الاستاذ هاشم كوناتي رئيس قسم علوم القرآن في جامعة المصطفى بمدينة جرجان : دعاة التقريب بين المذاهب الاسلامية مطالبون بالعمل على نشر ثقافة التقريب و توعية عامة الناس بالفكر التقريبي .
شارک :
أفاد ذلك الاستاذ هاشم كوناتي في حواره مع مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، موضحاً : لا يخفى ان انشطة التقريب لا تقتصر على فئة أو طبقة معينة ، بل كل فئات المجتمع معنية بها ، و لهذا لابد من العمل على تعميم و ترسيخ هذا التوجه لدى كافة فئات و شرائح المجتمع . و يجب أن لا يغيب عن الاذهان أن الاسلام دين السلام و المحبة و التآخي ، و أنه يدعو كل الشعوب و المذاهب و القوميات للتعايش و التقارب و الانسجام .
و شدد امام الجمعة و الجماعة بجامعة المصطفى العالمية ، على اهمية الوحدة و دورها الفاعل و المؤثر في بلورة و ازدهار الحضارة الاسلامية ، مضيفاً : في ظل الظروف الراهنة حيث يواجه العالم الاسلامي مختلف الدسائس و المؤامرات ، تعتبر وحدة الكلمة ضرورة قصوى للتقريب بين المذاهب و الفرق و تعزيز تضامنها و تعاضدها . و في هذا الصدد يضطلع الدين و الثقافة المشتركة بدور هام و رئيسي في تحقيق هذا التقارب و الانسجام ، و أن بوسع المسلمين المساهمة بدور ريادي في تجسيد الاتحاد و وحدة الكلمة .
و لفت رجل الدين السني الى المسؤولية الملقاة على عاتق علماء الاسلام و المفكرين الاسلاميين ، و اهمية تجسيد التعاليم التقريبية للدين الاسلامي الحنيف و محاولة التقارب و التقريب بين كافة المجتمعات و المذاهب و الاديان و ارساء و ترسيخ القواسم الانسانية و الاسلامية المشتركة ، بعيداً عن الاختلافات الطائفية و المذهبية .
و استطرد بالقول : الحفاظ على الوحدة الاسلامية و صيانتها يعد واجباً عينياً على كل فرد مسلم ، علماً أن صيانة الهوية و الحفاظ على استقلال بلداننا و مصالحنا الوطنية ، يكمن في اتحادنا و وحدتنا .
و اضاف : أننا نحيا في عالم لا تكف وسائل اعلام العدو عن اشاعة الكراهية ضد الاسلام و التخويف من المسلمين ، بل و لا تألوا جهداً في تشويه تعاليم الاسلام و مفاهيمه و اظهارها بشكل معكوس تماماً .
و اشار استاذ علوم القرآن الى ان محاولات تشويه صورة الاسلام و اشاعة الكراهية ضده لا تقتصر على المجتمعات الغربية فحسب ، و إنما يحاول الاعداء تسميم اذهان المسلمين من اتباع المذاهب الاسلامية تجاه بعضهم البعض ، و بث المخاوف و الكراهية فيما بينهم .
و تابع هاشم كوناتي : من الواضح أن الاستكبار العالمي لا يطيق استقلال أياً من البلدان الاسلامية ، بل وحتى غير الاسلامية ، و لهذا يحاول بشتى الوسائل و السبل بث الخلافات و التفرقة بين هذه البلدان آملاً باضعافها و بالتالي الهيمنة على موارجها و ثرواتها .
و مضى يقول : أن دولاً امثال مصر و تونس و الجزائر و السودان و ليبيا ، و على الرغم من الصحوة الاسلامية التي عمت مجتمعاتها ، إلا انها لم تتمكن من تحقيق استقلالها الحقيقي لحد الآن .
و لفت رجل الدين من ابناء ساحل العاج ، الى اهمية اثراء الفقه المقارن و دوره في تحقيق الوحدة العملية بين الدول الاسلامية ، موضحاً : أن بحث و تدريس الفقه المقارن على نطاق واسع في مدارس العلوم الدينية ، بوسعه أن يساعد في توعية المجتمعات بالقواسم المشتركة بين المذاهب الاسلامية و تعزيز التقارب و التضامن فيما بينها .
و أردف قائلاً : لا يخفى أن الوحدة الفقهية لا تعني بأن نتخلى عن مذهبنا ، و إنما الاخذ بالاعتبار و التركيز على القواسم المشتركة ، التي هي كثيرة للغاية .
و خلص استاذ علوم القرآن بجامعة المصطفى العالمية للقول : الحفاظ على الوحدة في المجتمعات الاسلامية يعد واجباً عينياً ينبغي للمسلمين جميعاً ، بمختلف انتماءاتهم المذهبية و الطائفية ، العمل به و الحرص عليه .