تاريخ النشر2012 4 October ساعة 16:09
رقم : 111135
آية الله الشيخ محمد علي التسخيري

"الارادة الانسانية الحرة.. تبقى حرة رغم كل الظروف"

خاص تنا - مكتب بيروت
أساس الانسان وكل ما يتعلق في حياته ومستقبله هي الفطرة التي بني عليها التاريخ وبها يبنى المستقبل.
"الارادة الانسانية الحرة.. تبقى حرة رغم كل الظروف"
أكد المستشار الأعلى للامام الخامنئي آية الله الشيخ محمد علي التسخيري عن دور الفطرة في صناعة التاريخ الاستيطاني والشمول الحضاري فيه، لافتاً إلى "أن القرآن الكريم أكد أنّ المسيرة الإنسانّية واحدة، وهدفها كذلك، وسننها كذلك، وبالتالي فإن كل مرحلة هي خطوة على طريق الهدف الكبير، وان الفطرة الإنسانية يؤكد عليها القرآن الكريم بشدة، وهي
في الواقع سر هذه الوحدة في كل هذه المراحل".
 

وأضاف  آية الله التسخيري، في كلمته في "مؤتمر دور القرآن في نهضة الامة الاسلامية ووحدتها"، "أن الفطرة هي مرحلة البشرية الأولى"، مشيراً الى انها "كانت هي الحقيقة لهذه الوحدة ولربما كانت سمة المرحلة الأولى، المرحلة الفطرية البسيطة والتي تقود الإنسان، ولكن بعد ذلك تطلب الأمر أن ترسل للانسان الشرائع واحدة بعد أخرى، وكلها تمتلك سننا واحدة، ثم بعد هذا التقيد أتت مرحلة الشرائع، ويبدو من خلال القرآن أن الأنبياء جاؤوا ليعطوا البشرية هديا أوسع مع هذه الفئة البسيطة".


الى ذلك، بيّن سماحته أنه "وأتى الأنبياء كي يفتحوا أفاقا كبرى على عبادة الله، وتربي الإنسان وحتى الفطرة كي تقوى وتظهر على مستوى السلوك الإنساني"، موضحاً "ان الفطرة الإنسانية هي التي تشخص للانسان إنسانيته، وهي تشمل على القدرة التفعيلية، والميول الداخلية وعلى الارادة الإنسانية الحرة". 

كما أضاف الشيخ التسخيري ان "هذه الميول هي التي تعطي للانسان قدرة التجريد والتجديد، والارتفاع فوق الواقع المادي القائم كي يغيره الى مستويات أسمى"، مبيناً انها "تتحقق اذا امتلك الإنسان الإدراكات الفعلية والادراكات العملية". 

في السياق عينه،
أكد المستشار الأعلى للامام القائد انه "بهذه الادراكات تخلص الإنسان من سجن نفسه كي يغير الواقع، ويمكنه بها توجيه سلوكه، وفيها شكر المنعم، ومعرفة المجهول، وهناك الارادة الانسانية الحرة التي تبقى حرة رغم كل الظروف"، معرباً عن اعتقاده أن "نظرية الفطرة الإنسانية بحسب الإيمان بها انها تفتح لنا المعيار القيمي، وهي توفر لنا العنصر المساعد في تحقيق التشريع الإلهي". لافتاً الى قول الامام علي بن ابي طالب (ع): "العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الجوارح". 

في غضون ذلك، أكد سماحته أن الآفاق وقيمتها والمعرفة وقيمتها
تبقى مغلقة وأن بعض المفاهيم لا وجود لها ان لم نؤمن بالفطرة وان لم يكن لدينا مكنون معرفي بهذا المعنى، مؤكداً أن الفطرة توفر للانسان الهداية التكوينية.

وشدّد آية الله التسخيري أن الانسجام صنع التاريخ و"أن التاريخ كله مصنوع بالهداية التكوينية والهداية التشريعية، وهذا ما يتحدث عنه القرآن". 

الى ذلك، أكد سماحته أن الانبياء هم المغيرون، وهم عندما ما يغيرون يستفيدون من الامكانات الفطرية، كذلك بنيت حضارتنا، مشيراً الى ان الفطرة أساس الانسان. 
 
https://taghribnews.com/vdcbf8b8srhb88p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز