مفكر نيجيري: الوحدة والتقريب لايعني حصر المذاهب في مذهب واحد

وفي حديثه لوكالة انباء التقريب، أشار تاج الدين يوسف المحقق والاستاذ الجامعي في نيجيريا، الى المعارضة التي تُطرح حول وحدة المسلمين، وقال: ان معارضي الوحدة بين الشعوب المسلمة، ومن اجل ان يصوروا الوحدة الاسلامية مفهوما غير منطقي وغير عملي، يفسرونها على انها توحيد المذاهب بمذهب واحد، لكي يدفعونها الى الفشل في مرحلة التنفيذ.

ولفت تاج الدين يوسف الى معنى الوحدة من وجهة نظرا كبار الشخصيات الاسلامية، وقال: لا شك ان المعنى الذي يقصده كبار الشخصيات والزعماء الدينيين الاسلاميين المجددين من مفهوم الاتحاد الاسلامي، ليس حصر المذاهب بمذهب واحد او اتخاذ المشتركات بين المذاهب وترك نقاط التباين. بل ان هدف هؤلاء الافاضل يشتمل على وضع المسلمين في صف واحد امام العدو المشترك. هذا في حين ان نقاط الاشتراك هذه هي اكبر من نقاط الاختلاف. اي ان جميع المسلمين يؤمنون بإله واحد وقبلة واحدة ونبي واحد، وبالاحكام والصلاة والصوم والزكاة والحج.

وأضاف: في محاولة المسلمين للتقارب، سواء الشيعة والسنة وأي مؤمن بأي فرقة وعقيدة، يحق له ان يثبت توجهاته العقائدية.. فهذه القضية ليست محل اعتراض من قبل المؤمنين بالوحدة الاسلامية، بل انما ما يعترضون عليه هو ان يتعامل المسلمون في الدفاع عن آرائهم بتعصب ويحاولوا إلغاء وجود الطرف الآخر والاساءة إليه.

وصرح تاج الدين يوسف: ان وجود الاختلاف في الرأي هو امر طبيعي في الموضوعات العلمية، لأن لكل فرد رأي. وأن إثبات تلك العقيدة والاستدلال عليها لا يعني نفي ورفض عقائد الآخرين، لأنه من الاساس تساهم هكذا نقاشات علمية في التمهيد للنقاش والبحث المنطقي بشأن مختلف التوجهات الفكرية وتطويره وتعميقه. ولكن أن يصطف تياران اسلاميان يؤمنان بالاسس المشتركة، في مواجهة بعضهما بعضا، لكي يحاول احدهما القضاء على الآخر او الاساءة الى بعضهما بعضا، فهذا الامر خطأ ولابد من الحيلولة دون وقوعه.

/110