تاريخ النشر2015 22 August ساعة 11:58
رقم : 202399

عضو المجلس السياسي في حركة انصار الله لـ "تنـا" : هدف السعودية الاول من عدوانها على اليمن هو ضرب ارادة الشعب اليمني في تكريس الديمقراطية

تنا - خاص
الشعب اليمني بأسره تحرك من اجل وقف العدوان السعودي الغاشم على بلاده... معظم الحكومات العربية لا تتحرك في قراراتها السياسية والستراتيجية لا من منطق الاخلاق ولا حتى وفق منطق المصلحة لانها خانعة لقرارات امريكية صهيونية... واشنطن هي المستفيد الاكبر والانظمة العربية هي الخاسر الاكبر في كافة القضايا التي افتعلتها الولايات المتحدة ضد دول المنطقة ... الاتفاق النوي بين ايران الاسلامية والقوى الغربية ادى الى كسر الحظر الغربي المفروض على طهران زاد في مخاوف الانظمة الاستبدادية التي تسيطر على العالم العربي وخاصة السعودية...
عضو المجلس السياسي في حركة انصار الله لـ "تنـا" : هدف السعودية الاول من عدوانها على اليمن هو ضرب ارادة الشعب اليمني في تكريس الديمقراطية
هذه "الحقائق" ركّز عليها الاستاذ محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله اليمينة وذلك في حديث خاص له مع وكالة انباء التقريب (تنـا) حول آخر المستجدات على الساحة اليمنية حيث عداوان السعودية وحلفائها الغاشم ضد ابناء الشعب اليمني الأبي بنسائه ورجاله واطفاله وشيوخه.

وبدءاً بسؤالنا حول المآرب الكامنة وراء التركيز السعودي على استهداف البنى التحتية ومقومات الحياة كمحطات الغاز والوقود، والمدارس والموانئ التجارية والحيوية إضافة إلى الأسواق الشعبية، في اليمن فضلا عن ضرب منازل الامنين والمدنيين التي ادى حتى يومنا هذا الى قتل المئات واصابة الالاف منهم، قال البخيتي، كان هدف السعودية الاول من هذا العدوان هو ضرب ارادة الشعب اليمني وذلك بعد ان احرز الشعب تقدما في تكريس نظام سياسي على اساس الارادة الشعبية والاكثرية وهو ما تخشاه السعودية وكافة الدول المستبدة من امثالها؛ فكان العدوان السعودي على البنى التحتية في اليمن هو بهدف اقصاء ارادة الشعب اليمني وثنيه عن المضي قدما في مسار تكريس الحرية ، وفرض الحصار عليه وحرمانه من كل مقومات الحياة.

وشدد محمد البخيتي الى ان الشعب اليمني لن يركع امام هذا العدوان وسيختار الزمن والمكان المناسب للرد حينها سيغير الموازين على المستوى الداخلي والاقليمي ، مشيرا الى هزائم السعودية في عدوانها التي شنتها على حركة "انصار الله" عام 2009 في صعدة وتوغل مقاتلين الحركة داخل الاراضي السعودية واستيلائهم على بعض المواقع العسكرية مما اضطر المملكة بان تعلن وقف اطلاق النار .  

وفي السياق، اضاف العضو في المجلس السياسي لحركة انصار الله قائلا : طبعا حصل الامر بشكل جزئي آنذلك لكن الوضع يختلف اليوم، لأن السعودية بدأت عدوانا شاملا ضد الشعب اليمني باسره وعلى جميع اراضيه ولم يقتصر على حركة انصار الله؛ وبالتالي فإن الشعب بأسره ايضا تحرك من اجل وقف هذا العدوان وسوف يستعيد السيطرة واحتواء الازمة من المكان الذي يجد فيه كل مقومات الحياة.

ولفت البخيتي الى ان هناك دولا تعتمد التجارة والسياحة في اقتصادها لكنها اقحمت نفسها في هذا العدوان والمستنقع دون ان تكترث الى نتائجه ومردوده السلبي على وضعها الاقتصادي والتجاري والسياحي؛ مجددا القول ان الحراك
الشعبي اليمني الذي ساندته حركة انصار الله وانشطتها لتكريس نظام ديمقراطي في البلاد ادى الى مخاوف كبيرة لدى بعض الدول العربية لاسيما الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي؛ الامر الذي يفسر وبكل وضوح الاسباب الكامنة وراء انظمام هذه الدول الى التحالف السعودي الغاشم والمعتدي على اليمن. فهي لاتريد لشعوبها ان تنعم بالديمقراطية والحرية في التعبير عن الرأى لان ذلك يتضارب ومصالحها السياسية والستراتيجية المحددة لها من قبل القوى الاستكبارية العالمية.

واضاف القيادي في حركة انصار الله: على سبيل المثال نرى بان هناك فارقا كبيرا في التوجه السعودي والاماراتي حيال العديد من قضايا المنطقة وهما دولتان لا تجمعهما ايدولوجيا مشتركة لكنهما في الوقت نفسه مجتمعتان في مشروع الخضوع والخنوع للقرار الامريكي و"الاسرائيلي" من اجل الحصول على بعض المكاسب وذلك على حساب عزتهم وكرامتهم. وبالتالي نرى بأن مثل هذه الدول تحقد على الشعوب والحكومات التي لن ترضى بالهيمنة الغربية عليها، لذلك تسعى هذه الدول المنصاعة للغرب الى ضرب تلك الدول والشعوب المتحررة في اي فرصة تسنح لها وهو ما يحصل الان في اليمن.

هذا الوضع ملاحظ – والحديث لـ البخيتي - بشكل واضح في العالم العربي حيث ان معظم الحكومات العربية لاتتحرك لا من منطق الاخلاق ولا من منطق المصلحة.

وفي جانب آخر من حديثه، اشار محمد البخيتي الى ان الولايات المتحدة الامريكية ومن اجل تنفيذ مشروعها الاستعماري في منطقة الشرق الاوسط هي بحاجة ماسة الى دول عربية تلبي مطالبها الرامية الى تصفية الحسابات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي افشلت المشروع الاستعماري بعد انتصار الثورة الاسلامية في المنطقة.

واضاف محمد البخيتي : لذلك فإن ذهاب الدول العربية بعيدا في العداء مع ايران الاسلامية جعل منها دولا منقادة وخاضعة الى الولايات المتحدة وبالتالي اصحبت امريكا مستفيدة كثيرا في هذه المعادلة حيث انها باتت تنفذ مشروعها في المنطقة من خلال هذه الانظمة العربية العميلة دون ان تخسر شيئا او تتحمل خسائر فادحة بل العكس كان صحيحا والدليل على ذلك هي الصفقات العسكرية باهظة الثمن التي عقدتها مع هذه الدول لتصبح واشنطن المستفيد الاكبر والانظمة العربية الخاسر الاكبر في هذه المعادلة.

وتابع : لقد كان بإمكان هذه الدول العربية ان تتعامل من  موضع القوة مع الولايات المتحدة لتستخدم علاقاتها معها في صالح قضاياها الرئيسية كالقضية الفلسطينية مثلا ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة؛ لا ان تستخدم قدراتها ضد اشقائها العرب كالشعب اليمني المظلوم الذي ليس له ذنب الا رغبته في العيش بالكرامة وانتخاب خياره السياسي بنفسه ؛ مؤكدا خضوع هذه الحكومات للمشروع الصهيو امريكي في المنطقة . 

وشدد عضو المجلس السياسي في حركة انصار الله قائلا : كما تجدر الاشارة من جديد الى ان العداء الشديد الذي
مارسته بعض الدول العربية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبأمر من القوى الاستكبارية ادى في النهاية الى ان تقف هذه الدول ضد المقاومة الاسلامية المناهضة للعدو الصهيوني في كل من فلسطين ولبنان بزعم انها تتبع "المشروع الايراني" في المنطقة؛ هذه المقاومة التي تعتبر حقا طبيعيا ومشروعا حيال هذا الكم الهائل من العداء والعدوان الذي يشنه الكيان الغاصب يوميا ضد شعبنا المظلوم في فلسطين وغزة وهو عدو الامة العربية والاسلامية اجمع.

وبشأن سكوت الأبواق الاعلامية الغربية امام التعاون الصارخ بين السعودية وتنظيم القاعدة الارهابي الوهابي ومساندته للعدوان السعودي ضد اليمن بشعبه وحكومته المشروعة من جانب، ومن جانب اخر التطبيل الاعلامي الغربي المغرض والمعادي ضد المواقف الايرانية المشرفة من هذا العدوان حيث انها تتهم طهران بالتدخل في الشأن اليمني وتعيق بهذه الذريعة المساعدات الانسانية الايرانية للشعب اليمني المضطهد، شدد السياسي اليمني ، على ان "هناك تواطؤ من قبل الكثيرين في الغرب. بل وهناك مشاركة غربية جنبا الى جنب السعودية في عدوانها على اليمن"؛ لافتا في الوقت نفسه الى القول : لكننا نرى من جانب آخر بأن الراي العام في تلك الدول الغربية يشكل ضغطا على الحكومات للتوقف عن هذا الدعم للعدوان السعودي الجائر، وهنا يأتي دور المال السعودي لشراء الكثير من المنظمات والآراء المؤثرة على قرارات الحكومات في الغرب ، مشيرا الى موافقة مصر لمشاركة جيشه في هذا العدوان الغاشم وتأييد بعض الحكومات والمؤسسات الحقوقية هذا العدوان متأثرين بالمال السعودي .

وبشأن الوساطات التي تقترحها بعض الدول اليوم، ولاسيما تصريحات المسؤولين في ايران ودول اخرى كسلطنة عمان، الرامية الى حل الازمة وانهاء الحرب في اليمن، رأى البخيتي ان من شأن هذه الوساطات التقريب بين وجهات نظر الجانبين لولا العراقيل التي يضعها ال سعود والدول المتحالفة معه ، وسبب ذلك هو ان النظام السعودي لا يؤمن بالديمقراطية ومشاركة الشعب في العملية السياسية ولا توجد لديه احزاب سياسية تضغط عليه لتعديل سياساته حيال الوضع في اليمن و سوريا .

كما ان استمرار العدوان السعودي - بحسب البخيتي - على اليمن ادّى الى زيادة الحقد والكراهية من السعودية وحلفائها لدى ابناء الشعب اليمني بكافة اطيافه؛ الامر الذي يعد عقبة اخرى امام الوساطات السياسية لوقف المواجهة بين الجانبين.

وفي السياق نفسه لفت العضو في المجلس السياسي لحركة انصار الله الى القول، ان "هناك احزاباً ومنظمات يمنية ايضا اصبحت مسلوبة الارادة ومنصاعة الى السعودية. وعندما يقدم الشعب اليمني يد المودة الى هذه الاطراف من اجل تعزيز اواصر التعاون لحل الخلافات الداخلية وصولا الى قرارات مشتركة بشأن السياسة الخارجية، يجد بأن هذه الاطراف ادوات لا حول لها ولا قوة وبذلك فهي تعد من التحديات الكبيرة الاخرى امام اي وساطة او مسعى لحل الازمة الراهنة في اليمن. على سبيل المثال "جماعة الاخوان المسلمين" في اليمن كانت في البداية لا تؤيد العدوان السعودي ضد اليمن لكن بعد مضي فترة على الغارات السعودية وبعد ان ضغطت
الرياض على الجماعة اصبحت تتحفظ على ابداء الراي الصريح والمخالف للعدوان. وبالتالي السعودية طلبت اكثر من ذلك لتصدر جماعة الاخوان - التي انتقلت الى السعودية مؤخرا - بيانا رسميا تؤيد فيه العدوان السعودي الغاشم على اليمن.

وفي معرض الاجابة على سؤال مراسل (تنـا) حول آثار الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة الدول الست على مواقف السعودية من القضايا المصيرية في الشرق الاوسط و لاسيما عدوانها الغاشم ضد اليمن وتدخلاتها في الازمة السورية، يرى القيادي في حركة انصار الله ان بعض الدول العربية وخاصة الخليجية منها، وبسبب عدائها التقليدي والمعدّ في المطبخ الغربي والامريكي للجمهورية الاسلامية الايرانية، من الطبيعي انها تشعر ببالغ القلق من اي اتفاق يتم بين طهران والغرب لانه سيثير المخاوف لدى هذه الانظمة من ان الاتفاق النوي الحاصيل بين ايران والقوى الغربية وكسر طهران للحظر الغربي المفروض عليها سيشكل نموذجا في الصمود لباقي الشعوب العربية والاسلامية وسيدفع بها نحو المزيد من المطالب بالحرية والكرامة وهو ما لاترغب فيه الانظمة الاستبدادية التي تسيطر عليها كالسعودية وغيرها من الانظمة المستبدة في المنطقة.

واكد البخيتي ان هذه الظاهرة ايضا تصب في صالح الولايات المتحدة الامريكية لانها تضمن المزيد من صفقات شراء السلاح مع الدول العربية القلقة من صحوة شعوبها . ومن هذا المنطلق بدأت السعودية اخيرا بتعزيز مجالات التعاون والاتصالات مع العدو الصهيوني – طبعا بشكل متخفي وغير رسمي.

وفي الختام قدم القيادي اليمني تقريرا للوضع الميداني الحالي والانتصارات التي حققتها حركة انصار الله بمساندة اللجان الشعبية في ساحات الصدي للعدوان السعودي وحلفائها، لافتا الى القول انه "بالرغم من ان الدول المعادية وعلى راسها السعودية استطاعت ان تحقق بعض التقدم في عدد من المناطق بما فيها عدن، ولكن في المقابل هناك تقدم من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية على الحدود. حيث تمكنوا من السيطرة على العديد من المواقع العسكرية داخل المملكة؛ فاجبرت السعودية على بناء العديد من خطوط الدفاع في تلك المناطق لكنها تتهاوى الان تحت ضربات الجيش واللجان الشعبية. اذن موازين القوى لم تتغير رغم جهوزية الآلة العسكرية السعودية وما حققته في بعض المحافظات لأن في المقابل هناك تصدي صارم وعنيف من قبل الجيش واللجان الشعبية التي استطاعت ان تنقل المواجهة الى داخل اراضي المملكة".

و توقع البخيتي بان التقدم الذي يحققه الجيش واللجان الشعبية في صدهم للعدوان السعودي سيؤثر على القرار السعودي للحد من عدوانه والقبول بالحل السياسي للازمة اليمنية .   
 
 
https://taghribnews.com/vdceow8wojh87xi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز