الشيخ رسول رحيمي: دعوة الامام الصادق عليه السلام تتّسم بضرورة وحدة المسلمين وعدم إنحيازه الى مذهب دون آخر
تنا-بيروت
إشتهرَ الإمام الصادق عليه السلام بسعة عمق معرفته الدينية و حتى في شتى المجالات فقد كان عالماً فلكياً، ومتكلماً، وأديباً، وفيلسوفاً، وطبيباً، وفيزيائياً.
شارک :
و في هذا السياق رأى الاستاذ في الحوزة العلمية الشيخ رسول رحيمي في حديث له لوكالة أنباء التقریب(TNA)" تنا" _بيروت بمناسبة إستشهاد الإمام الصادق عليه السلام، أنّ الامام الصادق عليه السلام حثّ و شدد على طلب العلم والتوسعة المعرفية في جميع المعارف التي تصب نحو الهدف الأسمى وما ذلك إلا لإخراج العلماء في عصره من محورية الانغلاق الفكري والتعنصر المذهبي.
وقال "من أسمى معالم حركته عليه السلام هي إرجاعهم، أي العلماء الى القواعد الأساسية التي يجب أن يستند عليها كل عالم وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والعقل".
ثمّ أضافَ الشيخ رحيمي" إنّ هذه الحركة وبحد ذاتها وبصرف النظر عن كل المعطيات التي كانت حاضرة في الامام عليه السلام، هي أن يفتحوا باب الإجتهاد الذي يوافقه القران الكريم والعقل، وذلك في جملة من الخطابات القرانية، " كي يتفكرون، يتأملون، يتدبرون".
كما إعتبرَ الشيخ رحيمي إنّ هذه الحركة تجعل العالم بل وكل انسان أن يكون في واحة التوسعة المعرفية وبالتالي وعلى هذا الغرار فقد أنشأ الامام الصادق حركة علمية واسعة النطاق وقد شهد بذلك عدة ممن عاصروه عليه السلام والى يومنا هذا، فهنالك من جهابذة العلماء قد شهدوا بهذه الحركة المقدسة، مشدداً على انّ الامام عليه السلام لم يكتفِ بالأسلوب التعليمي فحسب إنما أعطى قانوناً علمياً كان ولا يزال له حضور في جميع الميادين المعرفية، وهو قانون حفظ ما يُقرأ وهذا بقوله عليه السلام، " إكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبون".
أثنى أيضاً الشيخ رحيمي على أنّ الإمام الصادق عليه السلام عمل على مبدأ الحوار ودعا الى ذلك ولم يكن الحوار الذي دعا اليه عليه السلام، حوار العصبية انما هو حوار قائم على العقل المتنعم بالاسلوب السمح، ومن هذا يتضح ان دعوة الامام عليه السلام تتّسم بضرورة وحدة المسلمين وعدم إنحيازه الى مذهب دون آخر لذا حتى كان من يخالفه ينتهل من علومه عليه السلام، وما ذلك الا اعترافاً لكفاءته عليه السلام وسعته العلمية وحسن نواياه لصالح الأمة الإسلامية.
وختم الشيخ رحيمي "إستمرت حركة الامام الصادق على هذا النحو وعند من قرأ الامام قراءة صحيحة وعرف الإمام حق معرفته سار على نهجه الى يومنا هذا، اذ إن باب الاجتهاد الذي دعا اليه الامام الصادق عليه السلام، لا يزال مفتوحاً عند من له الكفاءة والقدرة على ذلك".
