تاريخ النشر2012 29 September ساعة 20:22
رقم : 110661
في الذكرى الثانية عشرة للإنتفاضة الثانية

"الخريف العربي" يسرق وهجَ الإنتفاضة

"خاص تنا" - مكتب بيروت
أين العالم العربي والإسلامي اليوم من الإنتفاضة الثانية،حيث كان سلاح الآلاف حينها الأحذية والحجارة في وجه غزارة الأسلحة الصهيونية ورهبة الميركافا؟ وأيُّ ربيعٍ هو ذاك الذي يزهو ويستثني الأقصى،دون أن تنتشي فلسطين بعبق ثورة حقيقية بكل ما لكلمة ثورة من معنى؟!
ترجل الفارس بعد أن سجل للتاريخ صورة طفل تحدى بعظامه ولحمه الطري دبابةَ صهيونية
ترجل الفارس بعد أن سجل للتاريخ صورة طفل تحدى بعظامه ولحمه الطري دبابةَ صهيونية
-تحطيم مقولة الجيش الذي لايقهر في معركة مخيم جنين الذي قتل فيها ٥٨ جندي إسرائيلي وجرح ١٤٢
- إنعدام الامن في الشارع الإسرائيلي بسبب العمليات الإستشهادية و ضرب السياحة في الكيان المحتلّ
- إغتيال وزير السياحة الإسرائيلي (زئيفي)
-خسائر بشرية من الصهاينة بسبب إجتياحات المدن الفلسطينية والاشتباكات مع رجال المقاومة
- مقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الأسرائيلي (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين 
-ضرب إقتصاد المستوطنات الإسرائيلية


في ذلك اليوم،بتاريخ الثامن والعشرين من شهرأيلول (سبتمبر) من العام ٢٠٠٠،كان سلاح الآلاف
الوحيد هو الحجارة،والأحذية،وقلوبهم المليئة بنيران الغضب،وكانت حناجرهم تصدح بالرفض القاطع للغطرسة الصهيونية والإستبداد اللا إنساني.. 

ما إن وطأت قدما رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون أرض المسجد الأقصى المقدسة، حتى إنطلقت الشرارة الأولى للإنتفاضة الفلسطينية الثانية. 


هي شرارةٌ أولى كانت كفيلة بردع شارون من دخول الأقصى،إذ تدافع جموع المصلين يومها لمنعه بأحذيتهم والحجارة فيما ردت شرطة الإحتلال بإطلاق الرصاص الحي مما أسفر عن إستشهاد أكثر من أربعين مدنياً من الفلسطينيين، لتشتعل بذلك أول بوادر الإندفاع الذي رسمت خارطة الإنتفاضة الثانية. 

اليوم،في الذكرى الثانية عشر للإنتفاضة الثانية،نقف على أطلالها،نستذكر الحميّة والإندفاع الفلسطيني الذي نشب وخلف إنتفاضةً تميزت مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد
وتير الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. 

زفّت تلك الشرارة الشاعلة، ٤٤١٢ شهيداً فلسطينياً و٤٨٣٢٢ جريح،في حين أن الكيان الإسرائيلي تلقى ضربات قاسية بسببها كان أبرزها ٣٣٤ قتيل ومن المستوطنين ٧٣٥ قتيل ليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين ١٠٦٩ قتيل و ٤٥٠٠ جريح،إضافة إلى عطب ٥٠ دبابةٍ من نوع ميركافا، ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة إجتياحات إسرائيلية منها عملية الدرع الواقي وأمطار الصيف والرصاص المصبوب. 


كان سلاح الفلسطينيين الحجارة التي تقابلها نيران الدبابات والآليات والأسلحة الغزيرة المصبوبة على الأجساد العارية. 

شيئاً فشيئاً،بدأت شرارة الإنتفاضة تهدأ رويداً رويداً بعد عسكرتها وإجتياح شارون بجيشه لكل المدن الفلسطينية معتقلاً الكثير من القيادات الفلسطينية ومسقطاً بقوة السلاح السلطة الوطنية الفلسطينية. 

بعد إثني عشر عاماً،نستذكر تلك الغنتفاضة،ونستعرض الأحداث الآنية الجارية،ننظر كيف سرق "الخريف العربي" وهج الإنتفاضة،ووهج القضية الأساس،نوأسف كيف مرت ذكرى الإنتفاضة
مرور الكرام على الكثير من الأذهان التي قررت أن تنسى،بغض النظر عن الإعتبارات والدوافع والسياسات التي تعمل لمحو ذكراها من القلوب والتاريخ. 

عليه،خسّر الربيع العربي المفبرك والذي إستغلته القوى الدولية،العالم العربي والإسلامي القضية الفلسطينية،فالأحداث في سوريا لم تًخلق عبثاً بل كان لها هدفٌ هو حرف النظر عن ممارسات الإحتلال الصهيوني الفظيعة في فلسطين. 


النتيجة،حالة إحباط على صعيد الشارع الفلسطيني، المهروِل خلف لقمة العيش الصعبة المنال،إلى جانب إنتهاكات صهيونية يتكرر مشهدها يومياً على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ناهيك عن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي ما تزال تداعياته واضجة المعالم لدى الكبار والصغار. 

أمام هذا الواقع الفلسطيني،والعربي والإسلامي المرير تجاه القضية الأساس التي طالما وصى بها الإمام الخميني (قدس)،نقف وقفة سائلٍ معاتب،أين نحن اليوم من "الإنتفاضة"،كيف وصلت بفلسطين الأمور إلى هذا الحد من التناسي والتجاهل المقصود؟!وكيف خطف الحكام العرب بجهلهم وجشعهم،حلم كل طفلٍ فلسطيني بالعودة يوماً ما..!

ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdcep78zzjh8zpi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز