تاريخ النشر2011 10 August ساعة 18:05
رقم : 59338
الشيخ زهير جعيد

عادات وتقاليد شهر رمضان المبارك

تنا بيروت
"هم يريدوننا ان نبقى مسلمين لكن مسلمين بلا روح بلا معنى بلا تقاليد ، لأن التقاليد التي نلتزم بها في شرعنا الحنيف هي التي تجعلنا متقدمين ، وهي التي تدعونا الى نشر العلم والتعلم "
عادات وتقاليد شهر رمضان المبارك
يعرض  رئيس جبهة "العمل المقاوم" الشيخ زهير جعيد في حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب - مكتب بيروت لمختلف عادات وتقاليد شهر رمضان المبارك التي يتميز بها هذا الشهر من تفرع للعبادات  واجتماع لشمل العائلة وصلة الرحم  ومساعدة الفقير   . كما يذكر العادات السيئة التي قد دخلت الى مفاهيم المسلمين والتي أراد عبرها المستعمر إفراغ الدين الإسلامي من مضمونه وأخذه الى منحى آخر يعبر عنه بالرذائل و نشر الثقافة المغايرة لعادات وتقاليد الإسلام . وهذا نص الحديث:



بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام واشد التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" .
هو أمر الله تعالى بصيام هذا الشهر الكريم ، هذا الشهر هو شهر الرحمات وتتنزل فيه البركات على الامة وعلى كل الناس ، هو شهر الله الاعظم شهر المحبة والتوادد ، شهر الفقير والعادات الطيبة .
عادات وتقاليد شهر رمضان في بلادنا العربية والاسلامية قد تختلف من بلد الى بلد ولكنها تجتمع جميعاً على الخير والمحبة . هذه المفاهيم الرمضانية عندما ننظر اليها في كل بلد نجدها جميلة جدا وتقاليد تصل الانسان بمفهوم اصل العبادة بهذا الشهر . وان كان قد دخل بعض المسائل والمفاهيم الخاطئة في ايامنا هذه ولكن حين ننظر الى المفاهيم الرمضانية عند الناس البسطاء وعند عامة الناس نجدها جميلة وخيرة .
حين يتفرق الغرب وتتفسخ الروابط الاسرية والعائلية والاجتماعية فلم يعد الاب يلتقي مع ابنه او ابنته الا في فترات معينة . بينما نجد لدينا كمسلمين شهر رمضان هو يجمع العائلة فتلتقي كل يوم على مائدة الافطار وكذلك السحور . هذا مفهوم اجتماعي يخص صلة الرحم والترابط الاسري في خضم صراع الحياة نجد انه قلما تجتمع العائلة على الغذاء او العشاء مثلاً . ولكن في شهر رمضان نجد ان كل الاسر تلتقي مع بعضها البعض بشكل دائم ناهيك عن الدعوات المشتركة كما يخفى علينا خاصة في القرى والبلدات حين تسكب الجارة لجارتها من طبيخها، وخاصة ننظر الى العائلات الفقيرة من هنا من هذا المفهوم نستقي قول رسول الله (ص) " والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع" .
اذا شهر رمضان كما هو صلة رحم هو كذلك تواصل مع الفقراء حين تجتمع الجمعيات على تقديم الافطارات من اجل تأمين الدعم للوقوف الى جانب الفقراء والمساكين هذا معنى جميل ايضاً في شهر رمضان.
كذلك إذا تحدثنا عن الفرحة ، فالنبي (ص) يقول :"للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" . نحن نجد ان هذه الفرحة في عيون الصغار والكبار وجميع الناس حين يلتقي الاطفال على مائدة الافطار وخاصة في الايام الاول من رمضان كيف يفرح هذا الصغير بالافطار بعد مضي يوم طويل وشاق .
عدة معاني للشهر الكريم لا نجدها في الاشهر الاخرى وان كان من اهم المفاهيم هو العبادة لان شهر رمضان هو شهر العبادة وفيه انزل الله تعالى القرآن وفيه افضل الليالي ليلة القدر التي هي خير من الف شهر والتي تتنزل فيها الملائكة من رحمات من عند رب العالمين . للأسف هي عادة جيدة في شهر رمضان لكنها اصبحت عادة سيئة في غيره وكأن المسلمين لا يقرأون القرآن ولا يختمونه الا في شهر رمضان مع ان المطلوب ان نختم القرآن ونبقى في صلة مع الله تعالى في باقي الشهور والايام . ولكن هناك عرف اصبح تقليدا عندنا الناس يجب عليهم ان يختموا القرآن ولو مرة في شهر رمضان ، طبعاً هذا معنى جميل للصلة مع كتاب الله تعالى لانه اصبح مهجورا في بيوتنا وتعلو عليه طبقات من الغبار ولا يمسه الناس الا لنفض الغبار والتهى الناس في حياتهم وفي تلفازهم .
حين نتحدث عن التقاليد الخيرة لا بد ان نرى في هذا العصر تغير الكثير من هذه المفاهيم والتقاليد منها على سبيل المثال اصبح رمضان هو شهر المسلسلات فنجد ان الصائمين يجلسون على التلفاز شبه ليل نهار من شدة كثرة المحطات الفضائية وكثرة الاعلانات لهذه الاعمال فأصبح الانسان يتلهى بالمفهوم الشرعي والحقيقي لشهر رمضان فيتجه الى ناحية سيئة والتي هي مخالفة لشرع الله تعالى ولمفهوم ديننا ولمفهوم الصوم . للاسف اصبح لاغلب الناس تقليد جديد انه لا بد من مشاهدة التلفاز ومشاهدة كل المسلسلات ، فنجد ان الناس وبدل ان يتذاكروا فيما بينهم لكتاب الله تعالى اصبحوا يتحدثون عن ماذا فعل فلان وغيره في المسلسل . طبعاً ناهيك ان مفهوم الفن اصبح هابطاً ويفتقد الى الاخلاقية والى الكرامة والمعاني الجميلة ، اصبحت الاباحية الطاغية على مفهوم البرامج فلو كانت البرامج التلفازية تغذي المفهوم التعبدي والاخلاقي فلا مانع منها ، لكن للأسف اصبحت تغذي كل المفاهيم الخاطئة بل هي أداة تساعد المستعمر على تغيير المفاهيم الانسانية الصحيحة وتغيير المعاني الشرعية للمسلمين فأصبحت المسلسلات اداة لنشر الرذيلة وفي نشر الاباحية وفي نشر قلة الاخلاق والادب وفي نشر التفكك الاسري ومساعدة على ابعاد الناس عن الدين والطاعات والعبادات . وهذا الفساد لا بد من مواجهته لاعادة المفاهيم الحقة لمعنى رمضان .
كذلك بعض المناطق التي بدأت فيها ما يسمى بالخيم الرمضانية التي تبدأ من بعد الافطار وتمتد الى السحور والتي فيها كل المعاصي التي ترتكب في شهر رمضان .
اما من ناحية اخرى، فقد اصبح لدى الناس تقليدا بأن رمضان هو شهر الطعام مع انه شهر صوم لكي نشعر بجوعنا وعطشنا يوم القيامة كما قول النبي (ص) ، واليوم اصبح لا يصح الجلوس الى مائدة الطعام ان لم يكن فيها اصناف متنوعة كثيرة من الطعام والحلوى والمشروبات الى حد يصبح رمضان شهر التخمة وليس شهر الجوع .
اليوم اصبح لدينا مفاهيم جديدة من الاسراف والتباهي بمن يقدم مائدة اجود من الشخص الاخر وحتى في الدعوات لجمع التبرعات للفقراء لكن نجد موائد فاخرة تكلف الملايين والفارق ليس كبيرا لصالح الفقير .
كلها مفاهيم خاطئة لذا نجد ان الامة اليوم متفككة لا تشعر بجوع بعضها البعض ولا بألم بعضها البعض من هنا علينا جميعاً العودة الى المفهوم الشرعي لرمضان لزمن اجدادنا الجميل وعاداتنا الطيبة في التقاليد الموروثة في شهر رمضان . لكن اذا استمر هذا الحال وتركنا انفسنا الامارة بالسوء وللمستعمر ادخال مفاهيم طارئة علينا ومن غير ديننا فللأسف سيكون شهر رمضان بعيدا كل البعد عن صلته بالسماء وسيعود رمضان كما باقي الشهور لا يوجد فيه هذه السمة والخصوصية التي ارادها الله في هذا الشهر الكريم . نحن بحاجة الى ان نقوم بالدعوة لان رمضان هو شهر الدعاة ولنتوجه الى عوام الناس في صلاتنا وصيامنا وقرآننا واعمالنا الصادقة دون مراءاة وبلا اي تكلف ، ان نكون مسلمين ربانيين حقاً.
اذا التزمنا بكتاب الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ، واخرجنا  مفاهيمنا الخاطئة الى المفهوم الصحيح ولكن الامر بحاجة الى عزم وإرادة ، الى تعاون كل المخلصين فيما بينهم لأن الحرب على الاسلام كبيرة جداَ ، هم يردوننا ان نبقى مسلمين لكن مسلمين بلا روح بلا معنى بلا تقاليد ، لأن التقاليد التي نلتزم بها في شرعنا الحنيف هي التي تجعلنا متقدمين ، وهي التي تدعونا الى نشر العلم والتعلم . هم يريدون اخراجنا من المساجد من القرآن من الحجاب من الزكاة ، من الصوم ومن كل تعاليم ربنا . فقط بالرجوع الى كتاب الله وسنة الرسول (ص) وما جاء به اهل البيت (ع) نستطيع ان نكون ربانيين ، مسلمين ان نقول هذه هي مفاهيمنا وتقاليدنا في شهر رمضان لنقدمها لكل الناس.

https://taghribnews.com/vdcjotei.uqehtzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز