تاريخ النشر2010 9 July ساعة 00:34
رقم : 20499

كتاب «المدخل إلى دراسة الفلسفة الإسلامية»،

أن كتاب «المدخل إلى دراسة الفلسفة الإسلامية»، الذي ألفه المستشرق الفرنسي ليون جوتييه وترجمه إلى العربية الدكتور محمد يوسف موسى عام ١٩٤٥، تضمن العديد من الرؤى المؤدلجة والمغالطات التاريخية – وخاصة ما يتعلق بمسألة الفروق الكائنة بين العقلية السامية والعقلية الآرية .
محمد ابو النصر الفارابي
محمد ابو النصر الفارابي
وكالة أنباء التقریب

أن كتاب «المدخل إلى دراسة الفلسفة الإسلامية»، الذي ألفه المستشرق الفرنسي ليون جوتييه وترجمه إلى العربية الدكتور محمد يوسف موسى عام ١٩٤٥، تضمن العديد من الرؤى المؤدلجة والمغالطات التاريخية – وخاصة ما يتعلق بمسألة الفروق الكائنة بين العقلية السامية والعقلية الآرية .

فإنه أكد في المقابل فكرة رئيسية مفادها: أن الفلسفة الإغريقية – وهي الأساس للفلسفة الإسلامية بحسب قوله - تعد أسمى ما وصلت إليه العقلية الآرية في التفكير، وأن الإسلام هو خير ما خلّفت العقلية السامية من تراث وأنضج ثمراتها، وأن بين هاتين العقليتين تعارضا حادا حينا، وغير حاد حينا آخر، في جميع مظاهر الحياة من أدناها إلى أعلاها، ومن أجل ذلك كله كان العمل على التوفيق بين هذين الطرفين المتعارضين (الدين والفلسفة) أنضج ثمار تفكير فلاسفة الإسلام!
والواقع أن قضية «التوفيق بين الدين والفلسفة» شغلت مساحة مهمة من اهتمامات وكتابات رواد النهضة بصورة عامة، والدكتور محمد يوسف موسى بصفة خاصة، حيث توزعت على أغلب أعماله الفلسفية، فضلا عن أن اهتمامه بها يعود إلى مرحلة مبكرة نسبيا من حياته. ففي عمل من أول أعماله المطبوعة (كتابه عن «ابن رشد الفيلسوف .
أما في الإسلام؛ فإن الذي يَفهم الإسلام وروحه وتعاليمه، التي تدعو للأخذ بالوسط في كل الأمور، وتوجب الإصلاح بين المتخاصمين والتوفيق بين المتنافرين؛ والذي درس تاريخ الإسلام ـ خاصة ما يتعلق بجوانبه العملية– فإنه يصل إلى قناعة تامة بأن روح التوفيق هذه كانت طابعا للمسلمين في كل الفروع النظرية تقريبا، وأنه كلما وجدت مذاهب مختلفة أو متعارضة، وجدت مذاهب متوسطة تحاول التوفيق بينها وتصل بين ما تباعد منها، وأن التاريخ قديمه وحديثه شاهد على صحة ذلك. ففي علم الكلام – مثلا ـ نجد مذهب الأشعري وسطا بين مذهب السلف القائم على التسليم بما جاء به القرآن والحديث من غير تعرض لتأويله تأويلا عقليا، ومذهب المعتزلة الذي يقوم على التأويل. وفي الفلسفة نصادف محاولة الفارابي للتوفيق بين أفلاطون وأرسطو، كما نلاحظ أن من مميزات المشائين العرب نزعة التوفيق بين كثير من المذاهب الفلسفية السابقة بصفة عامة.
الشرق الاوسط
https://taghribnews.com/vdcf1jd0.w6dx1aikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز