>> مصير العبادي يحسمه الصراع الأميركي – الإيراني.. | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2018 20 August ساعة 13:07
رقم : 352358

مصير العبادي يحسمه الصراع الأميركي – الإيراني..

تنا
ما يجري في الوقت الراهن في العراق ليس بعيدا عن الصراع الاميركي – الايراني، وتنافس القوى العراقية على تشكيل الكتلة البرلمانية التي يسمح لها بتسمية رئيس الوزراء تجلّ واضح لصراع محتدم انطلقت الشرارة الأولى له قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، وبالتحديد عندما وظفت الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة امكانياتها لحسر النفوذ الايراني في العراق فكان رهانها الأول هو رئيس الحكومة حيدر العبادي.
مصير العبادي يحسمه الصراع الأميركي – الإيراني..
صالح القزويني
عندما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي والغاء تمديد قرار تجميد العقوبات على ايران في 8 ايار الماضي والذي اتخذه سلفه باراك اوباما بعد توقيع بلاده على الاتفاق النووي في 2015؛ فانه بذلك بدأ بشكل عملي بتنفيذ الخطوات العدوانية ضد ايران.

من الطبيعي أن طهران لا تقف مكتوفة اليدين تجاه العدوان الاميركي بل تبذل ما في وسعها لاحتواء تأثير قرار ترامب الذي أردفه بعقوبات جديدة على ايران، لذلك أقدمت على العديد من الخطوات، ففيما يتعلق بالداخل الايراني قامت بعدة خطوات خاصة على الصعيد الاقتصادي لمنع تأثير العقوبات الاميركية على الاقتصاد الايراني.

أما على الصعيد الدولي فقد جابت الوفود الايرانية عشرات الدول من أجل اقناعها بعدم تطبيق العقوبات الأميركية، وفي نفس الوقت تنبيهها الى المخاطر المترتبة على تصعيد واشنطن وتيرة التوتر مع طهران وانعكاس هذا التوتر على المنطقة والعالم خاصة اذا قررت واشنطن تصعيد التوتر الى ارفع مستوياته وهو اعلان الحرب على ايران.

ولعل تصريح الرئيس الايراني بشأن مضيق هرمز والتهديدات التي اطلقها قائد فيلق القدس لحرس الثورة قاسم سليماني وكذلك المناورة البحرية التي اجراها حرس الثورة في مضيق هرمز؛ كلها رسائل ترمي الى تنبيه ترامب والمنطقة والعالم بخطورة التصعيد ضد ايران.

من الأوراق التي تستخدمها ايران لارغام ترامب على التراجع عن قراره وابعاد تاثيرات العقوبات على ايران، هي ورقة نفوذها الاقليمي والدولي، لذلك لا نستغرب اذا قال أحد الايرانيين، لقد احترقت اسرائيل في اليوم التالي الذي ألغى فيه ترامب الاتفاق النووي، في اشارة منه الى تصاعد التوتر بين الفلسطنيين واسرائيل خاصة على السياج العازل بين غزة والقوات الاسرائيلية.

ما يجري في الوقت الراهن في العراق ليس بعيدا عن الصراع الاميركي – الايراني، وتنافس القوى العراقية على تشكيل الكتلة البرلمانية التي يسمح لها بتسمية رئيس الوزراء تجلّ واضح لصراع محتدم انطلقت الشرارة الأولى له قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، وبالتحديد عندما وظفت الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة امكانياتها لحسر النفوذ الايراني في العراق فكان رهانها الأول هو رئيس الحكومة حيدر العبادي.

وقد أتت الجهود الاميركية وبعض دول المنطقة أكلها عندما حقق تحالف النصر الذي يقوده العبادي انتصارا باهرا في الانتخابات، كما حقق تحالف سائرون الذي يقوده السيد مقتدى الصدر الذي تقرب في الآونة الأخيرة بشكل كبير للسعودية انتصارا مشابها لانتصار النصر.

ربما ماكانت طهران لتشعر بتوجس من نتائج الانتخابات العراقية وخاصة انتصار العبادي لو لم يقرر ترامب بالغاء الاتفاق النووي، بل أن التصريحات التي أدلى بها العبادي تجاه العقوبات الاميركية ضد ايران وتأكيده بأنه سيلتزم بها زاد من توجسات ايران واصدقائها في العراق.

المراقبون السياسيون استغربوا من الموقف الذي اتخذه العبادي تجاه العقوبات الاميركية ضد ايران، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الكثير من دول العالم رفضها لقرار ترامب والتقيد بالعقوبات، اعتبروا أن هذا الموقف لم يكن وليد صدفة أو صدر بشكل عفوي خاصة وان المعروف عن العبادي حصافته واتزانه السياسي، مما يشير الى أنه تعمد في الاعلان عن هذا الموقف.

بما أن العبادي يحظى بدعم الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة فان موقفه يمثل دعوة علنية من داعميه لايران للمنازلة السياسية، وسيكون المستهدف في هذه المنازلة هم أصدقاء ايران في العراق، ومع انه من السابق لاوانه التكهن بنتيجة هذه المنازلة، فما لم يتم الاعلان عن الكتلة البرلمانية الأكبر فمن الصعب التكهن بمستقبل أي حزب وائتلاف فما بالك بمستقبل الاشخاص.

وتشير بعض التسريبات الاعلامية الى تشظي تحالف النصر الذي يقوده العبادي، وانسحب بعض النواب من القائمة الى سائر التحالفات، ولو صحت هذه التسريبات فان ذلك سيضعف موقف العبادي.

يبدو أن الوضع السياسي وتسمية رئيس الوزراء يتجه نحو تكرار تجربة 2010 حينما اصطفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى جانب أياد علاوي واصطف أصدقاء ايران الى جانب نوري المالكي وفي نهاية المطاف تغلب أصدقاء ايران على أصدقاء اميركا.

من المهم لدى ايران أن تسجل نقطة على الولايات المتحدة لتثبت لها انها ربما تستطيع محاصرتها اقتصاديا وتأليب بعض الدول عليها ولكنها أيضا قادرة على توجيه ضربات لها ولمصالحها، لعل ترامب يصل الى ذات القناعة التي وصل اوباما اليها وهي انه ليس بوسعه الاستمرار في منازلة ايران، وذلك عندما كرر العبارة التالية "لو كان باستطاعتي تفكيك البرنامج النووي الايراني لكنت قد فككته".
 
https://taghribnews.com/vdcft0dmcw6dtma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز