تاريخ النشر2018 22 October ساعة 09:18
رقم : 370644

​خبیر ايراني : امريكا لا تريد ان تضحي بالسعودية كقاعدة ضد ايران

تنا – خاص
أكد الخبير في الشؤون السياسية "جعفر قناد باشي" ان امريكا تتعامل بازدواجية في قضية قتل الاعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي لانها لا تريد ان تفقد النظام السعودي الذي تحول الى قاعدة امريكية ضد الجمهورية الاسلامية لتشديد الضغوط عليها .
جعفر قناد باشي
جعفر قناد باشي
وفي حوار له مع وكالة انباء التقريب "تنا"  قال ان بيان البيت الابيض حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يكشف قلق الادارة الامريكية من تدهور علاقاتها مع السعودية خاصة في مجال صفقات الاسلحة التي عقدتها مع هذا النظام الربيع الماضي وباقي العقود التجارية .

والامر الاخر الذي يقلق امريكا من تفاقم هذه القضية وتصاعد الاحتجاجات الداخلية والخارجية لاعادة النظر في علاقاتها مع السعودية بسبب ارتكابها هذه الجريمة هو ان امريكا ستفقد اهم قاعدة لها ضد ايران وتشديد الضغوط عليها في المنطقة فيما اذا توترت العلاقات بينها وبين السعودية .

وفي هذا السياق اشار قناد باشي الى ان امريكا تراهن على تشديد العقوبات على ايران خاصة في مجال النفط وان بامكانها تقليل صادرات ايران للنفط الى ادنى حد ولربما الى الصفر حسب تصورهم واستعداد السعودية للتعويض عن النفط الايراني في الاسواق العالمية . ولهذا ترى امريكا ,حسب تحليل الخبير الايراني , انه فيما اذا تدهورت علاقاتها مع السعودية بسبب قضية مقتل الخاشقجي فان رهانها في العقوبات النفطية على ايران سيفشل .

ويعتقد قناد باشي ان جريمة النظام السعودي الاخيرة والردود الداخلية والعالمية على هذه الجريمة ستطرح باقي جرائم هذا النظام في المنطقة خاصة جرائمه في اليمن , الامر الذي سيشوّه صورة امريكا داخليا بسبب تحالفه وتعاونه مع هذا النظام المستبد والغير ديمقراطي والمنتهك لحقوق الانسان .

​وتوقع الخبیر الایرانی بان البیت الابیض وبالتحديد الرئيس الامريكي  وبسبب ضغوط الساسة الامريكيين اللذين اتخذوا مواقف مناهضة للسعودية مطالبين باعادة النظر في العلاقات معها واجراء عقوبات ضدها , بسبب هذه المواقف سيضطر البيت الابيض و ترامب نفسه تغيير موقفه  واصدار بيان اخر حول الرواية السعودية بخصوص جريمة مقتل الخاشقجي .

وانتقد الخبير في شؤون الشرق الاوسط المعايير المزدوجة للادارة الامريكية في تعاملها مع موضوع حقوق الانسان , وكيف انها تغض النظر عن الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان في الدول الحليفة كالسعودية  وفي المقابل تتهم الدول المستقلة والمعارضة لسياساتها بانتهاك حقوق الانسان .

و لولا ان خاشقجي لم يكتب في صحيفة "واشنطن بوست" , والحديث لقناد باشي , لما اهتمت الولايات المتحدة هذا الاهتمام البالغ لمقتله , لانه نرى الى جانب هذه الجريمة السعودية هناك جريمة اكبر يرتكبها هذا النظام القبلي يومياً في اليمن يذهب ضحيته مئات الابرياء من المدنيين .

ویرى الخبیر الایرانی ان امریکا الیوم وامام هذه القضية في مأزق لان الاعلام الامريكي يرى في الخاشقجي عضو من اعضاءه وبدء يكشف المستور لهذه الجريمة ويضغط على الادارة الامريكية لاتخاذ موقف حاسم من السعودية , فهي مضطرة لاتخاذ موقف واضح من هذه الجريمة , مشيرا الى صمت هذه الادارة تجاه مجازر السعودية بحق التلامذة في اليمن .

ويخلص قناد باشي كلامه بان المهم والغاية الاساسية للولايات المتحدة هو الحفاظ على مصالحها المادية وليس موضوع حقوق الانسان وإنتهاكها في مثل النظام السعودي مهم بالنسبة لها , ولهذا فالتعامل الامريكي مع الدول والشعوب تعامل مزدوج قائم على اساس المصالح الاقتصادية وبسط هيمنتها وابتزاز الشعوب ونهب ثرواتها .

ترجمة : محمد إبراهيم رياضي
هنا يلزمنا ان نذّكر القراء الكرام ان هذه المقابلة اجريت بتاريخ 20 اكتوبر 2018 اي قبل ان يغير الرئيس الامريكي موقفه من الرواية السعودية بخصوص مقتل الاعلامي جمال خاشقجي , ولهذا فالخبير الايراني في تنبوءه  بان الرئيس الامريكي ترامب وبسبب الضغوط الداخلية سيضطر لتغيير موقفه من الرواية السعودية كان مصيباً .
https://taghribnews.com/vdcdoz0soyt0596.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز