تاريخ النشر2018 23 February ساعة 10:58
رقم : 313917

من عفرين الى الغوطة صخب العدوان ... والرد السوري

تنا-بيروت
في موقف لافت قال رئيس الدبلوماسية الفرنسية بان سورية دخلت المرحلة الأسوأ، ترافق موقفه مع تسعير النار من قبل المسلحين الذين يختطفون الغوطة الشرقية والذين كان عليهم الالتزام بمقتضيات واحكام المناطق المنخفضة التوتر التي ارتضوا هم الانخراط فيها، لكن مشغليهم في الخارج ومع تقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الشمال الغربي وجدوا ان تفجير الميدان في محيط دمشق وفي احيائها بنار تشل الحركة وتعطل الحياة فيها امر مفيد ولا بد منه.
من عفرين الى الغوطة صخب العدوان ... والرد السوري
العميد د. امين محمد حطيط 

 نعم لقد وجد دعاة العدوان على سورية ان في تحريك هذ الملف – ملف الغوطة وبالشكل الذي يحصل الان -مدخلا للضغط على سورية لوقف عملياتها في الشمال أولا ثم للقبول بتفاوض ما حول الحل السياسي بما يحفظ لمكونات العدوان فرص معينة او جوائز ترضية بعد ان خسروا الحرب الأساسية.

 وبالتالي نرى ان الضغط الناري المخدوم بتهويل وتباكي اعلامي وحراك دبلوماسي يقوم به معسكر العدوان، يأتي في سياق عمل متكامل غايته دفع سورية للتنازل عما في يدها من مكتسبات، ووقف ما تسعى اليه من المزيد في الميدان. و لكن الاهم و الأخطر مما تخفيه عمليات الإرهاب انطلاقا من الغوطة هو حجب النظر عن التحول الذي ال اليه العدوان على سورية و انتقاله من واقع الحرب البديلة التي اتخذ الإرهاب اداتها ،  الى الحرب المباشرة التي يشنها الان  مثلث العدوان المباشر على سورية  المشكل من اميركا و تركيا و إسرائيل ، و لهذا لم يكن صدفة ان تتزامن عمليات الإرهاب و القصف المنطلق من الغوطة على دمشق و محيطها مع بدء تركيا عدوانها الاحتلالي في اتجاه عفرين في الشمال و تكثيف إسرائيل عملياتها العدوانية الجوية في محيط دمشق ، فضلا عن الوقاحة التي تعبر بها اميركا عن مشروعها لاقتطاع الشمال الشرقي السوري و إقامة كيان انفصالي فيه يوفر لها مساحة كافية لنشر قواعدها العسكرية في مهمة  فصل مكونات محور المقاومة شرقا عن مكوناته في الغرب لكن سورية مع حلفائها وبعد الوقوف على ما يبتغيه العدوان طورت استراتيجية المواجهة المعتمدة ووجهت ضربات موجعة لمثلث العدوان بدأت في السماء السورية في مواجهة الطيران الإسرائيلي واثمرت اسقاط أكثر من طائرة F16 من طائراته المعتدية، اسقاطا تطور الى سقوط العربدة والغطرسة الإسرائيلية في الأجواء السورية وفرض معادلة ردع جوي بين سورية وإسرائيل حرمت العدو من قوة التدخل الرئيسية في الازمة السورية والتي طالما لجا اليها خلال سناة العدوان السبع الماضية وهو التدخل لجوي في ظل العوائق والمحاذير للتدخل البري.


اما في مواجهة تركيا التي كانت تطمح لاقامة منطقة امنية تحت سيطرتها في الشمال والشمال الغربي السوري والتي من اجلها انقلبت على تعهداتها في استنه وتجاوزت مخرجات او مفاهيم مناطق خفض التوتر ليكون لها مشروعها الخاص، فقد وجهت سورية لهاو لمشروعها ضربة موجعة أيضا تمثلت بدخول القوات الشعبية السورية الى عفرين في عملية عسكرية نفذت رغم النار والرفض والمناورات التي قامت بها تركيا التي عملت المستحيل لمنع هذا الدخول. فتركيا تعلم ان عودة عفرين الى حضن الدولة السورية ونشر الامن الشرعي السوري فيها انما هو عمل يقطع الطريق على مشروعها الاحتلالي ويطيح بأحلام اردغان مرة أخرى كما أطاح تحرير حلب بأحلامه سابقا. 


و عليه نرى ان الهستيرية  العدوانية التي دفعت الى تفجير الجبهات في الغوطة و عفرين فضلا عن مناطق أخرى تستمر فيها المواجهة و ان بحدة اقل ، ان هذه الهستيرية فشلت حتى الان في  تحقيق أي من أهداف أصحابها   الأساسية ، لا بل يمكن القول ان سورية استطاعت ان تحول التحدي الى فرصة تحقق عبرها مكاسب تخدم خطتها الدفاعية و سعيها لاستعادة السيطرة على كل شبر من الأرض السورية و بسط الامن الشرعي عليها، و سيكون لدخول القوات الشعبية السورية الى عفرين اثر بالغ على  مسار المواجهة والعمليات الجارية في الشمال ، كما سيكون لعملية تطهير الغوطة التي يحضر لها على نار حامية ، تداعيات ستفقد العدوان صوابه . 


و بالتالي اننا نرى ان الذي يهدد به الفرنسي بانه المرحلة  الأسوأ ، و المتقاطع مع التهويل الاممي على لبنان و الذي جاء على لسان غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة  و التحذير من الحرب القادمة التي تنوي  إسرائيل شنها ستدمر نصف لبنان ، و المتلاقية مع قول رئيس الحكومة لتركية بان دخول الجيش العربي السوري الى عفرين يعني تقسيم سورية ، مضافا الى ما تم تسربيه من خطة أميركية للتقسيم الفعلي ، كلها تأتي في سياق التهويل و الضغط على سورية و حلفائها من اجل منعهم من استثمار الانتصارات التي تحققت و الحؤول دون متابعة حصد الانتصارات في قابل الأيام لان في ذلك اسقاط كلي للعدوان على سورية و نعي نهائي لأحلام مكوناته و مثلثه المباشر ، و من اجل هذا وضع معسكر الدفاع عن سورية استراتيجيته الجديدة المتطورة و المركبة، و هي استراتيجية مواجهة الحرب المباشرة و التصدي للخطط الاحتلال و الانفصال و إقامة مناطق النفوذ الاستعمارية على ارض سورية ، انها استراتيجية التحرير بعد ان نجحت استراتيجيات الاحتواء و التطهير و الاجهاز على الإرهاب .
https://taghribnews.com/vdcdfs0s5yt0fn6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز