تاريخ النشر2024 22 January ساعة 12:35
رقم : 622517

استاذة جامعية في ايران : المرأة الفلسطينية وقفت لقتال الأعداء ببصيرة واتبعت مثل الاسلام ومبدا المقاومة

اكدت الاستاذة في كلية الدراسات الاسلامية لجامعة بوشهر (جنوب ايران) الدكتورة "محترم شكريان"، ان "المرأة الفلسطينية وقفت لقتال الأعداء ببصيرة، ورغم كل الضغوط التي سببها الحصار والجريمة والاحتلال، إلا أنها لم تفقد خطوة واحدة عن مُثُل الإسلام ومبدأ المقاومة.
استاذة جامعية في ايران : المرأة الفلسطينية وقفت لقتال الأعداء ببصيرة واتبعت مثل الاسلام ومبدا المقاومة
جاء ذلك في مقال الاستاذة الجامعية الايرانية الدكتورة شكريان خلال ندوة افتراضية بعنوان "دور المرأة في تعزيز المقاومة الإسلامية والفلسطينية"، اقيمت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في 17 كانون الثاني / يناير 2024.

وفيما يلي نص هذا المقال :

بسم الله الرحمن الرحیم 
تحية وتقدير للحاضرين في اللقاء، وخاصة للسيدات الكريمات.
رحمة الله وبركاته اللامتناهية على روح الإمام الخميني (رض) المنتصر، الذي سمى في مبادرة خالدة وحقة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (س)، ابنة النبي (ص) الغالية، بـ "يوم تكريم مقام المرأة والأم"، وانني أهنئ السيدات العزيزات والأمهات العزيزات في هذا اليوم المجيد.

الإسلام كمدرسة كاملة وشاملة، يقدر المرأة ويحترمها كثيرا؛ فالمرأة مثل الرجل تعتبر عضوا كاملا في المجتمع، ومن وجهة نظر الإسلام تستطيع المرأة، بالإضافة إلى القيام بدور الزوجة والأم في الأسرة، ان تتبنى الادوار في كافة شؤون المجتمع.

وبالنظر إلى تاريخ صدر الإسلام، وخاصة العصر النبوي، نجد أن المرأة نشطت في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية.

إن مشاركة المرأة في البيعة والهجرة النبوية والشؤون العسكرية (المشاركة في الحروب) هي نتيجة لنشاط المرأة في العصر النبوي. لهذا السبب، أرادت النساء المسلمات المشاركة في الدفاع عندما بدأت الغزوة الأولى للنبي. وكنّ يهتمن بمساعدة النبي في توفير الماء، وصون المؤن، وطهي الطعام، وتمريض المرضى والجرحى، وحمل الشهداء.

ويمكن القول أيضًا خلال الثورة الإسلامية الإيرانية، كان الإسلام هو المحرك والدافع الرئيسي للنساء للمشاركة في الأنشطة الثورية، حيث أدت المراة الايرانية هذه الأنشطة إلى وعيها الذاتي الواسع. واعتبر سماحة الإمام الخميني (رضي الله عنه) النساء الرائدات في الإسلام قدوة للنساء المسلمات، وأصر دائمًا على الدور العظيم للمرأة في تحقيق الأهداف الإسلامية، وكان يقارنهن بالنساء الرائدات في الإسلام.

وفي سنوات الدفاع المقدس (حرب الثماني سنوات المفروضة على ايران من جانب نظام صدام البائد في العراق 1980-1988م)، وفي جبهة كبيرة مثل إيران الإسلامية، لعبت النساء المؤمنات والشجاعات والمنكرات دوراً رئيسياً إلى جانب محاربي الإسلام لتحقيق انتصارات عظيمة.

وفي هذا العصر لطالما كانت هناك سيدات يدعمن على الدوام الجبهات بشكل فعال كما دخلن الميدان مباشرة، حيث سطّرت المراة الايرانية الملاحم الرئيسية على الخطوط الأمامية للحرب، وإغاثة ومساعدة الجرحى في الوقت المناسب، فضلا عن تقديم الخدمات في مجال التغذية وتوفير الطعام والملابس للمحاربين، في ذروة الحرب وأثناء العمليات والشؤون لم يتم تقصير الحرب. وكان الشيء الأكثر أهمية هو الشجاعة التي أظهرتها بعض النساء الإيرانيات في الخطوط الأمامية للحرب.

وقبل شهر من البداية الرسمية للحرب، قال الإمام الخميني (رضي الله عنه) في جمع من النساء : إن الأمة التي ظهرت نساؤها أمام الرجال في ساحات القتال بالقوى العظمى، وبمواجهة قوى الشر، سوف تنتصر.

لقد جسدت النساء والرجال الثوريون في ايران مثالاً جديراً وكاملاً في تاريخ نضالات الأمم الإسلامية والأمم الحرة لنيل حقوقهم وتحقيق الاستقلال، أمام كافة القوى العظمى في المنطقة، وأصبحوا قدوة يحتذى بها لدول المنطقة، ومنذ فترة طويلة، تسعى شعوب بعض الدول، من خلال نشاطاتها الاحتجاجية، إلى إحداث تغييرات جوهرية في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لبلدانها.

في هذه الأثناء، وعلى الرغم من دعاية الحكومات الغربية بشأن "عدم مشاركة المرأة"، فإن وجودها إلى جانب الرجل في هذه الحركات الاحتجاجية يدل على الحضور الفعال والصحوة الإسلامية للنساء المسلمات في المنطقة.

إن وجود المرأة المسلمة يشير إلى تحررها من أغلال الغرب العرفية والمادية وانتفاضتها لنيل التحرر من شر المستبدين السياسيين.

إن حضور المرأة، وخاصة المسلمة المحجبة، في هذه الثورات، وفي الصحوة الإسلامية، يدل على وعيها بدورها الفعال والحاسم في إصلاح مجتمعها.

منذ بداية الإسلام، عملت المرأة المسلمة دائمًا جنبًا إلى جنب الرجل، بل وسبقته، في الحفاظ على الإسلام وتعزيزه ومن ثم تكوين ثقافة المقاومة.

لقد وقفت المرأة الفلسطينية لقتال الأعداء ببصيرة، ورغم كل الضغوط التي سببها الحصار والجريمة والاحتلال، إلا أنها لم تفقد خطوة واحدة عن مُثُل الإسلام ومبدأ المقاومة.

ولذلك يمكن القول : إن الرجال في قلب المقاومة في فلسطين هم ثمرة عمر من دم وقلب وصبر للمرأة الفلسطينية. وإن أمهات وأخوات وزوجات الرجال الفلسطينيين يشعرن بالحزن لاستشهاد أعزائهن، لكنهن حولن هذا الحزن إلى غضب وإصرار ضد النظام الإسرائيلي الغاصبين.

أشكركم على حسن استماعكم أيها الأعزاء، متمنية النصر النهائي لجبهة المقاومة الإسلامية على العدو الصهيوني والغطرسة العالمية.

انتهى 
https://taghribnews.com/vdccsiqem2bqip8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز