تاريخ النشر2010 23 August ساعة 00:02
رقم : 24121

رمضان في النجف الاشرف

رمضان في النجف فله حكاية حيث كان علي في خلافته ٣٥ هـ - ٤٠ هـ يجوب كوفه يبحث عن المحتاج ويكرم السائل ويشبع الجائع . وها نحن أبناء علي نحمل سيرته وصفاته. ورمضان النجف إيمان وعدل وعقيدة ، فالكل يسبح باسمه تعالى ويستنير به وبنهج بلاغة علي وفتاوى علماءه وشيوخه .
رمضان في النجف الاشرف

وكالة أنباء التقریب (تنا ) 


الأستاذ هيثم رجب ، مدير ثانوية الخورنق في النجف ومشرف في مديرية تربية محافظة النجف الأشرف ، باحث في شؤون التراث الشعبي النجفي ، كاتب كتب عدة مسلسلات تلفزيونية عرضت على الشاشات الفضائية العراقية ، التقينا به في دمشق حيث يقوم بزيارة سياحية ، وطلبنا منه أن يحدثنا عن رمضان في النجف الأشرف فأفادمراسلنا (تنا ) بالحديث التالي:
النجف اسم من التاريخ ، وفي صفحاته الأولى ،كان ولم يزل يحمل عبقه فهو يعتصر الزمن ويتفجر منه علماً وهدايةً ودفئ، فالنجف مثوى آدم ومرسى سفينة نوح (ع) ،ومنه دعا نبي الله هود وصالح عليهما السلام إلى الإيمان بالخالق العظيم ، وهذه المدينة التي تقبع في عمق التاريخ كانت ضيعة كسرى أنو شروان وضيعة النعمان بن المنذر وهي ولاية علي (ع).
أما رمضان في النجف فله حكاية حيث كان علي في خلافته ٣٥ هـ - ٤٠ هـ يجوب الكوفة يبحث عن المحتاج ويكرم السائل ويشبع الجائع . وها نحن أبناء علي نحمل سيرته وصفاته.
ورمضان النجف إيمان وعدل وعقيدة ، فالكل يسبح باسمه تعالى ويستنير به وبنهج بلاغة علي وفتاوى علماءه وشيوخه .
فنحن في النجف نستيقظ قبل الأذان على أصوات طبول أهل الحارة يعزفون موسيقى روحية تنبه الناس للقيام بالمناسك والدعاء والسحور ثم صلاة الفجر بين ثنايا المرقد الشريف طلباً للعفو والمغفرة ، فنرى الناس أفواجاً أفواجاً تصلي وتدعو للرزق والعافية وعمل الخير ، وبعد ذلك نشمر عن ذراعنا ونتوكل على الله للعمل وكسب العيش وهكذا حتى يعلن (ابن عنوز) بصوته الجميل من منارة المرقد الشريف آذان المغرب للصلاة والإفطار حتى تبدأ مجالس رمضان.
فالمجالس مختلفة متنوعة ، وتقام في البيوتات النجفية منها مجالس قصصية تحكي بطولات علي (ع) في ساحات الوغى ومنها تحكي عن قضاء الإمام علي (ع) وعدله فيها الذي قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب (رض) (لولا علي لهلك عمر).
وهناك بيوتات أصبحت مجالسها مشهورة ومعروفة منها مجلس آل بحر العلوم ومجلس بيت محيي الدين ومجلس بيت مرزة ومجلس السيد حسن الحكيم وهناك مجالس للذكر والتعازي وهي في بيوت المراجع ، وكان الأساتذة والعلماء يلقون محاضراتهم وأشعارهم فيها.
كما يجتمع الشباب في المقاهي لأداء لعبة المحيبس المشهورة بين مجموعتين وأثنائها يؤدى المقام العراقي ثم أكل البقلاوة والزلابية، أما النساء فهن يلتقين في بعض البيوتات لسماع الملالي وهن يحكين حكايات أهال البيت (ع) وكيف يصومون رمضان وتوزع في هذه المجالس الفواكه والمعجنات ومنها (الكليجة).
وفي كل خميس يذهب أهل النجف إلى كربلاء لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام والفطور هناك أو أنهم يذهبون لزيارة مرقد مسلم بن عقيل في الكوفة وبيت الإمام علي (ع) ومرقد الصحابي الجليل ميثم التمار أو مرقد رشيد الهجري وكميل بن زياد .
كما يقوم الأثرياء وأصحاب المواكب الحسينية بعمل الفطور يومياً لمرضاة الله.
وفي ليلة جرح الامام علي (ع) يكون الفطور تمن (رز) ماش ولبن، وفي يوم ٢١ من رمضان حيث وفاة الامام علي (ع) تسير الناس بعد الفطور إلى بيت الإمام علي في الكوفة أصبحت اليوم تأتي له من كل محافظات العراق.
أما في العيد فيذهب أهالي النجف إلى الصحن الحيدري الشريف لصلاة العيد ثم يرجعون إلى بيوتهم ويتسوقون الخبز الحار والقيمر والجبن ليكون فطور العيد ، ثم تتزاور العوائل فيما بينها وتعطى العيدية للأطفال وما أحلاها حيث يذهب الأطفال إلى الأرجوحات ومدن الألعاب والبعض من العوائل يذهبون لزيارة قبور موتاهم وأما الآخرون فهم يذهبون في اليوم الثاني .
وقد تعود أهالي النجف إخراج فطرة العيد قبل يوم وعزلها وإعطاؤها إلى مستحقيها في يوم العيد.

ناصر الحكيمي\دمشق
https://taghribnews.com/vdcb88b5.rhba5pukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز