تاريخ النشر2013 26 January ساعة 16:10
رقم : 121782

الوحدة سبيل النجاة

لقد بات واضحاً للجميع أن أهم وأخطر شعار للمستكبرين هي المقولة المعرفة "فرق تسد"، وبالرغم من أننا نعي وندرك هذا المفهوم ولكننا في بعض الأحيان للأسف نساعد الأعداء على تحقيق مآربهم.
الوحدة سبيل النجاة

زاهدان (تنا) - أكد إمام وخطيب المسجد المكي في زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان فضيلة المولوي "عبد الحميد إسماعيل زهي" أن وحدة الإمة الإسلامية في الظروف والأوضاع الراهنة أمر ضروري لا ينبغي المناقشة فيه فمن البديهي أن المستفيد الوحيد من فرقة الأمة وتشرذمها هم الأعداء الذين يسعون لتحقيق أهدافهم المشؤومة عبر إشاعة الفتن والخلاف بين أبناء أمتنا الإسلامية.

وأضاف فضيلته خلال خطبة صلاة الجمعة أمس: إن الهدف الذي يسعى وراءه أعداء الإسلام هو القضاء على كيان الأمة الإسلامية وحضارتها بأقل تكلفة ممكنة وذلك عن طريق بث الفتنة وافتعال الصراعات بين المسلمين بدلاً من الدخول في حرب مباشرة ضد المسلمين.

ولفت فضيلة المولوي إسماعيل زهي إلى أن الإستكبار العالمي يحاول جاهداً ان يوقع بين أبناء هذه الأمة العداوة والبغضاء عبر التحريض وإثارة النعرات والصراعات القومية والمذهبية وهو يركز بشكل خاص على المناطق الحدودية للبلاد ولكن يجب أن نعلم جميعاً أن الأمم والشعوب المثقفة لا يمكن أن تقع ضحية مثل هذه المؤامرات الشيطانية الخبيثة وستتصدى لها بكل قوة وعزم.

وشدد إسماعيل زهي على ضرورة عقد معاهدات وتحالفات بين الدول الإسلامية على غرار ما هو متعارف في العالم الشرقي والغربي مثل الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو و... موضحاً أن تحقيق ذلك يتوقف على إرادة وعزيمة وفعل، لا بمجرد التمنيات والشعارات.

وختم خطيب المسجد المكي بالتأكيد على أن المواطنين السنة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ينادون دائماً إلى الوحدة والأخوة والتآلف ونبذ كل أشكال الفرقة والإختلاف، مضيفاً أن إصطفاف الشيعة والسنة إلى جانب بعضهم البعض هو مظهر العزة والإقتدار والمجد لنظامنا الإسلامي وعلينا جميعاً أن نسعى جاهدين لتعزيز اللحمة والتكاتف ونقدم صورة ناصعة ونموذجاً مثالياً للعالم كله.

من جهة أخرى ألقى فضيلة الدكتور الشيخ محمد مهدي التسخيري مستشار الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، كلمة أمام حشود المصلين المشاركين في صلاة الجمعة، أكد فيها على أهمية تعزيز الوحدة والأخوة بين أبناء الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن المجتمع الذي بُعث فيه النبي الأعظم (ص) كان مجتمعاً يسوده التناحر والفرقة والإصطفافات القبلية الجاهلية ولم يكن باستطاعة كائن من كان أن يقرب بين تلك التوجهات المتضاربة ويؤلف بين القلوب المتباعدة، إلى أن بعث الله جل وعلا محمداً (ص) رحمة للعالمين فاستطاع (ص) بما امتلكه من أخلاق سامية وسلوك رفيع أن يجمع الأمة تحت ظل لواء واحد ودين واحد.

وأضاف فضيلته أن مدرسة النبي الأعظم (ص) قدمت للبشرية أسمى منهج للتكامل الإنساني حيث تولى هذه المسؤولية العظيمة آل بيت الرسول (ع) وصحابته (رض) الذين تخرجوا من هذه المدرسة وشيدوا أركان الحضارة الإسلامية الكبرى.

وأوضح الدكتور التسخيري أن مدرسة الإسلام هي مدرسة الوحدة والتآخي والتآلف بين القلوب، فالهدف الأساس من البعثة النبوية الشريفة هو عبادة الله الواحد في ظل الوحدة وهو ما يعبر عنه المرحوم العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (بني الإسلام على كلمتين، كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة).

ولفت فضيلته إلى أن العالم الإسلامي يمتلك اليوم من الثروات والقدرات الإنسانية والطبيعية والأهمية الجغرافية الإستراتيجية ما يؤهله ليتبوأ موقعه الحضاري الرائد في المجتمع البشري ولكن المشكلة التي يعاني منها للأسف هو الإستكبار الداخلي وحب الذات وإستبداد الأنظمة الحاكمة في معظم بلدان العالم الإسلامي طوال القرون المنصرمة مما مهد الطريق أمام قوى الهيمنة والإستكبار العالمي لبسط نفوذها في أرض الإسلام والتحكم بثرواتها ومقدراتها.

وتابع قائلاً: لقد بات واضحاً للجميع أن أهم وأخطر شعار للمستكبرين هي المقولة المعرفة "فرق تسد"، وبالرغم من أننا نعي وندرك هذا المفهوم ولكننا في بعض الأحيان للأسف نساعد الأعداء على تحقيق مآربهم، مضيفاً: إننا نتحدث عن الأخوة والمودة والتراحم وندعو للوحدة والتلاحم ولكننا وللأسف لا نلتزم بهذه الدعوات والنداءات على الصعيد العملي.

ومضى فضيلته قائلاً: يجب علينا أن نصل إلى مستوى تتطابق فيه الأقوال والأفعال فالشعارات والكلمات الرنانة لا تكفي وحدها لقيام وحدة إسلامية حقيقية.

وأضاف: علينا أن نعلم من هو العدو وأين يكمن الخطر.. علينا أن نعي حقيقة أن الخطر الأكبر الذي يواجه الأمة هي الفرقة والتناحر والتقاتل بين الأخوة على مرآى ومسمع من العالم في وقت تتفرج فيه قوى الإستكبار الغربي على ما نصنع بأنفسنا وكيف نتصارع مع بعضنا البعض وبالطبع لا تدخر جهداً في صب الزيت على النار.

وشدد مستشار الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب على أن مسؤولية تعزيز حركة الوحدة تقع بالدرجة الأولى على عاتق علماء الإسلام والمفكرين ومسؤولي الدول الإسلامية كما أنها مسؤولية كل أبناء الأمة فرداً فرداً إن كنا نبتغي رضا الله ورضا رسوله (ص) ونلتزم بقيم الإسلام وتعاليم القرآن الذي يرشدنا إلى سبيل النجاة بقوله سبحانه (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).

لمشاهدة التقرير المصور، انقر هنا

https://taghribnews.com/vdcaa6n6u49nu01.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز