تاريخ النشر2012 2 February ساعة 18:08
رقم : 81804
بين "هرتسيليا" و "الدستور الإيراني"

النقّاش : نشيد بخطاب السيد الخامنئي الذي حدد فيه العدو من الصديق

خاص (تنا) - مكتب بيروت
عن محاولة الإستفادة من هذه المشاركة في خدمة الترويج لمبدأ عدم التعارض بين ما يسمى الربيع العربي، والسلام مع كيان العدو ، وصف نقاش هذا الطرح بـ "الخطير جداً لأنه يتطابق مع الإستراتيجية الأمريكية التي تحاول أن تستفيد من الحراك العربي من أجل تطويعه
النقّاش : نشيد بخطاب السيد الخامنئي الذي حدد فيه العدو من الصديق

أوضح المحلل السياسي ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقّاش أن أهمية مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر تتجلى في أنه "يأتي على اللامعلوم و اللامضمون و بالتالي الإحتمالات و التحديات كلها مطروحة على العدو " . 

وفي حديث خاص إلى وكالة أنباء التقریب "تنا" (مكتب بيروت) أشار الخبير الاستراتيجي إلى أن " ما يميّز مؤتمر هرتسيليا الصهيوني هذا العام " أنه يأتي بعد الحراك العربي الكبير و الذي يعتبر تغيير في البيئة الإستراتيجية المحيطة بالكيان الصهيوني و يأتي بناءً لتغيرات في المنطقة لم تحسم بعد و بالتالي تقييم مستقبلها قابل لكافة الإحتمالات بالنسبة لمستقبل العدو " . 

و تابع النقاش أنه لدى العدو يقين "أن قوى المقاومة إن كان في الداخل الفلسطيني أو في لبنان تزداد قوة يوماً بعد يوم كذلك إيران و أن المشروع الأمريكي في العراق قد فشل فشلاً ذريعاً و سيستعيد هذا البلد عافيته في المستقبل و

سيصبح أيضاً في معسكر المقاومة وفي المحيط الذي عمل العدو جهده لتدميره و نقله للمقلب الآخر فكل هذه البيئة الإستراتيجية السيئة تضع عليه تحديات كبرى ". 

من جهة أخرى ، وضع المحلل السياسي المشاركة العربية في هذا المؤتمر في إطار "التطبيع الأمني " وقال في هذا السياق : " من مصائب الدهر أن يذهب العرب لكي يناقشوا مع صهاينة الأمن الصهيوني ، مشيراً إلى أن حضورهم ليس بالحضور الشكلي بل هو مساهمة حتى لو كان من منطلق النقد وأخذ مواقف في المؤتمر" .
وشدد منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية على أن " العدو يعرف كيف يستفيد من المشاركة في التحليل و تبادل الآراء من خلال وضعها في خانة التقييمات لوضع دراسة إستراتيجية لأمنه " لافتاً إلى أن "مشاركة عربية من هذا النوع ما هي إلا نوع من التطبيع على المستوى الأمني القومي والإقليمي و هنا خطورة الموضوع ". 

وعن محاولة الإستفادة من هذه المشاركة في خدمة الترويج لمبدأ عدم التعارض بين ما يسمى الربيع العربي، والسلام مع كيان العدو ، وصف نقاش هذا الطرح بـ "الخطير جداً لأنه يتطابق مع الإستراتيجية
الأمريكية التي تحاول أن تستفيد من الحراك العربي من أجل تطويعه و جرّه بإتجاه السلام مع إسرائيل و ذلك من خلال خطوتين، الأولى إفشاله في إحكام السيطرة على مفاهيم الأمن القومي و بالتالي إضاعة الأهداف لكي لا يعرف العدو من الحليف ، والثانية من خلال إفشاله في العملية الإقتصادية والإدارة المحلية لكي يستجدي الديون و المساعدات" مبيّناً أن "الأمريكي يعتقد أنه بهذه الطريقة ومع هذين الفشلين اللذين يسعى إليهما يستطيع أن يأخذ العربي إلى سلام مع إسرائيل بعد الرضوخ والإستسلام " . 

كما أوضح النقاش أن هذا المؤتمر "يفتح ملف خاص لإيران و ملفات خاصة بالحراك السوري و يفتح ملف التحدي الكبير مع المقاومة التي ينظر إليها بشكل كلي و جزئي أي عنده مهمتين ". متابعاً أنه " بالمنفرد يتحدث عن إيران و عن ما يستطيع أن يفعله في الداخل الإيراني ومن خلال التدخل الخارجي أو أي عمل عسكري . و بالنسبة لسوريا ، لديه صعوبة كبيرة في تقييم الموقف لأنه يتحرك أمام إحتمالات كلها ضبابية فلا يستطيع أن يتأكد منها . و بالنسبة للمقاومة يعرف أنها تحدي أساسي يزداد قوة يوماً بعد يوم و
بالتالي هذه التحديات تحتاج منه إلى تقييم لأن الحراك ديناميكياً و ليس ثابتاً " . 

وإذ أكد المحلل السياسي أن "أسوأ سيناريو ممكن أن يتخيله العدو هو أن تخرج سوريا قوية من هذه المعركة و يكتمل المحور الإيراني العراقي السوري والمقاومة في لبنان و فلسطين عندها تكون مصيبته كبرى " مشيراً إلى أنه "في حين أنه بتوقعات أخرى يستطيع أن يغري نفسه في وضع أكثر ملاءمة " وأردف أن "الأيام و الأشهر القادمة ستثبت أي من التحليلن هو الأصوب ".

و عن تزامن المؤتمر الصهيوني الذي حمل عنوان " عين العاصفة: إسرائيل والشرق الأوسط" مع مؤتمر"الدستور الايراني بين العصرنة والتأصيل الديني"، في مناسبة الذكرى ال٣٣ لانتصار الثورة الاسلامية في إيران إستبعد النقّاش أن يكون ثمة رابط بين تزامن المؤتمرين مرحباً بإنعقاد مؤتمر الدستور الإيراني في لبنان و في هذا التوقيت "لأنه في ظل وجود الحراك العربي هناك حديث قوي جداً في كل قطر تغيّر فيه النظام عن مسألة الدستور و القانون" مذكّراً بأن " إيران هي دولة إقليمية لديها تجربة لأكثر من ثلاثين عاماً
ولكنها مجهولة من الخارج ". 

وإذ اشار الخبير الإستراتيجي إلى أن "هناك شعارات تتحدث عن ولاية الفقيه ولا تفقه ما معنى هذه الولاية و تتحدث عن الجمهورية الإسلامية و لا تعرف نظام هذه الجمهورية " عزا هذا الجهل إلى " تقصير الأجهزة الإيرانية و الإعلام الإيراني لعدم توضيحه و تصويبه هذه المفاهيم " مثمناً هذا "الجهد الذي جاء بوقته " ولفت النقّاش إلى أنه "لعل الذين يريدون أن يكتبوا دساتير أو يعرفوا معنى الجمهورية الإسلامية يستفيدوا من هذه التجربة ".
و عن تضمن مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر قضية "صعود الإسلام السياسي" ، بيّن المحلل السياسي أن لدى الغرب "خشية من إسلام سياسي يكون معادياً للغرب لكن عنده في نفس الوقت رهان على إسلام سياسي يمكن أن يروضه و يطبع معه وعنده إسلام سياسي يسعى إلى إفشاله في حال لم يستطع ترويضه ". 

فلذلك يتابع النقّش "علينا مراقبة حركة الغرب بدقة لأنه يتحرك ضمن هذه الدوائر الثلاث ، التطبيع و المواجهة و الإفشال لنرى إلى أين تتوجه الأمور . ويجب أن نعترف أن الإسلام السياسي ليس كله على مستوى التحدي كما هو مطلوب و أنه
متعدد الألوان و المشارب و بقدر ما يحمل بذور أمل ضمنه يحمل أيضاً بذور الفرقة و الصراع" . مشيراً إلى وجود "علاقة جدلية عجيبة ما بين النجاح و الفشل من ضمن نفس التيارات و هنا التحدي في تقريب وجهات النظر و التحدي في توضيح الصور الحقيقية و ترتيب الأعداء " . 

من أجل ذلك ختم منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية حديثه إلى (تنا) " أرى أن خطاب السيد الخامنئي و المؤتمرات التي حصلت في طهران لتحديد من هم الأعداء و من هم الأصدقاء و التحذي من الفتنة و الصراعات الإسلامية – الإسلامية جاء في وقته و محلّه لأن هذا هو لبّ الموضوع ".

يذكر أن مؤتمر "هرتسيليا" هو أحد أهم المؤتمرات الأمنية الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، والذي يسعى إلى مساعدة كيان العدو في تحديد المخاطر الأمنية التي تحيط به وكيفية مواجهتها، وقد إختتم أعماله اليوم في فلسطين المحتلة و عقد في الفترة الممتدة بين ٣٠ كانون الثاني/ يناير و٢ شباط/ فبراير، وشكلت "مواجهة تحدي محور المقاومة مع تزايد قوتها، والممانعة في ظل صمودها"هاجسه الأول .

إعداد : بتول زين الدين

https://taghribnews.com/vdcc04q4.2bqsx8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز