تاريخ النشر2023 18 October ساعة 13:18
رقم : 611589

باحثة اسلامية باكستانية : المقصود بتوحید المذاهب والأدیان هو التأکید علی القیم المشترکة بين اتباعها

تنـا - خاص
اكدت الباحثة الاسلامية الباكستانية "الپروفيسورة سیدة مسعود شاه"، على ان "المقصود بتوحید المذاهب والأدیان هو التأکید علی القیم المشترکة بين اتباعها".
باحثة اسلامية باكستانية : المقصود بتوحید المذاهب والأدیان هو التأکید علی القیم المشترکة بين اتباعها
جاء ذلك في كلمة "سيدة شاه مسعود خلال" الاجتماع الافتراضي للمؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية – 2023 م الذي عقد برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في ايران.
ولفتت الباحثة الباكستانية الى انها ركزت في مقالها على شعار المؤتمر "التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة"؛ مستدلة باي الذكر الحكيم، [قل یا أهل الکتاب تعالوا الی کلمة سواء بیننا وبینکم أن لا نعبد إلّا الله  ولا نشرك به شیئا ولا یتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله]. واوضحت  : عندما صدح صوت الرسول الأکرم (ص) لنصرة الله والصدع بما یؤمر واحتفّ حوله الناس فوجاً تلو فوج ونزلوا ملتفین حوله من کل حدب وصوب، بان واتضح أنّ الدعوة لا تقتصر علی هذا النطاق الضیق ولا تختصر علی الشعب الذي نزلت علیه الرسالة، إنما هي دعوة لجمیع بني البشر في جمیع أقطار المعمورة.
واضافت : عندما يخاطب الباري تعالى رسوله [قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ]، فتلك رسالة للناس أجمعین.
يتضح من رسالة النبي الاكرم (ص) أنّ الله عزّوجلّ أشار إلی حقیقة الدین الاسلامي المبين،  من خلال الإشارة إلی عدة قضایا، كما یلي :
    أولاً: الدعوة الإلهیة والقیم العالمیة التي تحملها هذه الدعوة وجهان لعملة واحدة. وهي أنّ الله یرید أن یرکع الناس أمام جبروته. فالتحدي الأکبر الذي یواجهه الإنسان المعاصر هو عجزه عن  حشد الناس وجمعهم حول قیم مشترکة ونبذ العنف والبغضاء وصیاغة قیم مشترکة یؤمن بها البشر بکل أطیافهم. فهذه القیم المشترکة وخطة العمل المشترکة من شأنها أن توحّد بني البشر وتتجاوز کل أوجه الإختلاف والتفاوت بینه وتجعلهم في مستوی واحد وسواسي کأسنان المشط الواحد حسب تعبیر الرسول الأکرم.
    ثانیاً: إحترام حقوق الإنسان واحترام الإنسانیة جمعاء: فقد احترم الإسلام حقوق کل الأدیان والمذاهب. ووضعت الشریعة معیاراً عاماً یقاس علیه الإنسان المؤمن. فتقول أنّ المؤمن من یرضی للناس ما رضي لنفسه. فیقول الرسول الأکرم (ص) : [أعدل الناس من رضي للناس ما یرضی لنفسه، وکره للناس ما یکره لنفسه].
واوضحت : هذا یدلّ علی أنّ القیمة الأولی والأساسیة في الإسلام هي احترام القیمة البشریة وطلب الخیر للآخر. فإن خلی قلب الإنسان من هذا الشعور فهو لیس بمسلم. ویمکن هنا القول أن المقصود بکلمة "الناس" في هذا السیاق هو المجتمع البشري برمّته. بمعنی أنّ السیاق القرآني عندما یستخدم کلمة "الناس" فهو یخاطب البشر جمیعاً. وإن استخدم في بعض السیاقات تعبیر "یا أیها الذین أمنوا"، إلا أنّ هذا لا ینفي أنّ الله یقصد بالناس المجتمع البشري کله. لکن عندما یتعلق الأمر بالإحسان وطلب الخیر للآخر، لم یقتصر خطابه علی المسلمین فقط، وإنما یوسّع مدلول خطابه ویستخدم کلمة "الناس" في هذا السیاق لیشمل کلامه المجتمع البشري بمختلف توجهاته وأطیافه.
واكدت : ان احترام الناس یقف علی رأس المنظومة القیمیة التي بلورها الإسلام، ولم یُجبر الناس علی الإسلام ولم یحمّل علیه تحمیلاً. فقد یقول الله في سورة البقرة: [لا إکراه في الدین قد تبیّن الرشد من الغي». فقد تبین الخط الأبیض من الخیط الأسود والناس أحرار في اختیار الفلاح والهلا].
ویقول عزّوجلّ ايضا  [ولَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ].
ولفت البروفيسورة شاه مسعود الى، ان "من أهم الأمثلة الواردة في القرآن حول جوهر الإنسان قوله تعالی: [ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ]، مبينة، "فقد تعاهد الرسول الأکرم (ص) مع القبائل حدیثة العهد بالإسلام وأخذ منهم عهداً أن یمتثلوا لتعالیم الدین ویحترموا القیم الجدیدة ویحترموا أداء الفرائض الدینیة کالصلاة، والإبتعاد عن المحرمات.. وبما يؤكد على ان هذه الشریعة شریعة عالمیة بکل معنی الکلمة وهي تمتلك کل المؤهلات والقدرات لتکون عالمیة ویأمر أتباعه أن تکون لهم نظرة عالمیة تحترم بني البشر بکل أطیافهم.
نهاية المقال
https://taghribnews.com/vdcjovemhuqeviz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز