تاريخ النشر2018 1 December ساعة 12:49
رقم : 382022

أسوأ عام في تاريخ البشرية

تنا
إذا سألك أحدهم عن أسوأ سنة في تاريخ البشرية ، ماذا سيطرأ على ذهنك؟ ربما عام 1347 ميلادي، فقد كان عاماً بالغ السوء. كان ذلك هو العام الذي تفشى فيه الطاعون بشدة في أوروبا. وربما أي سنة من سنيّ الهولوكوست، بين عامي 1941 و1945. أو ربما عام 1918، عام بداية جائحة الإنفلونزا حين قتل فيروس الإنفلونزا مائة مليون إنسان.
أسوأ عام في تاريخ البشرية
لكن يبدو أن أسوأ أعوام التاريخ هو عامٌ ما كان ليخطر على ذهن معظم الناس، ألا وهو عام 536 ميلادية.

قال ميخائيل مكورميك، عالم الآثار في جامعة هارفارد والمؤرخ المتخصص في القرون الوسطى، لمجلة Science «كان عام 536 بداية أحد أسوأ الفترات التي يمكن أن يحيا فيها أحد، إن لم يكن أسوأ الأعوام على الإطلاق». إذ لا يرى فريقه في بحثهم الجديد، أي علامات على تعافٍ اقتصادي (أي من أحداث ذلك العام) حتى عام 640 ميلادية، بحسب موقع Science Alert.

كان عام 536 ميلادية هو عاشر سنة من سنيّ حكم الإمبراطور البيزنطيجستينيان الأول، ولم تجر في العالم أحداث ذات شأن سوى بعض المناوشات المعتادة المملة. فلا طاعون (ليس بعد، على كل حال)، ولا إبادات استثنائية ضخمة.

إلا أن شيئاً غريباً كان يحدث في السماء، إذ ظهر ضباب أغبر غامض، وحجب الشمس فانخفضت درجة الحرارة وبدأت أعوام من الفوضى حول العالم، جفاف وفساد محاصيل وثلوج صيفية في الصين وانتشارٌ للمجاعات.

كتب المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس «وقد كان في هذا العام أن وقع أشد النُّذر ارْتِياعاً، إذ حَلّ ضوء الشمس بلا سطوع، ويكأنه ضوء القمر، واستمر هذا العام كله، وبدت لنا الشمس كأنها في كسوف، فلم تكن أشعتها بقوتها ولا وضوحها الذي عهدناه.»

هناك دلائل على أن ثورةً بركانيةً كارثية تسببت بذلك، وتلك الدلائل ليست فقط في العينات الُّلبيّة الثلجية من القارة القطبية الجنوبية، وحلقات الأشجار من غرينلاند، بل في توابع ثورات بركانية أخرى تسببت أيضاً في برودة عالمية وفي مجاعات فتّاكة.

وقد كشفت تحليلات شديدة التفصيل لعينات لُبيّة ثلجية من مَثَلَجة Colle Gnifetti على الحدود بين سويسرا وإيطاليا، عن معلومات جديدة حول قرنٍ غمر العالم بوَيلاته.

تعد العينات اللبية الثلجية مورداً أثرياً ثميناً، إذ تتراكم رواسب جليدية دائمة من أثر تساقط الثلوج السنوي. وهذا يعني أنك تستطيع أن تجد الرواسب الثلجية لأي سنة تريدها، ثم ترى فيها أثراً من مناخ تلك السنة.
https://taghribnews.com/vdcgxx9wxak97z4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز