تاريخ النشر2017 5 February ساعة 10:38
رقم : 259144
آية الله الاراكي في حوار مع ( ايكنا ) :

احياء هوية المجتمع الاسلامي في طليعة انجازات الثورة الاسلامية

تنا - خاص
يحتفل الشعب الايراني هذه الايام باعياد الذكرى السنوية الثامنة و الثلاثين لانتصار الثورة . و في محاولة للوقوف على مكاسب و انجازات الثورة الاسلامية المباركة ، التقى مراسل وكالة انباء القرآن الكريم الدولية (ايكنا) آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، عضو مجلس خبراء القيادة ، فكان هذا الحوار :
احياء هوية المجتمع الاسلامي في طليعة انجازات الثورة الاسلامية
يوضح آية الله الاراكي في معرض تعليقه على مكاسب و انجاز الثورة الاسلامية خلال العقود الاربعة الماضية : في نظرة فاحصة يمكن الاشارة الى اربعة انجازات هامة و استراتيجية بالنسبة للثورة الاسلامية ، يقف في طليعتها احياء هوية المجتمع الاسلامي . و لا يخفى أن كل مجتمع يطمح للتطور و التقدم لابد له من هوية يتعرف على معالمها و يعيها.  

و اضاف سماحته : من جملة العوامل التي ساعدت في تخلف المجتمعات الاسلامية ، بما فيها المجتمع الايراني خلال الحكم البهلوي ، فقدان الهوية و ضياعها التي تم سحقها تحت وابل من توجهات و ممارسات المؤسسات الفاشلة و المشبوهة ، و لهذا تحولت المجتمعات الاسلامية الى مجتمعات فاقدة للارادة ، و بناء على ذلك تمكن الاجانب من الاستيلاء على موارد و ثروات الامة الاسلامية و نهبها بكل سهولة و يسر . 

و لفت آية الله الاراكي : لم يتعرض اقتصاد بلادنا في تلك الفترة للنهب و السلب فحسب ، و إنما اضحى تحت هيمنة الاجانب ، و لم يعد بإمكاننا البرمجة و التخطيط لاقتصاد مستقل يخدم المصالح الوطنية للبلاد .

و تابع سماحته مشيراً الى أن ثقافتنا ايضاً كانت متأثرة بالتوجهات الغربية ، موضحاً : في تلك الفترة اذا ما اراد الشاب في الجامعة أن يصلي  يصبح عرضة  للتمسخر لأن ثقافة المجتمع كانت واقعة تحت تأثير الاجانب . و الانكى من ذلك كان موضع  استهزاء و تحقير نتيجة لنفوذ الغزو الثقافي الاجنبي .

و استطرد بالقول : اما على الصعيد السياسي فانه لم يكن هناك شيئ باسم الارادة السياسية الوطنية و المستقلة . كما ان المجال الاجتماعي كان يفتقر الى وجود هوية اجتماعية واحدة في المجتمع . اي إذا ما اردنا اعطاء تعريف للمجتمع الاسلامي ليس بوسعنا ذلك ، لأن كل جانب من المجتمع متجه الى صوب ما .

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : الثورة الاسلامية في ايران احيت هوية المجتمع الاسلامي ، حيث تجلت معالم هوية راسخة و معبرة . و مما يذكر ان المقاومة الاسلامية التي تبلورة بعد انتصار الثورة الاسلامية ، إنما هي وليدة بروز ارادة قوية و عزم راسخ في التصدي للهيمنة الاجنبية على مقدرات البلدان الاسلامية .

و في معرض اشارته الى انجاز هام آخر للثورة الاسلامية ، اعتبر آية الله الاراكي امتلاك ارادة سياسية مستقلة من جملة المكاسب الاستراتيجية التي حققتها الثورة الاسلامية ، موضحاً : أن جذور هذا الانجاز تمتد في محاولة اعادة النظر و احياء هوية الامة ، و قد ادى ذلك الى ان يقرر المجتمع مصيره بنفسه بكل حرية و باستقلالية تامة . فإذا ما امتلكة امة ما قرارها بيدها ، حتى اذا ما اخطأت فان بوسعها اصلاح هذا الخطأ بعد ذلك . و لكن اذا لم يكن بمقدور الامة اتخاذ قراراتها بنفسها ، و يهيمن الاجانب على مقدرات البلاد ، فأن مثل هذه الامة لم تتمكن من التحكم بثرواتها و تحقيق مصالحها أبداً .   
 
و تابع سماحته : أما الانجاز الثالث فقد تمحور حول المجال الاقتصادي ، حيث اضحى انتصار الثورة الاسلامية سبباً في خروج اقتصاد البلاد من هيمنة قرارات الاجنبي ، و الحد من نهب الاجانب لثروات البلد و موارده ، و بالتالي الاحتفاظ  بالموارد و الثروات لأبناء الشعب .

و استطرد آية الله الاراكي : فاذا ما قارنا بين الاقتصاد في عهد النظام البهلوي و في عهد الجمهورية الاسلامية ، يمكن القول بكل ثقة بان الحياة عادت الى الاقتصاد الايراني في ظل الجمهورية الاسلامية . و بطبيعة الحال هذا لا يعني اننا استطعنا تحقيق كل الاهداف الاقتصادية ، و لكن  و على عكس ما كان عليه الوضع في النظام السابق ، اصبح بمقدورنا البرمجة و التخطيط  لما نراه نحن و نؤمن به آخذين بالاعتبار تجارب الآخرين ،و اذا ما حصل خطأ  نعمل على تلافيه بكل جرأة . و يمكن القول بكل ثقة أن الثورة الاسلامية فتحت الباب امام التطور الاقتصادي المبتني على القدرات الداخلية والمحلية .

و مضى سماحته بالقول : أما الانجاز الاستراتيجي الرابع للثورة الاسلامية فقد تمحور حول الجانب الثقافي . إذ شهدت ثقافة المجتمع تحولاً باهراً ببركة الثورة الاسلامية ، و انتشر التوجه المعنوي في اوساط المجتمع الايراني بنحو يبعث على الفخر و الاعتزاز . في الوقت الذي كان النظام البهلوي يعمل على ترويج التوجهات المادية و ابعاد المجتمع لاسيما الشباب عن الجانب المعنوي .

و لفت آية الله الاراكي الى أنه يمكن مشاهدة  احد نماذج التحول الثقافي الذي طرأ على المجتمع ببركة الثورة الاسلامية ، من خلال الحادث المؤلم الذي شهده برج ( بلاسكو) ، مضيفاً : موضوع برج (بلاسكو)  أمر في غاية الاهمية ، حيث شارك في تشييع جثامين الشهداء الاعزاء ربما اكثر من مليون شخص . فماذا يعني ذلك ؟ يعني في الحقيقة ان ثمة علاقة وثيقة بين شهداء الحادث و ابناء المجتمع  ذات صلة مباشرة بهوية المجتمع .

و اوضح  سماحته : أن معظم الذين شاركوا في التشييع لم يكونوا من اقارب أو معارف الشهداء و زملائهم و اصدقائهم ! . فما الذي دفع كل هذه الجموع للخروج من منازلها في البرد القارص و المشاركة في تشييع هذه الجثامين الطاهرة ؟ . نستطيع أن نقول بكل ثقة ، أن مجتمعنا اليوم -  في ظل الثورة الاسلامية -  ينظر باحترام و تقدير الى القيم الاخلاقية نظير التضحية و الايثار و الشهادة و مجموعة القيم الالهية و الانسانية ، و ان هذا الامر يرتبط ارتباطاً مباشرة مع هوية المجتمع ، و اضحى من صلب ثقافة المجتمع ، و ما ذلك إلا ببركة الثورة الاسلامية .
 

 
 
 
 
 

 
https://taghribnews.com/vdceeo8wejh8nzi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز