تاريخ النشر2012 19 January ساعة 17:57
رقم : 79911
"فايننشال تايمز" و قوى لبنانية

الدور المشيوه لـ"قطر" في سوريا والثورات العربية

تنا - بيروت
على خلاف الحالة الليبية فإنه ليس هناك من أمل بأن يعطي مجلس الأمن الدولي الضوء الأخضر لتدخل في سورية ولاسيما مع الرفض الروسي الشديد
الدور المشيوه لـ"قطر" في سوريا والثورات العربية
دعت عدة شخصيات لبنانية الحكومات والأطراف التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية للكف عن هذه الأعمال التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة مؤكدة أن مواقف مسؤولي قطر المتعاقبة تشكل ضربة في صميم العمل العربي المشترك.

فحذر النائب قاسم هاشم عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية أمس، من الدور المشبوه الذي تقوم به قطر من خلال استغلال الجامعة العربية وتأكيدا لما كنا نشير إليه ونخشاه بأن تكون الجامعة العربية وبعض قراراتها وبعض من ينضوون تحتها يشكلون اليوم مظلة للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وأن تكون القرارات وبعض التوجهات جسر عبور لتدويل الازمة واستجابة لإملاءات خارجية بهدف الوصول إلى تنفيذ مآرب حلف شمالي الأطلسي ومن يسير في الركب الأمريكي الصهيوني.

من جهته أكد الشيخ ماهر حمود إمام مسجد القدس في صيدا إن قطر ركبت موجة الثورات العربية واستطاعت أن تأخذ بعضها إلى غير الاتجاه الصحيح واللافت جدا هنا أن قطر لا تعرف شيئا اسمه الديمقراطية ولا الحرية لكنها تطالب سورية وغيرها بالديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة وكل ذلك غير موجود فيها. 

وفي هذا الاطار إستنكر أمين عام حركة الأمة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، مطالبة قطر بإدخال قوات عربية إلى سوريا, وتمنت الحركة لو أن العرب تداعوا لإدخال قوات عربية لحماية غزة من الغطرسة الإسرائيلية, بدل المطالبة بإقحام الجيوش العربية لتنفيذ المشاريع الغربية لتفتيت المنطقة وتقسيمها وفق إلتزامات بعض المستعربين الجدد.

وبدوره رأى النائب فادي الأعور عضو تكتل التغيير والإصلاح إن دعوة قطر للتدخل بالشؤون السورية تندرج في سياق المشروع الأمريكي العربي اللا متناهي تجاه سورية وإن هذه الدعوة كانت متوقعة فقد رأينا القراءات الأولية لها من خلال التصريحات القطرية حول دور اللجنة العربية في سورية ما ينبئ بمحاولة التدخل الخارجي في الشأن السوري.

وتابع الأعور: "إن كل الدعوات التي تصدر عن مسؤولي قطر تجاه الوضع في سورية مشبوهة وهي نوع من الدعوات المسيئة والتآمرية على سورية وبالتالي جميعنا أصبح يعرف الدور القطري ومدى انفضاحه العام بالاتجاهات التي يتكلم فيها."

أما المحلل السياسي اسركيس أبو زيد، اعتبر أن دعوة مسؤولي قطر لإرسال قوات إلى سورية نوع من الهروب إلى الأمام بعد فشلهم في المحاولات السابقة بالضغط على سورية.

وقال أبو زيد إننا نتمنى من الجامعة والدول العربية أن يوحدوا المعايير وأن يطبقوا ما يطلبونه من سورية في بلدانهم وفي كل الدول العربية. 

"فايننشال تايمز" : محاولة تكرار الاستراتيجية القطرية ضد ليبيا في سوريا

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن تصريحات أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني التي بثتها قناة تلفزيونية اميركية مؤخراً ودعوته للتدخل العسكري ضد سورية تظهر أن حمد تخلى عن محاولاته استخدام الجامعة العربية ضد سورية ونقل تركيزه بهذا الخصوص إلى وسائل أخرى من بينها دعمه لما يدعى بالجيش السوري الحر .

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا يعني محاولة تكرار الاستراتيجية القطرية ضد ليبيا حيث دعمت المسلحين هناك ومدتهم بالأموال والمستشارين العسكريين وبالقوة الدبلوماسية ولكن بالطبع الرهان في حالة سورية أعلى بكثير كما أن استراتيجية قطر بكاملها تجاه سورية ستكون أشد خطورة . 

ورأت أن الأمير القطري قد يكون ساعياً بهذه التصريحات إلى خلق نقاش بشان احتمال تدخل عسكري ولاسيما أن غالبية الحكومات الغربية وكذلك ضمن العالم العربي استبعدته وأبدت رفضها له .

واشارت "فايننشال تايمز" الى ان ما يدعى بالمعارضة السورية نفسها منقسمة وعلى خلاف بهذا الشأن لافتة إلى أن السياسية القطرية تجاه سورية كان لها نتائج مختلطة حتى الآن فهي وأن تمكنت من تحريض دول الجامعة العربية لاتباع سياسة أكثر عدائية ضد الحكومة السورية إلا أن السياسة نفسها انتهت بنشر بعثة مراقبي الجامعة في سورية والتي لم تحقق النتائج التي رغب بها القطريون فتركتهم مرتبكين مثلهم مثل المعارضة السورية .

كما أوضحت إنه وعلى خلاف الحالة الليبية فإنه ليس هناك من أمل بأن يعطي مجلس الأمن الدولي الضوء الأخضر لتدخل في سورية ولاسيما مع الرفض الروسي الشديد ويقول أحد المراقبين أن الأزمة في سورية هي لعبة دول وقد يكون لها عواقب خطيرة للغاية على كل الأطراف المنخرطة فيها وقد تواجه قطر رداً سورياً على تدخلها هذا الا أنها وفيما يبدو تعتقد بان الامور وصلت إلى مرحلة اللاعودة ولذلك فانها تقامر ضد النظام في سورية.

https://taghribnews.com/vdciz3ay.t1a3z2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز