تاريخ النشر2012 10 August ساعة 14:52
رقم : 105297
المحلل السياسي السوري أديب عبوّد لـ"تنا"

"اسمع جعجة ولا أرى طحين"

خاص تنا - مكتب بيروت
عبوّد: اما الشهادة واما الانتصار من اجل الوطن، وما يقوم به العرب هو خدمة لمصالح اميركا واسرائيل.
"اسمع جعجة ولا أرى طحين"
الاحداث في سوريا تتجه نحو الحسم الميداني، استقالة انان بسبب معارضة من اقترح الخطة على المجلس ودعم الارهاب من قبل الدول الكبرى، فيما الموقف العراقي مرحب به والمناورات التركية لا تقدم ولا تؤخر شيئاً. 

أكد المحلل السياسي السوري الاستاذ أديب عبّود ان "هناك قناعة راسخة لدى الشعب السوري ان مصير هؤلاء الارهابيين حتماً الانكسار والخزي والسحق في النهاية"، مشيراً الى الفرص التي منحتها السلطة للافراد الهاربين والمخربين للعودة الى صوابهم "اعطيووا عشرات الفرص لاكثر من ١٥ شهرا للعودة الى الصراط". مبدياً أسفه لانهم "لم تستجب كل هذه الدعوات وكل القرارات والمعالجة الرحيمة التي عاملتهم الدولة بها كل هذا لم يلق عندهم صدى لانهم يعملون باجندة خارجية ويأخذون اوامرهم من مشايخ الفتنة وافراد البترو – دولار".

اردوغان: فريق الهيمنة والخداع

واوضح الاستاذ عبوّد في حديث خاص
"لوكالة انباء التقريب تنا - مكتب بيروت"، ان ما يتحدث عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد، ان "القضية ليست بهذه البساطة والامر ليس ثنائي سوري – تركي القضية اكبر من ذلك والموضوع السوري اصبح دولي"، لافتاً الى انه "بلغ اوجه من خلال انقسام حاد جدا على المستوى العالمي بين الفريقين : فريق الهيمنة والافتراء والسيطرة والهيمنة والاستعمار كما قال الامام الخامنئي فريق الكفر والبطلان والكذب والخداع، وفريق آخر يمثل محور المقاومة". 

الى ذلك، اضاف المحلل السياسي ان فريق الهيمنة يشرعن كل شيء في سبيل تحقيق غاياته الغير نبيلة من السيطرة على الشعوب ونهب الثروات وخيرات المنطقة للمحافظة على مصالح اميركا وبقاء "اسرائيل"، لافتاً الى ان انتصار محور المقاومة الممتد من روسيا فالصين فدول البريكس مرورا بايران والعراق ولبنان وفصائل المقاومة والقوى الوطنية، يعني انكسار الطرف الآخر". مضيفاً ان الانكسار "لن يقف عند اردوغان بل هو انهيار لكل هذا البنيان الهش بنيان الباطل من اردوغان الى مشايخ الفتنة وامراء البترو دولار الذين باعوا انفسهم ودينهم وضمائرهم واخلاقهم، وارتضوا ان يكونوا تابعين للاجنبي الاميركي والفرنسي والبريطاني
والدوائر المخابرات". 

وشدّد أديب عبّود على ان "انتصار سوريا في هذه المعركة فهذه المعركة ليست ضمن حدود سوريا فحسب الاشتباكات على الارض السورية ولكن هذه المعركة معركة دولية بامتياز لان كل اطراف المؤامرة في هذه المعركة منهم من يشترك من خلال الضخ الاعلامي والمالي وارسال ما يسمى بـ" الجهاديين"." 

المناورات التركية: "ان فكر ان يعتدي على التراب السوري فغضب الله وغضب الشعب السوري سينزل عليه"

في سياق متصل، وصف المحلل السياسي المناورات التركية على الحدود السورية بأنها " ضجيج "اسمع جعجة ولا أرى طحين" صراخ لايؤخر ولا يقدم"، موضحاً ان "هذا الاستهلاك الداخلي اردوغان فشل بكل شيء وسقط امام شعبه". قائلاً: "اردوغان يعلم تماماً انه ان تحرش فقط تحرش بالقوات السورية او فكر بان يهاجم او يعتدي على ذرة تراب واحد سيكون هناك صد في غير ما يتوقع"، مستطرداً "هو اضعف من ان يواجه اويعتدي لذا نحن لا نعيره اهتمام ولكن هذا استهلاك لارضاء "اسرائيل" واميركا لارضاء وآل سعود انظروا ماذا افعل، ان فكر ان يعتدي على التراب السوري فغضب الله وغضب الشعب السوري سينزل عليه".

استقالة انان: "لا يريد ان يكون أُلعوبة.. وصل لمرحلة الاستعصاء" 

من جهة أخرى، وصف المحلل السياسي السوري استقالة المبعوث الدولي العربي الى سوريا من مهمته بانه "حفظ للتاريخ"
أي ان انان اراد ان يحترم عمله، لافتاً الى ان انان "رجل له خبرته الدولية والعالمية كأمين عام للامم المتحدة عالج الكثير من الازمات الدولية عندما وصل الى نقطة بتقديري الى حالة او وضعية الاستعصاء لا مخرج لا حل"، مضيفاً ان انان "وصل الى قناعة ان هذه الاطراف الدولية بالاساس يعني اميركا وغيرها الذين وافقوا شكلياً وظاهرياً على مبادرته وعلى تكليفه بهذه المهمة ويقين من خلال المعطيات ملموسة لديه بان هذه الاطراف هي مخادعة وغير صادقة وليس لديها مصداقية في دعمه ولا تريد حلا حقيقياً في المنطقة سلميا في سوريا بل فقط قبلت بالوضع كتسوية كنتيجة للاحتدام العالمي". 

ولفت عبّود الى ان التوازن بين الفريقين انتج مبادرة انان المبادرة التي لايريدون لها ان تنجح منذ اللحظة الاولى لانطلاق انان بمهمته بدأ التصويب عليها من وجهة نظر الفريق المعروف اميركا والخليج"، مشيراً الى ان " انان وصل الى نقطة وجد انه اصبح ألعوبة بايدي هؤلاء والرجل يريد ان يحترم ماضيه وتاريخه لايريد ان يكون شاهد زور على الاحداث في سوريا ويعرف ان خطته تجابه من قبل الفريق الذي ادعى انه وافق عليها". 

كما بيّن عبّود ان " من يوافق على شيء يفترض ان يدافع عنه ويدعمه على ارض الواقع، وانان اكثر من مرة قال ان هناك
طرف ثالث مشارك في الازمة محترما اياهم غير النظام وغير المعارضة في اشارة واضحة الى المجموعات الارهابية المسلحة وهناك جهات دولة تدعم"، مضيفاً "سواء كّلف غير انان وهذا المرجح نحن امام معادلة في حدين حد المقاومة للمشروع الاميركي حتى ولو اضطرنا الامر الى آخر قطرة دم من آخر مواطن في سوريا وفي محور المقاومة والممانعة بين هذا وبين الانتصار نحن ليس امامنا الا طريق واحد هو طريق الشهادة او الانتصار". 

الاعتداء على الاعلام لتنفيذ قرار الجامعة العربية

من جهة ثانية، اشار عبّود الى ان تفجير مبنى الاذاعة والتلفزيون يظهر بوضوح انه تنفيذ لقرار الجامعة العربية بوقف البث الاعلامي لمحطات الاعلام في سوريا التي تنطق بالحق وتنقل الواقع، مشيراً الى انه "بالنسبة لهم هذا غير صحيح لانهم لايستطيعون تحمل الواقع والحقيقة يريدون اسكات هذه الاصوات".

قرار السعودية والجمعية العامة للامم المتحدة: كلام في الهواء، وحبر على ورق 

على صعيد آخر، أعرب المحلل السياسي السوري أديب عبّود، عن اسفه من القرار السعودي الذي اقترح واقر في الجمعية العمومية، قائلاً: " أليس عندهم خجل اليس عندهم ادنى درجات الحياء من القيم والاخلاق والدين والانتماء، لايخجلون من انفسهم، السعودية تخرج وتدفع مليارات الدولارات
الدول في الجمعية العامة الامم المتحدة بغية استصدار قرار من الجمعية العامة لادانة سوريا"، مؤكداً ان "هذا القرار يبقى معنوي ليس له اسقاط على واقع التنفيذ لان الامر مختلف عن مجلس الامن ولكن السعودية تكون بهذا على خلفية ادانة سوريا وسحب قوات الجيش وحفظ النظام، بصراحة هذا القرار كغيره من القرارات بالنسبة لنا ليس الا حبر على ورق ولا تساوي بالوقت الذي بذل من اجل استصدار هكذا قرار". 

كما اضاف عبوّد ان العرب المتآمرين على سوريا يقدمون اليوم لـ "اميركا ما حلمت به على طبق من ذهب هي و"اسرائيل" تتفرج النار تشتعل عند اعدائها"، لافتاً الى ان "الاكثر من ذلك انهم يدفعون لها، يدفعون لها اجرة هذا القتل، اميركا تقبض اموالهم ونفطهم وتبيعهم سلاح مخزّن وصدء في مخازن الاسلحة فهي اولاً تنشط اقتصادها ومعامل الاسلحة عندها وتبيعهم هذا السلاح باموال طائلة وتعقد صفقات". 

بالمقابل، نوّه عبوّد بالموقف العراقي من الازمة السورية، مشيراً الى ان الموقف العراقي هو موقف سياسي متفهم من المجريات في سوريا. 


حوار: سناء ابراهيم
https://taghribnews.com/vdcdnk0f5yt0zx6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز