلد، فالاصرار على عرض مشاكل تحدث توتر داخل البلد ليس من واجب الصحافة لانه المفروض على الصحفى قبل أن يكتب المقال يفكر في ردود الفعل جراء هذا المقال وهل من الصالح ما يكتب أم من غير الصالح؟.. حتى لو كان له حوار مع شخص والشخص تحدث بكلمة والصحفى وجد أنها غير صالحة فمن الأصول أن يحذفها". 

تداعيات قضية بيشوي تثير الشكوك حول ما اذا كان لهذه القضية علاقة بالهجمة الشرسة التي يشنها الصليبيون ضد المسلمين في الآونة الأخيرة خاصة وأن الشكوك التي أثارها بيشوي حول القرآن الكريم تزامنت مع مشروع الاساءة للقرآن الكريم الذي تبناه القس جونز ونفذه قساوسة ومتطرفون صليبيون في عدة بلدان، من هنا فان من حق المسلمين أن يبدون حساسية تجاه أي تصريح أو موقف أو خطوة يشم منها رائحة المؤامرة والاعتداء خاصة في الظروف الحالية، وعلى الطرف الآخر أن يكون حذرا في تصرفاته وتصريحاته واذا صدر أي خطأ منه فعليه أن يمتلك الشجاعة في الاعتراف الصريح بالخطأ. 

صالح القزويني

https://taghribnews.com/vdchk6ni.23n--dt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز