تاريخ النشر2018 6 April ساعة 11:37
رقم : 322902

السعودية تلجأ لمجلس الأمن .. الأبعاد والدلالات

تنا-بيروت
مع الصورايخ التي ضربت شركة "آرامكو" في جيزان في اليومين الماضيين يصل عدد الصورايخ البالستية اليمنية التي طالت أهدافاً عسكرية واستراتيجية في العمق السعودي حسب اعتراف الرياض أكثر من 110 صواريخ، 13 صاروخاً منهاً في الايام الـ10 الأخيرة فقط، ويأتي الاعتراف السعودي بعد أن ظلت قرابة العامين تتحدث عن تدمير المخزون الاستراتيجي اليمني من هذه الصورايخ.
السعودية تلجأ لمجلس الأمن .. الأبعاد والدلالات
السعودية كانت في المراحل الأولى تنتهج سياسة الإنكار للتغطية على فشل اعتراض هذه الصورايخ وتعيد أسباب دوي الانفجارات الهائلة التي كانت تسمع في الرياض أو ينبع أو غيرها تارة إلى انفجار محول كهرباء وتارة إلى هزة أرضية وما شابه.

وبعد أن خرجت تقارير الخبراء العسكريين الأمريكيين عقب ضرب مطار الملك خالد في العاصمة السعودية، وأكدت وصول الصواريخ إلى الرياض وينبع وتمنكها من تجاوز بطاريات الباتريوت الدفاعية، لجأت البروباغندا السعودية في مواجهة الصواريخ اليمنية الى اتجاهين متضادين،  فإلى جانب الاجتهاد في التقليل من القدرات الصاروخية البالستية اليمنية والادعاء باعتراض كل هذه الصواريخ من قبل دفاعاتها الجوية فإنها في نفس الوقت سعت إلى تضخيم مخاطرها.

فحين تتحدث الرياض عن قدرة دفاعاتها الجوية على اعتراض الصورايخ اليمنية التي لطالما وصفتها بالبدائية والمتهالكة وغير الدقيقة، يناقض متحدثها المالكي نفسه عندما يحاول إخافة المجتمع الأوروبي بالقدرات النوعية التي باتت في حوزة من يسميهم الحوثيين ويتساءل معهم: "ماذا لو وصلت الصواريخ الى لندن او باريس او برلين؟"
التناقض الذي تمارسه الرياض يقود إلى حقيقة مهمة يقرأها المتابعون ويستنتجون منه أدلة على خلاف ما تشتهي سفن الإعلام والضجيج السعودي الذي يجتر نفسه بعد كل مرة يصل فيها بالستي يمني إلى هدف سعودي سواء في عاصمة آل سعود او في غيرها من المدن السعودية.

هذه الحقيقة تقول ان ألماً كبيراً تحدثه الصورايخ اليمنية في المنشآت العسكرية والاسترايتيجية التي تستهدفها، الأمر الذي يجبر السعودية على رفع عقيرتها والبحث عن من ينقذها من الصواريخ اليمنية، وبالتالي تلجأ إلى مجلس الامن مطالبة بمحاسبة "أنصارالله" وايران على ما تصفه بـ"الخروقات للقانون الدولي".

ويظهر من رسالة الرياض الى مجلس الأمن أنها تهدف الى تكريس متلازمة ايران والصورايخ البالستية اليمنية، خدمة للأجندة الصهيونية والأمريكية التي تحاول وضع البرنامج الصاروخي الإيراني على طاولة البحث في مجلس الأمن وإلحاقه بالاتفاق النووي. 

كما تسعى من خلال الرسالة إلى تبرير خنق اليمنيين بحصار وإغلاق ميناء الحديدة كوسيلة من وسائل الحرب القذرة التي تستخدمها الرياض في كسر صمود الشعب اليمني، لكنها من حيث لا تشعر تعترف بتوازن الردع والرعب الذي فرضه اليمنيون عليها وباتت أسيرة له.

علي الدرواني
https://taghribnews.com/vdchvinxi23niwd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز