>> تراث اليمن وشعبه مهدَّدان.. هل من صحوة ضمير؟ | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2019 2 January ساعة 09:28
رقم : 391632

تراث اليمن وشعبه مهدَّدان.. هل من صحوة ضمير؟

تنا
عندما تلقي الحروب بظلالها على مجتمع وبلد من البلدان، فهي لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، وتترك وراءها خراباً ومعاناة وويلات لا يسلم منها البشر ولا الحجر، ولا معالم الحضارة والتراث، هذه المعالم التي تعدّ مكسباً إنسانياً وتاريخياً للشعوب تحاول آلة الحرب محوه من الوجود.
تراث اليمن وشعبه مهدَّدان.. هل من صحوة ضمير؟
منذ العام 2015، سبّبت الحرب على اليمن معاناة بشريّة لا توصف، من قتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وانتشار المجاعة، وتفشّي وباء الكوليرا المميت.

وتكبد اليمن أيضاً خسارة فادحة في تراثه الثقافي والحضاري الذي يعدّ من بين الأغنى في الشّرق الأوسط والعالم.

فقد ذكر تقرير وول ستريت جورنال، أن اليمن على مر التاريخ وقف على مفترق طرق في شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا والمحيط الهندي.

ونظراً إلى ما يحظى به من أمطار موسمية، فقد ظلّ موطناً لحضارات عظيمة قبل الإسلام بفترة طويلة، وأصبح مقراً للعديد من الأسر الحاكمة بعد ذلك.

وساهمت كلّ هذه العوامل في تنوّع الثقافات التي لاتزال موجودة حتى اليوم، حيث تضمّ البلاد أربعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، بما فيها مدينة صنعاء القديمة، ذاك المكان الساحر الذي قال عنه المستعرب والكاتب الرحالة المقيم في اليمن، تيم ماكينتوش-سميث، إنّه ليبدو وكأنه "صُنع، ولم يبن، من كعكة الزّنجبيل المثلّجة".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا التراث وقع تحت تهديد خطير نتيجة للحرب الأهليّة وأنّه خلال السنوات الثلاث الماضية، مُحيت السدود القديمة والمساجد التي تعود إلى العصور الوسطى، ومقتنيات المتاحف وآثار العصر الاستعماري، مشيرة إلى أنّ هذا التدمير لم يحظ باهتمام كبير في كبريات وسائل الإعلام.

ولفتت إلى أنّ التهديد الخطير للمكتبات اليمنيّة هو إحدى القصص المنسيّة من مأساة اليمن، ولا يختلف عن النهب والدمار الذي شهدته مدينة تمبكتو في مالي العام 2013.

فالمخطوطات الإسلامية - حسب الصحيفة - تعدّ من بين أكبر الكنوز التاريخية لليمن، ولعلّ أشهرها جزء من مصحف صنعاء الذي اكتشف بالمنطقة الأعلى بالمسجد الكبير في المدينة العام 1972 ولايزال محفوظاً في مكانه.

ويعتقد أنّه واحد من أقدم المصاحف في العالم التي تعود إلى القرن السابع، لأن كتابته تختلف عن التي يقرأها المسلمون اليوم.

وهناك أيضاً مجموعة المخطوطات الزيدية، وتشمل كذلك أعمال مؤلفين سُنّة وإثني عشريين وإسماعيليين.

ودعت الصحيفة إلى الاهتمام بهذا الطيف الواسع من التاريخ الفكري الإسلامي الفريد من نوعه، مشيرة إلى أن الزيديين يحافظون على التعاليم العقلانية للمعتزلة، كما أن المكتبات الزيدية تفتح نافذة فريدة على تاريخ إنتاج الكتاب.

ويأمل مراقبون أن يعود من يشعل هذه الفتن والحروب إلى رشدهم وضمائرهم، وتتوقف آلة الحرب عن الدمار ونشر القتل والفوضى، وأن تعود اليمن كما كانت واحة للسلام والحضارة والثقافة، فهذا الشعب المعطاء والأصيل يستحقّ العون والدعم والتقدير من الجميع، بالنظر إلى إسهاماته المتنوعة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي.

محرر موقع بينات
https://taghribnews.com/vdcdsf0sxyt0n96.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز