تاريخ النشر2012 18 August ساعة 01:09
رقم : 106203
الأمين العام لحزب الله:

"الحرب على لبنان مكلفة جداً جداً, نستطيع أن نغير وجه إسرائيل"

تنا - بيروت
"الحرب على لبنان مكلفة جداً جداً, نستطيع أن نغير وجه إسرائيل"
في ظل الاوضاع الراهنة، وكل المستجدات على الساحة الدولية الاقليمية والعربية. وايضاً الساحة الداخلية اللبنانية. خطاب موعودٌ، في يوم عالمي أطلقه الامام الخميني(قدس) ليجمع المسلمين على القضية الاساس ومن أجل تحريرها. في يوم القدس العالمي، تناول الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، واقع القضية المركزية للامة الاسلامية "القدس"، اضافة الى الاوضاع في المنطقة ككل.
خطاب دعا فيه الامين العام لحزب الله الامة الى ان تعي ما يخطط لها، موجهاً للعدو تحذيراً من أي خطوة ينوي أن يقترف بها حماقة. 

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "اننا حزب الله نود ان نؤكد للعدو والصديق ان مسألة القدس وفلسطين هي مسألة فوق كل الحساسيات والخلافات وايماننا بها لا يمكن ان يتزعزع"، مشدداً على انه اننا اليوم لا يمكن ان نتصور مستقبل القدس بمعزل عن مستقبل ما يسمى"اسرائيل" ولا يمكن ان نتحدث عن قدس تعود للامة وشعب فلسطين في ظل "اسرائيل" قوية بل لا يمكن الحديث عن مستقبل القدس في ظل "اسرائيل" موجودة. 

العالم والدول ووضعها في يوم القدس العالمي
واشار السيد نصر الله في كلمته بمناسبة احياء يوم القدس العالمي، الى ان القدس نقطة اجماع "اسرائيلي" والخلافات تنتهي عندما تصل الى القدس، كما يجب ان يكون حال العرب، فكل الخلافات يجب ان تنتهي عندما نصل الى موضوع القدس، مضيفاً ان "هناك اجماع اسرائيلي ان القدس عاصمة
ابدية لذلك موضوع تهويدها "ماشي" على قدم وساق وباجماع اسرائيلي والعرب والمسلمون غارقون في صراعاتهم والقدس تتهود وتضيع في كل يوم". 

الى ذلك، لفت سماحته الى انه"عند التطورات العربية برز قلق "اسرائيلي" كبير ومن اهم التطورات التي اقلقت العدو سقوط حسني مبارك وتعرفون مصر ما تعني لاسرائيل، وانسحاب الولايات من العراق في اطار هزيمة حقيقية"، موضحاً ان هذه التحولات في المنطقة التي بدا فيها ان انظمة ما يسمى "الاعتدال العربي تتهاوى الواحدة تلو الأخرى.. تونس مصر اليمن ليبيا وما يجري في البحرين".
 
مضيفاً انه"بدا من خلال التحولات في المنطقة ان محورا اقليميا كبيرا قد يتشكل لصالح فلسطين وشعب فلسطين ويلتقي على مسالة فلسطين وغزة والقدس وشعب فلسطين لذلك تحدث الاسرائيليون في مؤتمراتهم ان التهديد الاستراتيجي النسبة المئوية له عالية جدا والفرص المتاحة محدودة جدا مما ولد قلقا اسرائيلياً". 

في السياق، اشار الأمين العام لحزب الله الى انه "بعد التطورات السورية اختلف المشهد وتركيا الداعم لقضية فلسطين اصبحت علاقتها مع سورية سيئة وكذلك اهتزت علاقتها مع الدول الجارة لها وبدأ يستفاد من التحولات في بعض الدول العربية باتجاه الصراع في سورية"، لافتاً الى انه وبعد التطورات في سورية يحصل استفادة من الموقف الايراني لخلق عداوة بين الدول العربية وايران واليوم "اسرائيل" تتحدث عن آمال. 

الجمهورية الاسلامية: مشكلة "اسرائيل" ان ايران تقف الى جانب شعوب المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة وتمد حركات المقاومة بالمال والسلاح
من جهة ثانية، لفت السيد نصر الله الى ان الحديث "الاسرائيلي" عن ضرب ايران يتصاعد بحجة وجود البرنامج النووي الايراني وأن
الوقت يضيق، و"اسرائيل" تعرف انها تكذب على العالم في موضوع البرنامج النووي ومشكلة "اسرائيل" في مكان اخر، مضيفاً "مشكلتها ان ايران دولة اسلامية قوية ولديها مزيد من الافق للتقدم على كل صعيد وان ايران هذه رغم كل ما عانته من مؤامرات العالم ملتزمة عقائديا ودينيا بمسألة فلسطين والقدس وشعب فلسطين وان التزامها فوق المساومات والحسابات السياسية". 

واضاف الامين العام لحزب الله ان مشكلة "اسرائيل" ان ايران تقف الى جانب شعوب المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة وتمد حركات المقاومة بالمال والسلاح وهي تعرف تبعات ان تعطي سلاحا لاحد ليقاتل "اسرائيل"، مؤكداً ان ايران تشكل بالنسبة لـ"اسرائيل" العدو الاول، متسائلاً: "وعندما تصبح ايران العدو الاول لاسرائيل ألا يجب ان يعني ذلك شيئا للشعوب العربية والاسلامية؟ في يوم القدس نقول اذا كنا نعتقد ان اسرائيل باطل مطلق وايران النقيض المطلق لإسرائيل، ألا يعني ذلك ان ايران تشكل حقا مطلقا ويجب الوقوف الى جانبها؟".
 
كما لفت سماحته الى ان هناك اليوم جدلاً في اسرائيل حول ضرب ايران بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والموضوع لا علاقة له بالقيم وبالاعراف والقوانين الدولية بل بالكلفة والجدوى للعمل العسكري والقصة ربح وخسارة لذلك كانوا لا يتورعون عن شن الحروب على العربق لان الكلفة اقل بكثير من الجدوى، مشيراً الى انه "لو كانت ايران ضعيفة، لو كانت يدها قاصرة، لو كانت مقتدرة لكن جبانة، لما كان يحصل نقاش داخل "اسرائيل" ولقصفت المنشآت النووية".

وساءل سماحته "لماذا لم يتم قصفها؟ لان اسرائيل قوية
وشجاعة، لأننا نعلم علم اليقين وانا اعلم علم اليقين ان الجمهورية الاسلامية سيكون ردها صاعقا وعظيما جدا بل ستقدم لها الفرصة التي كانت تحلم بها من ٣٢ عاما.. انا لا اقطع ان "اسرائيل" لن تضرب ايران بل اجزم ان "اسرائيل" قلقة جدا وخائفة جدا من ضرب ايران"، مضيفاً "هنا العبرة، ليكون اي بلد وشعب عربي بمنأى عن التهديد الاسرائيلي والعدوان الاسرائيلي يجب ان يكون قويا، وغير ذلك شِعر وانشاء عربي وفيلم سينما".

الى ذلك، قال السيد نصرالله: "اليوم الدول العربية تستطيع ان تشتري سلاحا من روسيا والغرب كما تشاء، والغرب وإسرائيل يمنعان صفقة سلاح بين إيران وروسيا. في يوم القدس نعلن أن إسرائيل هي باطل مطلق، وإيران تقف إلى جانب فلسطين، ألا يجب أن نعتبرها حقا مطلقا؟ ألا يجب أن نعلم أن كل المخططات ضد ايران وكل من يكتب ضدها يخدمون مخططا اسرائيليا، شعروا او لم يشعروا بذلك، لأنها تعتبر ايران عدوا أول لإسرائيل؟ " 

نستطيع ان نحول حياة ملايين الصهاينة في كل فلسطين الى جحيم
على صعيد آخر، أوضح السيد نصر الله "اننا في لبنان شهدنا في الاسابيع الاخيرة تصعيدا كبيرا باللهجة الاسرائيلية تجاه لبنان الى حد الحديث عن تدميره كله"، مضيفاً "لا ننكر ان اسرائيل تملك قوة تدميرية هائلة، لا ننكر ان العقل الاسرائيلي ارهابي ووحشي وعقل مجازر، وقد دمر في السابق ولا شيء جديدا لكن هناك جديد ليس في "اسرائيل"، هناك جديد في لبنان: انك تستطيع ان تقصف وتعمل ما تشاء لكن لست وحدك في الميدان.. لا اقول نستطيع ان ندمر "اسرائيل" بل استطيع ان اقول نستطيع ان نحول حياة ملايين الصهاينة في كل فلسطين الى جحيم ، نستطيع ان نغير وجه اسرائيل، والحرب مع لبنان مكلفة جدا جدا جدا جدا ... حتى ينقطع النفس".

وبيّن سماحته ان هناك بعض الاهداف في فلسطين المحتلة يمكن استهدافها بعدد
قليل من الصواريخ الدقيقة وهذه الصواريخ موجودة لدينا وضرب هذه الاهداف بصواريخ قليلة سيحول حياة مئات الآلاف من الصهاينة الى حجيم حقيقي، موضحاً "في اي مرحلة من مراحل العدوان اذا اضطررنا الى استخدام هذا النوع من الاهداف من اجل حماية شعبنا وبلدنا لن نتردد، عليهم ان يعرفوا ان كلفة العدوان باهظة جدا جدا جدا ولا تقاس بكلفة حرب ٢٠٠٦". 

كما اشار السيد نصرالله الى اننا نملك من الشجاعة والقدرة للدفاع عن بلدنا وعندما يعتدى على بلدنا لن ننتظر إذنا من احد.
اذا اي اسرائيلي قرأ هذا البيان يفهم انه اذا انهيت القضية الفلسطينية والقدس في ظل هذه الظروف فإنه لا يوجد عالم إسلامي كي يدافع عنها.

من جهة أخرى، عبّر السيد نصر الله عن الخوف على فلسطين وعلى قطاع غزة وعلى ضوء ما يجري في المنطقة وسورية، لافتاً الى انه بعض العرب يحاول القضاء على سورية كي لا تكون فلسطين قوية ونحن عندما ننظر الى المسالة في سورية ننظر اليها بالعين الفلسطينية.

وأكد الامين العام لحزب الله انه كان يجب ان تدعى سورية الى القمة الاسلامية لتناقش كل شيء لو كان هناك ذرّة من المسؤولية التاريخية. متوجهاً الى الفلسطينيين قائلاً: "اقول الرهان على النظام الرسمي العربي والاسلامي على ضوء ما حصل في القمة الاسلامية الاستثنائية هو رهان خاسر". 

واشار سماحته الى ان البيان الختامي للقمة الاسلامية الاستثنائية تحدث بشكل مقتضب عن فلسطين واليوم اذا اي اسرائيلي قرأ هذا البيان يفهم انه اذا انهيت القضية الفلسطينية والقدس في ظل هذه الظروف فإنه لا يوجد عالم إسلامي كي يدافع عنها.

من جهة اخرى، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أنه "في أكثر من بلد عربي مثلاً البحرين تعاني من تخلي العالم العربي عنها، ولم يكن لها من ذكر في القمة الاستثنائية لم يحبطها الموقف بل خرجت لتحيي يوم القدس"، مضيفاً أن "العراق ورغم التفجيرات يخرج العراقيون، اليوم، ليقولوا
إن القدس هي قضيتنا المركزية ورسالة اليوم للعدو الاسرائيلي لا تتفرجوا إلى ما يجري في العالم العربي من انقسامات وفيما يتعلق بالقدس ايا تكن الانقسامات هي لن تغيير شيئاً".

الاعلام والمخطوفين: القضية تحولت الى مهزلة سياسية اعلامية
وعن المخطوفين اللبنانيين، رأى السيد نصر الله ان هناك عاملان اخذا الامور الى ردود الافعال في الساعات الماضية: الاختطاف الجديد للسيد حسان المقداد والاخبار عن مقتل المختطفين الاحد عشر، مضيفاً "عندما حصل الخطف من اليوم الاول يوم تصرفنا بمسؤولية تواصلنا مع الرئيس بري ودعونا الناس للخروج من الشارع، خلال ساعات قيل ان المخطوفين نتيجة وساطة الرئيس سعد الحريري تم اطلاق سراحهم وتبين ان هذا الامر لم يكن صحيحا، ومن تلك اللحظة اخذنا قرارا ان لا نتكلم ووضعنا الموضوع عند الدولة، وسبب الصمت حتى لا تستغل اي كلمة او موقف ضد مصلحة الموقوفين".

كما رأى سماحته ان قضية المخطوفين اللبنانيين تحولت الى قضية انسانية والى مهزلة سياسية واعلامية، مشيراً الى انه "بهذا الاداء السياسي والاعلامي في لبنان نعم هناك ساحة تخرج عن السيطرة وما حصل خلال اليومين الماضيين هو خارج السيطرة من حزب الله وحركة أمل، وأداء بعض الاعلام في لبنان كان مفجعا بهذا الموضوع من دون مراعاة احاسيس اهالي وعائلات المخطوفين وتم الاعتماد على السبق الصحفي".

في سياق متصل، أكد الامين العام لحزب الله أننا على مقربة من ذكرى إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه وهذه القضية هذا العام امام اختبار لكشف ملابساتها ومعرفة مصير الامام المغيب، آملاً " من المسؤولين اللبنانيين والليبيين المتابعة لأن الوقت لا يصب بمصلحة هذه القضية".

https://taghribnews.com/vdcbg0b8frhbg5p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز