تاريخ النشر2010 9 August ساعة 15:01
رقم : 22864
خبير عسكري لوكالة انباء التقريب :

كل اسرائيل تحت مرمى صواريخ المقاومة

اسرائيل خسرت الحرب النفسية مع المقاومة وهي تستحضر لشن حرب على لبنان
امين حطيط
امين حطيط
وكالة انباء التقريب (تنا) :
بعد الاعتداء الاسرائيلي الاخير على لبنان , ابدى الجيش اللبناني استعداده للدفاع عن سيادة ارضه وشعبه , وجاءت ردود الفعل كلها مؤيدة للموقف البطولي للجيش بحيث اعلنت المقاومة الاسلامية انها ستدافع بحزم وقوة الى جانب الجيش اذا تعرضت لبنان مرة اخرى لاي اعتداء اسرائيلي . موقف الجيش هذا ادى الى امتعاض امريكا بحيث هددت قطع المساعدات عنه .
حول هذا الحادث اجرى مراسل وكالة انباء التقريب حواراً مع الاستاذ الجامعي والخبير العسكري امين حطيط :


س: ماذا یعنی الهجوم الاسرائیلي علی لبنان؟
ج - اسرائيل اليوم بصدد استكمال التحضيرات لتشن حربا علی لبنان تكون استكمالا لحرب العام ۲۰۰۶ التي توقفت اعمالها القتالية و لم توقف النار فيها بعد بحسب القرار ۱۷۰۱ (لم ينص على وقف اطلاق النار) . و لكن اسرائيل لن تقدم على البدء بالحرب الا بعد ان تضمن شروط الانتصار فيها، و من اجل ذلك تقوم الان بكل الاعمال التحضيرية لها كما و بمعالجة ثغرات كشفتها في الحرب الماضية. و في هذا السياق ترى اسرائيل ان هناك عامل جديد دخل في معادلة المواجهة و هو الجيش اللبناني الذي انتشر في الجنوب بحجم ۶۰۰۰ عسكريا منضويين في اطار اربعة الوية مقاتلة يضاف اليهم لواءان شمال نهر الليطاني، و يهم اسرائيل ان تعرف موقع هذه القوى العسكرية الرسمية في الحرب المقبلة لان هناك رأيان في لبنان يحكمان الوضع هذا، راي تمثله جماعة ۱۴آذار المسيرة اميركيا و يقول ان الجيش في الجنوب هو لمنع المقاومة من التحرش باسرائيل اما الدفاع عن لبنان فمضمون من قبل الامم المتحدة و بالقرارات الدولية و الوعود الاميركية، و راي آخر تمثله قيادة الجيش و تدعمها فيه المقاومة و القوى الوطنية غير المنقادة اميركيا و يقول ان الجيش اللبناني هو للدفاع عن لبنان و بصورة خاصة لمواجهة اسرائيل اذا اعتدت عليه. هنا رأت اسرائيل ان تختبر اي الرأيين اصدق و جاءت باختبار العديسة الذي حسم الشك بيقين واضح ان الجيش هو للدفاع عن لبنان و انه يملك ارادة قتال اسرائيل رغم ضعف امكاناته، و هذا ما اغاظ اميركا و جعلها تهدد لبنان بقطع المساعدات العسكرية عنه.

س:بما ان اسرائيل تعلم ان حزب الله اصبح اقوى من قبل , وان شعبيته اصبحت اوسع داخلياً وعلى مستوى العالم الاسلامي , الا انها زالت تهدد لبنان ؟ 
ج -  صحيح ان قوة حزب الله هي في تصاعد مستمر و لكن اسرائيل لا تستطيع ان تسلم بهزيمتها و تتراجع عن منطق القوة الذي تعتمده ركيزة شبه وحيدة في قيامها و استمرارها، و من اجل ذلك فان اسرائيل تبدأ بالاعداد للحرب المقبلة بمجرد توقف اعمال الحرب الراهنة. و لذلك تنتهج اسلوب التهديد المتواصل حتى تجعل الخصم في حالة خوف و عدم استقرار و تدفعه للتسليم بمطالبها التي دائما ما تكون غير محقة، خاصة و انها قامت في الاصل خلافا للطبيعة و ضد منطق الحق. و تهديدها للبنان يأتي في سياق سعيها لحرمان لبنان من الاستقرار و التنعم بانتصار مقاومته. لكن وضع التهديد موضع التنفيذ و الدخول في حرب يبقى بحاجة الى عناصر و شروط لم تستوفها اسرائيل حتى الان. لذلك نقرأ في التهديد نمطاً من السياسة التي اعتادتها اسرائيل كما ذكرت فضلاً عن استعماله في اطار حرب نفسية تشنها على لبنان عامة و المقاومة خاصة لكن المقاومة بالمقابل تبادلها التهديد بالتهديد و الارجحية حتى الان في المواجهة في هذه الحرب النفسية تسجل للمقاومة .

س:أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: ان حزب الله يمتلك القدرة على ايلام اسرائيل وانه في أعلى حالات الجهوزية للرد على أي عدوان صهيوني بالطريقة والوقت المناسبين انتم ماذا تقولون؟
ج - من الواضح ان حزب الله طور قدراته الصاروخية و وضع اسرائيل كلها تحت النار اذا اعتدت على لبنان كما انه طور قدرات المقاتلين لديه في الميدان و في المقابل لم تستطع اسرائيل حتى الان امتلاك القوة الحمائية لجبهتها الداخلية ضد صواريخ المقاومة كما انها لم تستطع الارتقاء بالجهوزية القتالية لجنودها ليواجهوا مقاتلين عقائديين كمقاتلي حزب الله. و اذا شنت اسرائيل الحرب فان الرد عليها سيكون نارا على جبهتها الداخلية فتتألم، و مواجهة لها في الميدان يحرم فيها جنودها من فرص النصر و النجاة فتتألم. و لهذا توصف استراتيجية الدفاع المعتمدة لدى المقاومة باستراتيجية انتاج الالم الاقصى لدى العدو – ماديا و معنويا- حتى يرتدع عن الاعتداء و هذا الالم هو الذي يمنع اسرائيل من شن حرب جديدة على لبنان و يصح ان نسميه " الايلام الدفاعي " .

س: ما موقف امیرکا من هذا الاعتداءالاسرائیلی بالاخص فی هذا الوقت بالذات ؟
ج -  عندما يكون الشأن يعني اسرائيل فان اميركا و من غير نقاش هي مع اسرائيل و تتبنى مواقفها بشكل تام. و لهذا سارعت لابداء الامتعاض الشديد من تصرف الجيش اللبناني الدفاعي و هددت بقطع المساعدات عنه. و قد فضح الموقف الاميركي هذا المنحاز لاسرائيل كليا الاطراف اللبنانيين الذين يرجون للصداقة مع اميركا و يرفضون التعاون العسكري اللبناني الايراني في مجالات التسليح و التدريب. و بعد هذا الموقف ستكون الدولة اللبنانية امام تحدي كبير لتجيب على السؤال التالي : اذا امتنعت اميركا عن تسليح الجيش الا بشروطها اي استعمال السلاح ضد المقاومة و منع استعماله ضد اسرائيل، هل نقبل بشروطها و نهدم لبنان و نستبيحه لاسرائيل، ام نرفض شروطها و نذهب الى مصادر تسليح اخرى ؟؟ هذا السؤال يفرض نفسه على الحكومة اللبنانية اليوم و يحرج الموالين لاميركا فيها.
اجرى الحوار : لقاء سعيد





https://taghribnews.com/vdcdoj0x.yt0x96242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز