تاريخ النشر2010 7 July ساعة 14:52
رقم : 20468

فضل الله وروح الاسلام الحقيقي

هو من قليل الفقهاء المجاهدين، وهو من قليل الفقهاء المجددين، آية الله محمد حسين فضل الله، الذي خسره الفكر الإسلامي؛
جهاد المحيسن
جهاد المحيسن
وكالة انباء التقريب :
هو من قليل الفقهاء المجاهدين، وهو من قليل الفقهاء المجددين، آية الله محمد حسين فضل الله، الذي خسره الفكر الإسلامي؛ مجددا ومناضلا ضد قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأميركية وخارجا على هيمنة القوى الرجعية في حركية الفكر الإسلامي. لم يكن سماحة السيد فضل الله فقيه حوزة مرهونا بتقاليد الحوزة التي تزخر بكثير من المقولات التقليدية، بل هو فقيه مجدد أثار في كثير من آرائه الفقهية موجة غضب عارمة وصلت إلى حد التكفير عند بعض المراجع الفقهية الشيعية التقليدية، فولوج السيد فضل الله باب المحرمات في كثير من المسائل التي تستدعي النظر العقلي وتستدعي المقاربة التاريخية لمسيرتها المعرفية، يعني القطيعة مع النصوص التقليدية التي تؤخر عمل العقل وتبطل
دعوى التفكير العقلي في منظومة الفكر الإسلامي الذي بات قاب قوسين أو أدنى نصا تاريخيا مكرورا يجتر التاريخ بمرويات تاريخية خلقت صراعا يبرر كثيرا من سير الإخفاق والتناحر الذي نعيشه اليوم.
ففي كتابه "من وحي القرآن" في الجزء الأول يقول سماحة السيد رحمه الله "إن التقاليد المتّبعة لدى العوام من المسلمين في تعظيم الأنبياء والأولياء وفي زيارة قبورهم قد تتّخذ اتجاها خطيرا في خط الانحراف في التصور والممارسات، وذلك من خلال الجانب الشعوري الذي يترك تأثيره على الانفعالات الذاتية في الحالات المتنوعة التي قد تدفع إلى المزيد من الممارسات المنحرفة في غياب الضوابط الفكرية التربوية، في ما ينطلق به التوجيه الإسلامي للحدود التي يجب الوقوف عندها من خلال طبيعة الحقائق الواقعية للعقيدة، لأنه لا يكفي، في استقامة العقيدة، أن لا يكون هناك دليل مانع من عمل معيّن، أو من كلماتٍ خاصةٍ، أو من طقوس متنوعة، بل لا بد من الانفتاح على العناصر القرآنية للفكرة العقيدية، والأجواء المحيطة بها، والروحية المميزة المتحركة في طبيعتها، حتى لا تختلط مظاهر الاحترام بين ما يقدّم للخالق وما يقدّم للمخلوق، بقطع النظر عما إذا كان ذلك شركا أو كفرا، أو لم يكن، ولا سيما إذا عرفنا أن الشعوب قد يقلّد
بعضها بعضا في الكثير من الطقوس والعادات في مظاهر الاحترام والتعظيم، مما قد يؤدي إلى التأثر الشعبي ببعض التقاليد الموجودة لدى بعض الشعوب غير الإسلامية التي قد تشتمل على العناصر الفكرية أو الروحية البعيدة عن فكر الإسلام وروحه".
"إن هناك نوعاً من التوازن في الحدود النفسية للارتباط الروحي بالأشخاص، من حيث الشكل أو المضمون، لا بد للمسلم من مراعاته من أجل الاحتفاظ بالأصالة الفكرية التوحيدية في خط الانفتاح على الله بما لا يدعو به إلى غيره، لإبقاء الصفاء العقيدي في العمق الشعوري الروحي للإنسان المسلم، لأن ذلك هو السبيل الأمثل للاستقامة على الخط المستقيم، لأننا لا نريد أن نصل في استغراقنا العاطفي إلى لون من ألوان عبادة الشخصية في ما تتحرك به مشاعر العاطفة بعيداً عن رقابة العقل، الأمر الذي يدفعنا إلى أن نتحمل مسؤولياتنا في الساحة الفكرية، لنراقب طبيعة الأساليب الشعبية في ذلك كله؛ لنبقى من خلال المراقبة الدقيقة في مواقع التوازن الفكري والروحي في خط العقيدة".
هل هنالك صورة أوضح من تلك لشرح الواقع الذي وصلت إليه حال الأمة بالابتعاد عن روح الإسلام بشقيها الشيعي والسني؟ أم أننا سنبقى مرهونين لمقولات تاريخية تحجب الحقيقة عنا في فهم ما ذهب إليه سماحة السيد بحكم كونه جعفري المذهب؟
جهاد المحيسن

https://taghribnews.com/vdcbwab5.rhbg0pukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز