تاريخ النشر2014 23 May ساعة 10:35
رقم : 159440

مكارم الاخلاق في مدرسة الامام الكاظم عليه السلام

تنا
نحن نعيش احزان ذكرى رحيل الامام الكاظم عليه السلام وشهادته ،لنستلهم من صاحب الذكرى الدروس الاخلاقية والتربوية العظيمة كي تكون منهجا لنا في حياتنا اليومية .
مكارم الاخلاق في مدرسة الامام الكاظم عليه السلام
ما احوجنا الى اهل البيت  النبوة عليهم السلام ،ومدرستهم التربوية والاخلاقية لكي نعيد النظر في قيمنا واخلاقنا ،ونعرض انفسنا كل يوم على هذه المدرسة العظيمة وتعاليمها التي هي تعاليم السماء الخالدة الرحبة التي تريد للانسان الخير والكمال الدنيوي والاخروي ،فليس الانتماء الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام انتماء تقليديا ووراثيا وعاطفيا ،بل الانتماء الى مدرسة اهل البيت النبوة عليهم السلام هو انتماء علمي وعملي .

 الامام ومحاسبة النفس : 
يقول الامام عليه السلام ،ولا شك ان محاسبة النفس في كل يوم يعطي للانسان الاستعداد الدائم للاخرة ، وكذلك التوبة من الذنب ،وكذلك الاطلاع على عيوب النفس كي يصلحها ، وكذلك الازدياد من الصالحات ،والابتعاد عن المنكرات ولو تدريجيا . 
تامل ما ورد عن الامام الكاظم عليه السلام : (( عن أبي الحسن الماضي ( صلوات الله عليه ) قال : ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه )) .

 العفو عند الامام عليه السلام :
العفو من سمات الصالحين اذا قدروا على الفعل ، وهو من سمو النفس البشرية ، وهذا دليل على قلوبهم الطاهرة وعدم حمل الحقد في جنباتها . ولانها كذلك اصبحت محل لفيض الله ورحمته وبركاته .. وكما قال الشاعر يصف اهل البيت عليهم السلام 
ملكنا فكان العفو منا سجية **** فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما **** غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا **** وكل إناء بالذي فيه ينضح
و هذه القصة التي يبين فيها الامام كيفية التعامل مع بعض الناس ويعطي درسا عمليا في العفو عن الاخرين ....؟
واليك القصة : ((كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام ، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً ( عليه السلام ) .

فقال بعض أصحاب الإمام : دعنا نؤدّبه .
فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء .
وسأل الإمام عن شغل الرجل ، فقالوا : إنّ له مزرعة خارج المدينة .فقصده الإمام واخترق المزرعة . فصاح الرجل : لا تطأ زرعنا . واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه ، فسلّم عليه وجلس عنده ، وراح يضاحكه ، ثم قال له : كم تضرّرتَ في زرعك ؟
قال الرجل : مائة دينار . فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه ؟
فقال الرجل : أنا لا أعلم الغيب ! فقال الإمام موضحاً : إنّما قلتُ لك كم ترجو .
فقال الرجل : مائتا دينار . فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار .
فأخذها الرجل شاكراً .
وفي اليوم التالي ، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد ، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
وتعجب أصحاب الإمام ، فأخبرهم الإمام بما فعل ، وأوصاهم بمداراة الناس ، ومعاملتهم بالحسنى .) 
 
ثالثا : الامام عليه السلام بكلمة واحد يغير انسان من الانحراف الاخلاقي الى طريق الهدى والحق والاخلاق ..... وذلك انه عرف ان هذا الانسان سوف يفيده ذلك لاستعداد وقابليته وان كان يعيش الانحراف ...

واليك الحكاية ( كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ماجناً ينبعث من أحد البيوت . وفي الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها ، ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟ .فقالت متعجّبة : بل حرّ . فقال الإمام : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده . عادت الفتاة وسألها صاحب البيت – واسمه بشر – عن سبب تأخّرها ، فقالت : مرّ رجلٌ وسألني : صاحب البيت حرّ أم عبد . فقال بشر : وبماذا أجبتيه ؟
قالت الفتاة : قلت له : حرّ ، فقال لي : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده .

أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان . ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي،واشتهر بين الناس بزهده وعبادته ) .

عظم الله اجورنا واجوركم بشهادة ورحيل الامام الكاظم عليه السلام ،اسأل الله تعالى ان يوفقنا الى السير على خطى هذا الامام العظيم وان يبعدنا عن الظالمين وان لا نكون عونا لهم ولو بشطر كلمة كائن من كان .. 
https://taghribnews.com/vdcc0oqsx2bqp08.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز